تحاول والدات معتقلي الهبة الشعبية التي اندلعت أحداثها في أيار/ مايو 2021 تعزيز نشاطهن ضمن حراك عائلات معتقلي هبة الكرامة، إلى جانب ناشطين سياسيين وحقوقيين وإعلاميين، بهدف تحريك وتنشيط كافة الأطر والهيئات الشعبية والسياسية في المجتمع العربي، من أجل رفع الظلم الذي يواجهه معتقلو الهبة وتحقيق العدالة.
يواجه عدد من معتقلي الهبة من حيفا في أروقة المحاكم لائحة اتهام في ملف أُطلق عليه اسم "ملف نور واكد"، يضم خمسة معتقلين هُم: راني أبو طريف، وشادي محمود، وآدم عمر، وجوان زبيدات بالإضافة لنور واكد. وستعقد جلستان في هذا الملف بالمحكمة يومي 3 و5 كانون الثاني/ يناير 2023.
وقالت والدة المعتقل نور واكد، رباب واكد، من حيفا لـ"عرب 48": "أدعو السياسيين ليهبوا دفاعا عن معتقلي هبة الكرامة الذين دافعوا عن كرامتنا، نحن عائلات معتقلي هبة الكرامة لن نترك بابا إلا ونطرقه للدفاع عن جميع معتقلي الهبة".
وأضافت أنه "مع إصدار قرارات وأحكام جائرة ضد معتقلين في ملف هبة الكرامة بتنا نناشد القيادة السياسية في الداخل الفلسطيني وكل المؤثرين بأن اسمعوا صوت الظلم الذي بات كالسوط يجلد بسنين عمر أبنائنا، تحركوا ولا تصمتوا أمام من دافع عن البيوت والأهالي في الاعتداءات التي تعرضنا لها، وإلا فإن صمتكم سيُبقي أولادنا تحت وطأة الظلم".
وختمت واكد بالقول إنه "نرفض أن يكون أولادنا، اليوم، ضحايا للوائح اتهام باطلة تم تلفيقها ضدهم، في ظل صمت غير مبرر من قبل السياسيين في حمل ملف معتقلي الهبة، لأن هؤلاء الشباب هم فخر مجتمعنا".
انضمت والدة المعتقل طارق كيوان من جديدة المكر، لحراك العائلات منذ انطلاقه في عكا بعد أن تم اعتقال ابنها، يوم 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2022.
وناشدت الوالدة جيهان كيوان عبر "عرب 48" عائلات المعتقلين بـ"التعاضد وعدم التزحزح عن مواصلة الحراك والنضال أن أجل أبنائنا معتقلي هبة الكرامة"
وأكدت أنه "بدأنا بحراك انطلق من عكا واستمر في حيفا وواصلنا في طمرة، ونحن مستمرون حتى إطلاق سراح آخر معتقل. بالتماسك والتعاون بيننا يمكننا الدفاع عن هؤلاء الشباب الذين قاموا ودافعوا عن قضية شعب بأكمله، واليوم هم أقوياء على الرغم من قيود السجون".
وختمت كيوان بالقول إنه "نستمد من معتقلي هبة الكرامة القوة كي نواصل حراكنا ونحشد الصفوف للمشاركة في هذا الحراك من أجل إسنادهم ونصرتهم".
يواجه الشاب عبيدة زيتاوي من زلفة اتهامات خطيرة، وتنشط والدته ضمن حراك عائلات معتقلي الهبة الشعبية دفاعا عن كافة المعتقلين.
وقالت الوالدة سحر زيتاوي لـ"عرب 48" إن "ابني يواجه لائحة اتهام ببنود كثيرة أبرزها وأخطرها بند الإرهاب، وهو لا يزال منذ فجر يوم 31 أيار/ مايو 2021 داخل المعتقل، حيث وصلت قوات معززة من أجهزة المخابرات والشرطة واعتقلته حينها بملف هبة الكرامة، وقد خسر ابني تعليمه الجامعي، حيث كان في يدرس موضوع الاقتصاد".
وأَضافت أنه "تم تلفيق جميع التهم ضده، في حين نحن نواجه تعنت النيابة العامة ضد أي تسوية يعرضها المحامي عليها. قمنا باستبدال العديد من المحامين في محاولة لإبرام اتفاق مع النيابة العامة، لكنها ترفض التسوية. غالبية جلسات المحاكمة تكون مغلقة ولا يُسمح للعائلة بالدخول حرصا على عدم التعرف على محقق المخابرات في الداخل".
على الرغم مما تتكبده عائلات معتقلي هبة الكرامة من خسائر مالية وظروف نفسية قاسية، إلا أن والدة زيتاوي تُصّر على المشاركة ضمن نشاطات حراك العائلات، مؤكدة أن "جميع معتقلي هبة الكرامة بالنسبة لي هم بمكانة ابني عُبيدة، فأنا أم أدهم، وقصي، وآدم، ومحمد، أنا أعتبر نفسي أما لكافة الشبان المعتقلين".
وختمت زيتاوي بالقول إنه "عندما أدافع عن عبيدة أدافع عن كافة المعتقلين. حراكي مع العائلات لأجل تحقيق هدف واحد وهو الحرية والعدالة لجميع معتقلي هبة الكرامة. عندما نكون على قلب معتقل واحد سينجح حراكنا على الرغم من التحريض ومحاولات إفشال الحراك. نحن ماضون بهذا الحراك للتعاضد والتكاتف حتى نهز ضمائر الصامتين لينضموا إلى ركب الحراك حتى تحقيق العدالة لجميع المعتقلين".
تجدر الإشارة إلى أن الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد نفذا حملة اعتقالات ضد مئات الشبان من المجتمع العربي على خلفية الاحتجاجات ضد العدوان على غزة واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد، في شهر أيار/ مايو 2021.
التعليقات