"طوفان الأقصى": عشرات أوامر الفصل لعمال عرب بادعاء "دعمهم للإرهاب"

"منذ بداية هذه الحرب استقبلنا 37 حالة فصل من العمل بشكل نهائي، وكذلك دعوة العمال للجان الطاعة بمجرد أن المواطن يكتب اشياء بسيطة جدًا، إذ باتوا يعتبرون هذه الجمل تماثلا مع منظمات إرهابية، كما يدعون".

في سادس أيام الحرب.. إسرائيل تدمر عشرات المنازل والأبراج بغزة (الأناضول)

أقدمت مواقع عمل إسرائيلية على إيقاف عدد من العمال والعاملات العرب عن عملهم بادعاء "تأييدهم لحماس ودعمهم للإرهاب"، سواء من خلال حديثهم مع العمال اليهود في موقع العمل أو من خلال كتابة منشورات عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول الحرب الدائرة في قطاع غزة، كما يدعي أصحاب العمل.

وفي هذا الصدد، قامت نقابة العمال العرب في مدينة الناصرة، بمطالبة المحامين العرب بالتطوع للدفاع عن العمال أمام "لجان الطاعة"، بعد استدعاء عشرات العمال من قبل المشغلين، بالإضافة إلى فصل العمال بسبب منشورات على مواقع التواصل، تظهر تعاطفا مع الأطفال والنساء الذين يتواجدون تحت الأنقاض في غزة.

وهبة بدارنة

وبهذا الصدد، قال المستشار القانوني في نقابة العمال العرب، وهبة بدارنة، لـ"عرب 48" إن "الحملة جاءت لتجنيد محامين عرب من الداخل، وذلك للدفاع عن العمال العرب الفلسطينيين في الداخل الذين يتعرضون لهجمة شرسة بكل معنى الكلمة، من فصل وإقالات من العمل، دون أسباب منطقية، وإنما فقط الانتقام منهم لأنهم عرب".

ولفت إلى أن "ما حصل في هبة القدس والأقصى خلال 2002 لم يحدث كمثل الذي يحدث اليوم من فصل للعمال، واعتقالات، وتنكيل، وملاحقات يتعرض لها المواطنون العرب في مواقع التواصل وفصل من عملهم".

وأضاف بدارنة أن "الكراهية في أماكن العمل لا مثيل لها، إذ يتعرض المواطنون العرب لهجمة شرسة، ومنذ بداية هذه الحرب استقبلنا 37 حالة فصل من العمل بشكل نهائي، وكذلك دعوة العمال للجان الطاعة بمجرد أن المواطن يكتب اشياء بسيطة جدًا، إذ باتوا يعتبرون هذه الجمل تماثلا مع منظمات إرهابية، كما يدعون".

وأكد أن "ما يحصل لا يمكن تصوره أو تخيله من عنصرية وكراهية لأبعد الحدود، وهذه حملة لم يكن لها مثيل من قبل، وحتى في أصعب الأحوال، إذ أنه على أبسط الأمور يتم فصل المواطنين العرب من عملهم".

وعن الحالات التي وصلت الهيئة، قال إن "امرأة تعمل في مستشفى فُصلت من عملها فقط لأنها قالت إن الحكومة هي المسؤولة عن الذي يحصل، وليس منطقي أبدًا أن يتم فصل مواطن عربي على مثل هذه الأمور، إذ باتت الدولة يمينا متطرفا وهناك إجماع صهيوني لأبعد الحدود ضد العرب".

وشدد بأنه "يتم تجنيد لجان الطاعة بالتعاون مع الشرطة، إذ أن هناك العشرات يتم فتح ملفات لهم على لا شيء، ونحن بحاجة إلى لجم هذه العنصرية المتطرفة المنتشرة، تجاه أبناء شعبنا من خلال تجنيد المحامين العرب في هذه القضايا، وبهذا نحن نرفع المعاناة عن المواطنين العرب".

وطالب كافة المحامين العرب بـ"التواصل والعمل لأن نكون يدا واحدة خاصة في هذا الوقت العصيب، حتى نتمكن من اجتياز هذه المرحلة بأقل الأضرار".

وختم بدارنة حديثه بالقول إنه "نتواصل مع نقابات العمال في بلجيكا وفرنسا وبريطانيا والدول العربية، فهذه النقابات قوية وتعمل على التجنيد والدعم خارج البلاد، ويتم دمج ما يحصل مع الفلسطينيين في كل مكان، وفي مناطق الـ48 بالتحديد وما يتعرضون من عنصرية واعتداءات مستمرة".

التعليقات