ملاحقة معتقلي هبة الكرامة.. من يساند حراك العائلات في المحاكم؟

السؤال المتكرر لابني وأظن بأنه مشترك لجميع معتقلي الهبة خلال الزيارة هو ’هل يسأل عنا أحد في الخارج؟’، إذ أحاول رسم الصورة لابني بأن قضية معتقلي هبة الكرامة على الأجندة وأسعى إلى رفع معنوياته في السجن

ملاحقة معتقلي هبة الكرامة.. من يساند حراك العائلات في المحاكم؟

جانب من عائلات المعتقلين في المحكمة بحيفا، اليوم (عرب 48)

تسعى عائلات معتقلي هبة الكرامة وخصوصًا العائلات من عكا إلى تنشيط الحراك الداعم لأبنائها من خلال الخطوات التي جرى إقرارها في الفترة الأخيرة.

وبرزت، مؤخرا، مشاركة أهالي المعتقلين ونشطاء سياسيين في جلسات المحاكمة كدعم لهم ولمساندة بعضهم البعض، إذ كان آخرها اليوم، الثلاثاء، خلال محاكمة 5 شبان من مدينة عكا وهم: محمد عثمان وباسل طنطوري وجواد سطيلي ورازي عودة ومصطفى مصري.

وفرضت المحكمة المركزية في حيفا، صباح الأحد، الحبس الفعلي لمدة 22 شهرا وغرامة مالية قدرها 2500 شيكل على الشاب رازي عودة، فيما عقدت جلسة للنظر بملفات الشبان الأربعة الآخرين.

ومن جانبه، تطرق الناشط في قضايا الأسرى، قدري أبو واصل، في حديث لـ"عرب 48" إلى أهمية تعزيز الحراك لدعم معتقلي هبة الكرامة وعائلاتهم، بالقول "نحن نرحب بأي مبادرة داعمة لأسرانا المعتقلين، لكننا نشهد تقصيرا واضحا من قبل مجتمعنا والأحزاب السياسية ولجنة المتابعة واللجان الشعبية في ملف معتقلي هبة الكرامة، لهذا يجب أن يتم توجيه دعوة خاصة من الهيئات الرسمية وعلى رأسها لجنة المتابعة لحضور جميع القيادات إلى جلسات المحاكمة والوقوف إلى جانب المعتقلين، إذ نرفض ترك عائلات المعتقلين وحدهم أمام هذه المعاناة".

وأوضح أن "قياداتنا العربية تعلم جيدا أن محاكمة معتقلي هبة الكرامة ليست خاصة بالمعتقلين فقط، بل هي محكمة ضد شعبنا الفلسطيني بأجمعه، فهؤلاء الشبان يدفعون الثمن ويجب أن يكون دور ريادي للأحزاب السياسية وإلا سنفقد الثقة بهذه الأحزاب وأخص قضية حراك حيفا التي كان لها نشاط أساسي، ولكن هذه الخطوة بحاجة لبقية القوى واللجان الشعبية في كل مكان ومكان على أمل أن تكون متابعة حقيقية لقضية المعتقلين".

وشدد على أنه "في ظل هذه الحكومة الكاهانية يجب أن نكون موجودين في جميع قضايانا لأننا أمام صراع وجود على أرضنا، وهذه مهمة القيادات الفلسطينية وعلى رأسها لجنة المتابعة العليا".

وذكرت صابرين بشير والدة المعتقل أدهم بشير من عكا الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 10 سنوات لـ"عرب 48"، أنه "أرفض أن يمارس الظلم ضد أبنائنا من معتقلي هبة الكرامة، ولا أريد لعائلات المعتقلين أن تشعر بأنها وحدها أمام هذا الملف، فنحن عائلة أدهم بقينا وحدنا من دون مرافقة أو مساندة أحد خلال المرافعة في قضية ابننا، لكننا اليوم نقف لنساند الجميع وهذا واجب علينا لرفع معنويات المعتقلين وعائلاتهم".

وأضافت أن "السؤال المتكرر لابني وأظن بأنه مشترك لجميع معتقلي الهبة خلال الزيارة هو ’هل يسأل عنا أحد في الخارج؟’، إذ أحاول رسم الصورة لابني بأن قضية معتقلي هبة الكرامة على الأجندة وأسعى إلى رفع معنوياته في السجن، فهذه السنوات العشر التي فرضت عليها بمثابة ظلم لشاب لم يتسبب بأذى لأي أحد، وأنا هنا مع عائلات المعتقلين في المحكمة لأنني لا أريد لقضية أدهم أن تطوى وتنسى، بل سأواصل حراكي حتى أتمكن من التغيير والتأثير على الإنصاف يكون من نصيب ابني وباقي المعتقلين".

وقالت والدة المعتقل باسل طنطوري، جميلة طنطوري، لـ"عرب 48" إننا "كعائلات معتقلين نأمل أن يستجيب أبناء شعبنا للوصول والمشاركة في جلسات المحاكمة الخاصة بمعتقلي هبة الكرامة، لأن ذلك من شأنه من يؤثر ويغير من قرار القضاء ضد المعتقلين وكذلك يساهم في رفع معنويات أبنائنا في السجون".

وعن محاكمة ابنها، أشارت إلى أنه "جرى شطب بعض البنود من ملف لائحة الاتهام خلال الجلسة الأخيرة، ما خفف على ابني من الضغوط النفسية التي يعيشها".

وأثنت خالة المعتقل طنطوري، رهاف بكري من البعنة، لـ"عرب 48" على أنه "من الواجب على الجميع عدم التخلي عن أبنائنا المعتقلين على خلفية هبة الكرامة".

وذكر والد المعتقل جواد سطيلي، هلال سطيلي، لـ"عرب 48" أن "وجود حراك رسمي وشعبي من شأنه أن يرفع من معنويات عائلات المعتقلين وأبنائنا في السجون، فبالرغم من الصعوبات التي تمر على ابني من مماطلة وتأجيل جلسات المحاكمة وإبلاغنا بوجود شهود وفي النهاية لا يحضر أي شاهد لجلسات المحاكمة، ولا شك أن المساندة التي بدأت تنشط تساهم في تقويتنا".

وحول لائحة الاتهام ضد ابنه، ختم بالقول إن "لائحة الاتهام تضم العديد من التهم، ونشعر بعدم الطمأنينة من سير المحاكمة ضد ابني، حيث جرى اعتقاله في سن 18 عاما والآن يبلغ 20 عاما، وقد احتفلنا بعيد ميلاده مرتين خلال احتجازه".

التعليقات