النقب: 19 ألف طالب محرومون من الوصول إلى مدارسهم

لم يتوجه نحو 19 ألف طالب في منطقة النقب اليوم، الإثنين، إلى مدارسهم على خلفية إضراب مفتوح أعلنت عن شركات السفريات بسبب عدم تلقي مستحقاتها منذ بداية السنة الدراسية.

النقب: 19 ألف طالب محرومون من الوصول إلى مدارسهم

(Gettyimages)

حُرم نحو 19 ألف طالب من الوصول إلى مدارسهم في القرى الواقعة تحت نفوذ المجلس الإقليمي واحة الصحراء بمنطقة النقب، جنوبي البلاد، إثر إضراب مفتوح أعلنت عنه شركات السفريات صباح اليوم، الإثنين.

وجاء الإضراب بسبب عدم تلقي أصحاب الشركات المستحقات المالية منذ بداية السنة الدراسية 2022-2023، وعدم توفير الميزانيات اللازمة من وزارة التربية والتعليم للمجلس الإقليمي واحة الصحراء؛ على حد قولهم.

ويضم المجلس الإقليمي واحة الصحراء 4 قرى تم الاعتراف بها بعد العام 2000، وهي قرى أبو قرينات، وبير هداج، وأبو تلول، وقصر السر، ويسكن في قرى واحة الصحراء أكثر من 6,000 نسمة، وتعاني هذه القرى حتى بعد الاعتراف الحكومي من عدم توفر الخدمات الأساسية ونقص المرافق العامة وشح الميزانيات.

وهذه ليست أول مرة يضطر الطلاب إلى البقاء في بيوتهم على خلفية عدم تحويل وزارة التربية والتعليم الميزانيات لتوفير السفريات لطلاب القرى مسلوبة الاعتراف.

وقال الشاب إبراهيم القريبي ممثلا عن لجنة أولياء أمور الطلاب في قرى واحة الصحراء، لـ"عرب 48"، إن "19 ألف طالب لم يتوجهوا اليوم من قرى واحة الصحراء إلى المدارس، وذلك بسبب عدم توفر حافلات لنقلهم من البلدات وإلى المدارس على خلفية عدم تلقي أصحاب شركات السفريات منذ بداية السنة الدراسية الحالية مستحقاتهم المالية".

إبراهيم القريبي

وأضاف أن "قسم من الطلاب من 4 قرى معترف بها في واحة الصحراء، والقسم الآخر من الطلاب من بلدات مسلوبة الاعتراف، إذ لا يعقل أننا في عام 2023 ويوجد طلاب لا يستطيعون الوصول إلى مدارسهم بسبب السفريات".

وأشار القريبي إلى أن "شركات السفريات لم تتلق أجورها منذ أيلول/ سبتمبر 2022، ومن غير الممكن أن تواصل هذه الشركات العمل دون أن تتلقى استحقاقاتها، إذ أن الشركات تعمل منذ شهور من دون إيجار وهذا لا يتقبله أي شخص منا، سيما وأن هذه الشركات لديها التزامات ومن حقها أن تتلقى مستحقاتها".

وحول الإضراب، أوضح أن "الإضراب يشمل كل الفئات العمرية من ريال الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، ونحن ضد أن يكون الطلاب خارج أسوار المدارس، لكن دون تفعيل ضغط لا يمكن أن يكون حل، لذلك يجب على وزارة التربية والتعليم أن توفر الميزانيات اللازمة لشركات السفريات".

وشدد القريبي على أن "هناك حاجة ملحة وضرورية لتحرك الوزارة والتوصل إلى اتفاق فوري، لأن عدد الطلاب كبير جدا، ولو كان ذلك في المجتمع اليهودي لجرى التوصل فورا إلى حل لمثل هذه الأزمة".

وعن رد المجلس الإقليمي واحة الصحراء، تطرق بالقول إلى أن "رده كان بأنه لا يوجد ميزانيات من الوزارة، علمًا أن الوسيط بيننا وبين الوزارة هو المجلس، ويجب عليه العمل على حل هذه الأزمة والمشكلة في هذه الفترة الهامة لكل الطلاب وخصوصًا أن الطلاب مقبلين على امتحانات البجروت".

ومن جانبه، قال سليمان طاسان وهو صاحب إحدى شركات السفريات في واحة الصحراء، لـ"عرب 48"، إنه "منذ بداية السنة الدراسية الحالية لم نتلق أي مبلغ من قبل المجلس الإقليمي واحة الصحراء، وقد بات من الصعب جدا إكمال عملنا دون تلقي مستحقاتنا، علمًا أننا رفضنا طوال الفترة الماضية إيقاف العمل من أجل مصلحة الطلاب إلا أن مواصلة العمل دون تلقي إيجار صعب، وخصوصا أن هناك الكثير من المصاريف التي يجب تسديدها من بينها رواتب السائقين والوقود والتأمين وتصليح الحافلات، وكل ذلك أثقل كاهلنا".

سليمان طاسان

وتابع "توجهنا إلى المجلس عشرات المرات، وفي كل مرة كان رده أنه لا يوجد ميزانيات، وهذا جعلنا غير قادرين على مواصلة العمل، ولو كان أمامنا حل آخر غير الإضراب لقمنا به".

وأشار طاسان إلى أنه "لدي 9 خطوط نقل أي 9 سائقين وحافلات، ومنذ مدة طويلة لم نتلق أي مبلغ، ما زاد علينا العبء في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نواجهها وارتفاع الأسعار".

وفي السياق، أفاد مجلس واحة الصحراء بأن "ميزانية السفريات لم تحوّل للمجلس من قبل وزارة التربية والتعليم، ولهذا تعذر على المجلس الدفع لشركات النقل. وبناء على ذلك بعث رئيس المجلس، إبراهيم الهواشلة، رسالة طالب فيها وزارة التربية والتعليم الإسراع في تحويل مستحقات سفريات الطلاب، من أجل الدفع للشركات".

التعليقات