تهميش وحرمان: إغلاق ناد تزامنا مع افتتاح مركز للشرطة في الحليصة

وصفت منال بوشكار من الحليصة تجاهل بلدية حيفا لمطالب أهالي الحي بترميم النادي وإعادة فتحه بـ"التمييز ضد السكان العرب في حيفا".

تهميش وحرمان: إغلاق ناد تزامنا مع افتتاح مركز للشرطة في الحليصة

الأهالي يلتقون خارج النادي المغلق (عرب 48)

تتواصل معاناة أهالي حي الحليصة في مدينة حيفا، منذ أكثر من شهرين، إثر إغلاق بلدية حيفا لنادي "الجيبوريم" بسبب تعرضه لحريق أسفر عن أضرار جسيمة، في وقت افتتح فيه مركز للشرطة.

كان النادي يستقطب يوميا قبل إغلاقه قرابة 100 طالب، عدا عن تنظيم برامج لامنهجية لمجموعات نسائية، ومسنين، وأبناء الشبيبة.

وجهت مجموعة النساء "نور الحياة" وعدد من ناشطي الحي اتهامات لبلدية حيفا بالإهمال والمماطلة في ترميم النادي.

"حي مهمش"

قالت فاطمة أبو الهيجاء لـ"عرب 48" إن "حي الحليصة حي مهمش، ولو كنا في حي آخر لكان التوجه والدعم بشكل مختلف وجذري حيال الحريق بالنادي، وعلى الرغم من افتتاح مركز للشرطة بعد هذا الحريق إلا أنه لم يهتم أحد بالموضوع أو بادر لإيجاد حلول للمشكلة".

فاطمة أبو الهيجاء

وأضافت أنه "نظرا لتوقف أنشطة النادي لثلاثة أشهر على التوالي، فقد كان لهذا التوقف أثر سلبي انعكس علينا بشكل كبير، حتى أننا نواجه مشكلة مع الأطفال الذين لم يجدوا إطارا للتواجد فيه، وأنا منتسبة لجمعية نور الحياة، ودائما ما نجتمع بالنادي أسبوعيا، كل يوم ثلاثاء، والآن لا يوجد مكان آخر نذهب إليه، نظرا لإلغاء بعض البرامج وتأجيل بعضها الآخر، وهذا سبّب لنا الضيق في ظل عدم وجود داعم حقيقي لنا، على الرغم من أننا ناشطات في هذا الحي".

وختمت أبو الهيجاء بالقول إنه "لم يقم أحد بإصلاح المركز الذي كنا نجتمع فيه، مما اضطرنا للاجتماع في الملعب، وهذا يؤثر على الأطفال المتواجدين فيه، حتى أن الأطفال يأتون إلى هنا على الرغم من انعدام التأمين اللازم، ولكن لا يوجد لهم من مكان آخر ليلعبوا فيه".

وأعربت رنا أبو جليّل من مجموعة الجيل الذهبي التابعة للنادي عن استيائها من "إغلاق المركز الوحيد الذي يقدم برامج لمجموعة الجيل الذهبي في حي الحليصة".

رنا أبو جليل

"غياب المساعدة من البلدية"

وقالت أبو جليّل لـ"عرب 48": "أنا ناشطة في مجموعة نور الحياة، والزاوية الدافئة، وكل يوم ثلاثاء لدينا اجتماع للقيام بمشاريع وبرامج ولقاءات، لكننا ومنذ شهرين أو أكثر لم نستطع القيام بشيء نظرا لإلغاء كافة البرامج كوننا لا نجد مكانا للاجتماع مع نادي الحرقة، ولم تقدم لنا البلدية أية مساعدة".

وأضافت أنه "كمسنات لا نجد مكانا نجتمع فيه، وأغلب النسوة يمكثن في البيوت، لكنني أخرج أحيانا للتسوق، ولا توجد سيارة لمساعدة المسنات في الذهاب إلى النادي، ولقد قدمت عروضا للبلدية، ولكن لا حياة لمن تنادي".

وختمت أبو جليّل بالقول إنه "هناك إهمال متعمد، وأحيانا نجلس في إحدى زوايا صالة الرياضة المخصصة للأطفال، لكن الأمر غاية في الصعوبة، إذ أن الأطفال يلعبون كرة القدم في مكان تواجدنا، ولا يوجد معهم مشرف، وهذا يسبب لنا التوتر ولا ننعم في هذه الصالة بالراحة المطلوبة".

"احتراق المركز دون اكتراث الجهات المختصة"

وأوضحت ريما طوقان لـ"عرب 48"، أن "النادي يعد مركزا للشبيبة، وزوايا دافئة، وكذلك يستخدم لممارسة كرة القدم للأطفال من المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وعددهم ما يقارب من 100 طفل، ونحو 40 امرأة من مجموعة نور الحياة".

وأكدت أن "هذا النادي فعال للغاية كونه يضم كافة شرائح المجتمع في الحليصة، لكن منذ حوالي الثلاثة أشهر اكتشفت النسوة من الزوايا الدافئة أن حريقا نشب بالمركز، وعلى الرغم من اتصالهن بالجهات المختصة إلا أن أحدا لم يكترث لهذه المشكلة، ولم تتضح أسباب الحريق بعد".

وختمت طوقان بالقول إن "المركز مغلق حتى موعد غير معلوم، ولا يوجد من يكترث لمصابنا على الرغم من توجهنا للبلدية وكتابة معروض جماعي من قبلنا، وأنا عضوة في المنتدى العربي اليهودي، وحاولنا الضغط على البلدية، لكن كل جهودنا ذهبت هباءً منثورا".

منال بوشكار

"التمييز ضد العرب"

ووصفت منال بوشكار من الحليصة تجاهل بلدية حيفا لمطالب أهالي الحي بترميم النادي وإعادة فتحه بـ"التمييز ضد السكان العرب في حيفا".

وقالت بوشكار لـ"عرب 48" إنه "توجهنا مرارا وتكرارا لبلدية حيفا بطلب ترميم النادي على مدار السنوات الماضية، قبل الحريق، ومن الجدير ذكره بأنهم قضوا في تركيب مصعد للمركز ستة أشهر مما يدل على أنهم غير مكترثين بهذا المركز".

وختمت ابنه الحليصة بالقول إنه "نواجه عنصرية منقطعة النظير كوننا أبناء حي عربي مهمل بشكل متعمد".

"لا استجابة لمطالبنا"

ناديا عبد اللطيف

واستهجنت ناديا عبد اللطيف إغلاق نادي الحي، وقالت لـ"عرب 48" إنه "حاولت من خلال عملي كمركزة مجموعات وصانعة حلويات أن أعلم قرابة الثلاثين فتاة لاكتساب مهنة، عدا على تنظيم لقاءات أسبوعية لأجيال مختلفة بين السبع سنوات والثلاثين عاما ولمدة خمس ساعات، نمنع فيها حمل الأجهزة الخليوية، واستقدمت متطوعات لسرد القصص، وممارسة نشاطات أخرى منها ألعاب كنا قد اعتدنا على لعبها مذ كنا صغيرات، لكن النادي مغلق منذ ثلاثة أشهر".

وأكدت انه "توجهنا للإعلام وأعضاء في الكنيست، لكن لم تتم الاستجابة لمطالبنا دون رد، إذ أن هذا الأمر خلق مشكلة بالنسبة للفتيات والأطفال الذين لا يجدون مكانا ليجتمعوا فيه ويمارسوا نشاطاتهم المعتادة".

"الأطفال تشردوا في الشوارع"

ميرفت سروان

واستهجنت الناشطة ميرفت سروان توقف نشاطات مجموعة "نور الحياة" النسوية، والتي تأسست قبل قرابة 9 أعوام.

وقالت سروان لـ"عرب 48" عن "حالة الحي يرثى لها، وعلى الرغم من أننا في مجموعة نور الحياة نمارس نشاطاتنا منذ تسع سنوات، إلا أننا الآن متوقفون تماما بسبب إغلاق المركز إثر الحريق".

وأشارت إلى أنه "توجهنا للبلدية وسائر الجهات المختصة، لكننا لم نتلق ردا ودعما، على الرغم من أنه كان هناك تقصير من البلدية قبل الحريق أيضا، حيث لا توجد كاميرات للمراقبة ولا احتياطات أمنية تحمي المركز من أي كارثة من الممكن أن تحل به، وصرنا نجلس نحن المسنات في أي مكان في الطريق، ونطلب من كل واحدة إحضار كرسي وقارورة ماء".

وختمت سروان بالقول إن "الوضع مزر لم نتوقع أن نصل إليه في يوم من الأيام. الأطفال تشردوا في الشوارع والمفترض أن يغتنموا فرصة العطلة الصيفية للقيام بنشاطاتهم المعتادة، وللأسف تتذرع البلدية بانعدام الميزانية، وهذا كلام عار من الصحة".

"الحليصة مهمل لأنه حي عربي"

أحمد دبوس

واتهم أحمد أبو دبوس بلدية حيفا بالتقصير، وقال لـ"عرب 48" إن "حي الحليصة مهمل لأنه حي عربي، وتتحمل رئيسة البلدية بالإضافة لبقية أعضاء المجلس البلدي المسؤولية تجاه توقف عمل المركز غير المؤهل لاستقبال الأطفال وبقية شرائح المجتمع في الحي".

وأكد أن "المركز كان يستقبل الأطفال يوميا، لكنه اليوم تحوّل لمكان خطير ولا تتواجد فيه مقومات المركز من ماء وكهرباء".

"بلدية حيفا لا تضطلع بمسؤولياتها"

وندد الناشط يوآف حيفاوي من الحليصة بتجاهل البلدية لحاجة أهالي الحليصة في إعادة فتح النادي.

يوآف حيفاوي

وقال حيفاوي إن "البلدية لا تضطلع بمسؤولياتها، والأمر الطبيعي أنه يجب على البلدية إصلاح وترميم المركز المحترق، كونها مسؤولية تلقى على عاتقها في مثل هكذا حوادث، والأطفال في خطر حقيقي إذا لم يجدوا مكانا يمارسون فيه نشاطاتهم، فالشوارع ليست المكان الطبيعي للعب الأطفال وممارسة الفعاليات من قبلهم".

تعقيب بلدية حيفا

جاء في تعقيب بلدية حيفا أنه "طلبت رئيسة بلدية حيفا، عينات كاليش، من اللجنة المالية المصادقة على ميزانية لترميم النادي بشكل فوري من خلال البريد الإلكتروني لأهمية القضية، بعد أن تأجلت المصادقة إلى موعد انعقاد اللجنة القريبة. وتقدر ميزانية الترميم نحو 800 ألف شيكل. إن الميزانيّة تشمل ترميم المركز بشكل جذريّ، بما في ذلك الملعب والمنشآت، وستباشر البلديّة في مرحلة ترميم جذريّة وشاملة للمركز. وقد عملت جميع الأقسام المهنيّة في بلديّة حيفا على الفور بهدف ضمان استمرار عمل النادي الذي احترق وتضرّر في أواخر شهر أيار/ مايو الماضي، وتم تأهيل الملعب في المركز الرياضي على الفور لضمان استمرار التدريبات التي لم تتوقف بتاتا. إن بعض أنشطة النادي تجري في المركز الجماهيريّ الحلّيصة وفي القاعة الرياضيّة في المدرسة، التي اقتُرحت كأطر بديلة مؤقتة كالمركز الجماهيري في الحليصة الأفضل في حيفا، ومفضل أن يستخدموا هذه الأطر حتى الانتهاء من ترميم النادي من جديد، مثل مجموعة أجيال. وهذه الأطر مستعدة لاستقبال أنشطة كل الفعاليات في حي الحليصة بما فيها لجنة نور الحياة. لدينا برنامج عمل سيكون ترميم لمبنى النادي وطالبنا بميزانية لمشاريع النادي، الملعب في النادي مفتوح. لا يوجد تقصير أو إهمال ومماطلة".

التعليقات