"الأرض والمسكن" أزمة تتفاقم في كفر مندا

تفاقمت أزمة الأرض والمسكن في قرية كفر مندا، في وقت يبحث فيه عدد من الأهالي الذين يسكنون في بيوت متلاصقة وحارات مكتظة، عن قسائم أرض للبناء.

زقاق واكتظاظ بالسكن في كفر مندا (عرب 48)

تشتد أزمة الأرض والمسكن في قرية كفر مندا، كسائر البلدات العربية في البلاد، دون أن يلوح بالأفق أي حل جذري، وتعاني بعض الحارات والأحياء اكتظاظات في المساكن المتلاصقة، إلى جانب انعدام قسائم أرض للبناء بشكل كاف، ويشكو من وجد قطعة أرض لشرائها من الأسعار الباهظة.

ويرى عدد من الأهالي أن قسائم البناء التي عرضت في السابق من قبل السلطات ذهب بعضها لتجار العقارات ورؤوس الأموال للاستثمار وجني الأرباح من خلال بيع شقق سكنية بمبالغ طائلة على حساب مستحقي قسائم البناء.

وفي هذا الصدد، أجرى "عرب 48" جولة ميدانية في كفر مندا وأطلع على الأوضاع وأجرى لقاءات مع عدد من الأهالي.

صالح بشناق

حي" شويكة" المكتظ حتى الاختناق، وسط البلدة القديمة، أشبه بمخيم لاجئين منه لبلدة عصرية على الرغم من مشهد المدخل الجميل. يعيش الحي أزمة سكن تنعكس على المجالات الاجتماعية والثقافية وغيرها، قد تتسبب بانتشار بعض مظاهر العنف أحيانا.

استعرض يوسف عالم في حديثه لـ"عرب 48" معاناة أهالي الحي، وقال لـ"عرب 48" إن "حالات التعب والقهر وأزمة السكن أعيتنا جدا. نحن حي فقير جدا وعائلات كثيرة الأولاد والكثير منا يعتاش على مخصصات التأمين ولولا طيبة وتسامح أهل الحي والعلاقات الجيدة التي تربط بعضنا البعض لسمعت كل فترة عن أعمال عنف وإجرام".

يوسف عالم

وأضاف أن "جميع سكان الحي من العائلات الضعيفة، وكنا قد تقدمنا منذ سنوات طويلة عندما كانت تعرض قسائم بناء إلا أن الفوز بالمناقصات السابقة كان من نصيب رؤوس الأموال والمستثمرين الذين قام بعضهم ببناء شقق وتسويقها بمبالغ كبيرة حيث يصل سعر الشقة السكنية إلى مليون شيكل، ولا يستطيع أي واحد منا دفع هذه المبالغ".

وقال أحد السكان، فادي بشناق، لـ"عرب 48" إن "أزمة السكن في هذا الحي قاتلة، ولا تتوفر أي حلول لها بالمدى القريب، وهذا الأمر لا يبشر بخير. الكثافة السكانية تتزايد ما يفاقم الضغط الاجتماعي والتوتر النفسي بين الشباب في هذا الحي، إذ أن بعض البيوت يسكنها ست ولربما تسع عائلات مع عدد كبير من الأبناء والأحفاد، وهذا أمر مقلق جدا لأن التكاثر الطبيعي سيزيد مستقبلا من حدة الاحتكاك والتوتر والضغوطات النفسية، وهذا بطبيعة الحال سينعكس على العلاقات الاجتماعية".

حي شويكة في كفر مندا

وختم بشناق بالقول إنه "على المستويين الثقافي والتعليمي للعائلات كثيرة الأولاد فإن الإحباط واليأس يسيطر عليها، وهذا أمر مقلق جدا، وعلى الجهات ذات العلاقة العمل الجاد لتوفير الحلول المناسبة. حي شويكة يعيش مأساة حقيقية يجب على الجميع العمل وممارسة الضغوطات من خلال العمل الجاد لإنقاذ عشرات ومئات من شباب الحي قبل تفاقم الأزمة لصورة أكبر".

وأعرب أحد سكان الحي، صالح بشناق، في حديثه لـ"عرب 48" عن قلقه من تفاقم أزمة السكن، وقال إنه "من المعروف أن أزمة السكن كما يعيشها الحي ستتسبب مستقبلا بحالة من عدم الاستقرار أو حالات من المشاكل والعنف، وكما تشاهد البنايات متلاصقة والسيارات مركونة وسط الأزقة، وهذا يسبب دائما إغلاق المداخل ومعاناة يومية على الرغم من أن أجواء التعاون والجيرة الحسنة تسود الحي، لكن لا أحد يستطيع أن يضمن استمرار هذه الأوضاع الهادئة".

فادي بشناق

وأشار إلى أنه "مستقبلا مع تزايد عدد سكان الحي خاصة أن غالبية الأسر كثيرة الأبناء، ستدفع الضغوطات التي يعانيها الشباب نحو عدم الاحتمال وتفجر الأوضاع. نحمل المسؤولية للسلطة المحلية وقسم الهندسة وكل المسؤولين الذين يستطيعون العمل، ونطالبهم بالضغط على السلطات واتخاذ خطوات احتجاجية بالتنسيق مع كافة الأطر والهيات ذات الصلة بالمجتمع العربي".

وقال الناشط السياسي، حلمي بشناق، لـ"عرب 48" إن أزمة الأرض والمسكن هي جزء من السياسات الممنهجة التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من حيث مصادرة معظم الأراضي العربية لمنع تمدد وتوسع البلدات العربية ومنع تطورها وإقامه مناطق صناعية متطورة".

حلمي بشناق

وأكد أن "عدم توسعة المسطحات وعدم إقرار الخرائط الهيكلية العالقة في دوائر التنظيم والبناء منذ سنوات طويلة ما هو إلا جزء من سياسات الحصار والتضييق، ناهيك عن أنه في الحي الغربي توجد عشرات المنازل بدون تراخيص، ويعاني أهالي الحي من الملاحقات في المحاكم والغرامات الباهظة".

وختم بالقول إن "السلطة المحلية تتحمل مسؤولية كبيره لغياب التخطيط الإستراتيجي الجاد، وحتى أن قسائم البناء القليلة التي فاز بها البعض كانت من نصيب المستثمرين على حساب المحتاجين، وهناك خلل كبير في معايير وشروط التقدم للمناقصات، والسلطة المحلية هي من تتحمل المسؤولية في طرح شروط وآلية مختلفة للمناقصات من خلال الضغط على السلطات".

تعقيب مجلس كفر مندا المحلي

وقال مهندس المجلس المحلي في كفر مندا، عادل قدح، في تعقيبه لـ"عرب 48" إن "حي شويكة لا شك أن هذا الحي يعاني حالة صعبة جدا، وهو الحي الأكثر كثافة سكانية بالبلدة، ويعاني معاناة شديدة. في المرات التي تمت توسعة المسطح لم يكن أحد منهم يملك أراض خاصة ضمن مناطق التوسعة".

عادل قدح

وأشار إلى أن "الشروط والمعايير للمناقصات والأسعار لسنا نحن من يحددها، بل الدوائر الحكومية، لكن يبدو أن البعض بسبب أوضاع اقتصادية صعبة لم يتمكن من التقدم للمناقصات".

وختم مهندس المجلس بالقول إنه "نقترب، اليوم، من مصادقة نهائية على خرائط شمولية بمساحة أربعة آلاف و800 دونم منها ألف دونم ستتم المصادقة النهائية عليها لغاية شهر حزيران/ يونيو المقبل، في المنطقة الجنوبية، وهناك تخطيط على المدى المتوسط لآلاف الدونمات التي نسعى من خلالها إلى حل أزمة السكن، أما بخصوص بعض العائلات الضعيفة اقتصاديا فأعتقد أنه يجب التوجه لقسم الرفاه لحل مشاكلهم وكذلك أزمة وضائقة السكن".

الشارع الرئيس في كفر مندا

التعليقات