معتقل هبة الكرامة آسي حوراني من عكا: المحقق هددني بإطلاق النار على رأسي

قال حوراني إنه "حاولوا خلال تنكيلهم وتهديدهم لي بأقسى التهديدات وصلت درجة قتلي وتهديدات طالت عائلتي انتزاع اعترافات باطلة مني. بقيت متمسكا ببراءتي، وآمل أن تظهر براءتي خاصة بعد الأدلة التي قدمها المحامي أمام قاضي المحكمة".

معتقل هبة الكرامة آسي حوراني من عكا: المحقق هددني بإطلاق النار على رأسي

آسي حوراني (عرب 48)

كشف معتقل هبة الكرامة، آسي حوراني (53 عاما) من مدينة عكا، خلال جلسة مداولات في ملف محاكمته بالمحكمة المركزية في حيفا، أمس الإثنين، النقاب عن تهديدات وضغوطات مارسها المحققون عليه خلال اعتقاله بهدف انتزاع اعترافات باطلة ضده.

اعتُقل حوراني على خلفية أحداث هبة الكرامة التي وقعت في شهر أيار/ مايو 2021، احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة، واقتحام المسجد الأقصى، ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد.

قال حوراني أمام القاضي في جلسة المحكمة، أمس، إن أحد المحققين هددني بالقول "لقد أتيت لأطلق النار على رأسك هنا، لأنتزع اعترافك من عينيك"، مضيفا أنه "شعرت بالصدمة عندما صوّب أحد المحققين (الاسم محفوظ في ملف الجلسة) السلاح على رأسي مهددا بإطلاق النار علي لانتزاع اعترافات من عيني كما صرخ بوجهي، حيث لم أعلم ما هي تهمتي، ولماذا تم اعتقالي".

تتضمن لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة ضد حوراني إلى المحكمة المركزية في حيفا، يوم 18 كانون الثاني/ يناير 2023، تهم "محاولة قتل مواطن يهودي في عكا، تحطيم كاميرات مراقبة، إشعال حرائق، رشق حجارة في عكا"، وذلك خلال أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021.

كان حوراني قد سلّم نفسه للشرطة، يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر 2022، وبقي رهن الاعتقال لغاية 29 أيار/ مايو 2023، ليتم تحويله للحبس المنزلي والإبعاد عن مدينة عكا.

شرح آسي حوراني تفاصيل التحقيق معه، أمس، أمام قاضي المحكمة المركزية، وقال: "لقد تعرضت للتحقيق 15 يوما دون السماح لي بمقابلة محام وفقا للقانون، واستمرت التحقيقات أحيانا 15 ساعة متواصلة، في الوقت الذي تم تكبيل يدي ورجلي بالكرسي الذي كنت أجلس عليه. طيلة فترة التحقيق تعرضت وعائلتي للشتم، والبصق على وجهي، كل هذه الضغوطات بهدف انتزاع اعترافات مني وشعوري بالانكسار أمام التهديدات القاسية ليتم تلفيق تهمة ضدي".

أكد حوراني أنه "بعد التنكيل الجسدي من جراء ظروف التحقيق والاعتقال القاسية التي تعرضت لها من زجي في زنزانة مساحتها تبلغ مترا ونصف المتر المربع فيها شبه مرحاض، لم أتمكن من النوم بسبب ضيق المساحة ووجود المرحاض فيها، كذلك من تسليط جهاز المكيّف عليّ بأقصى درجة التبريد في ظل البرد القارس خلال فترة التحقيق ضدي".

وأشار إلى أنه "أعاني، اليوم، من ضعف في النظر بسبب إبقاء المصابيح مضيئة لعدة أيام خلال بقائي في الزنزانة، عدا عن تعصيب العينين عندما يتم نقلي من الزنزانة إلى غرفة التحقيق".

اتهم حوراني المحققين بـ"الكذب" لادعائهم بأن "والدتي توفيت"، وقال إنه "إيمانا ببراءتي من كافة ادعاءات المحققين صمدت أمام التهديدات التي تعرضت لها، لكني شعرت بالانكسار وصدّقت ادعاءات المحقق بأن أمي قد توفيت، فطلبوا مني الاعتراف مقابل مشاركتي في الجنازة المزعومة، وهذا كان بعد مرور ثلاثة أيام فقط من اعتقالي، وللأسف أنا صدّقت هذا الادعاء كون والدتي مصابة بأمراض القلب والشرايين، وفعلا تم إسعافها ونقلها للمستشفى في ذات اليوم الذي اعتُقلت فيه، كنت على وشك الانهيار أو الاعتراف بما لم أفعل قبل أن يتبيّن لي أن هذا الادعاء كذب، حيث شعرت بتأنيب للضمير ولو كان الأمر حقا قد حصل وأن أمي فارقت الحياة بعد تعرضها للوعكة الصحية لكنت قتلت نفسي في السجن".

وعَقْب انتهاء الجلسة، قال حوراني لـ"عرب 48" إنه "أظهرت براءتي طيلة فترة التحقيق أمام المحققين، إذ حاولوا خلال تنكيلهم وتهديدهم لي بأقسى التهديدات وصلت درجة قتلي وتهديدات طالت عائلتي انتزاع اعترافات باطلة مني، إلا أنني بقيت متمسكا ببراءتي التي هي من حقي، وآمل أن تظهر براءتي خاصة بعد الأدلة التي قدمها المحامي أمام قاضي المحكمة".

وأوضح المحامي ماهر تلحمي، الموكل بالدفاع عن أسي حوراني، لـ"عرب 48" أنه "حصلت على فيديوهات وتسجيلات صوتية تثبت براءة موكلي، وبأنه لم يتواجد في مكان الحادثة التي تدعي النيابة بأنه شارك بها، سأجلب في الجلسات المقبلة كذلك الشهود الذين يؤكدون على عدم وجود موكلي في مكان الحادثة".

المحامي ماهر تلحمي (عرب 48)

وختم تلحمي حديثه بالقول إنه "اتضح بأن المحققين حاولوا إرغام موكلي على الاعتراف بتهم باطلة وليس معرفة الحقيقة بواسطة أساليب تحقيق قاسية وصفها حوراني، وآمل أن يؤثر هذا الملف على مجرى المداولات في ملفات التحقيق الأخرى والمتعلقة بنفس القضية مع معتقلي هبة الكرامة، لما اتضح من أساليب تعذيب تعرض لها موكلي، لانتزاع اعترافات باطلة".

وفي السياق فإنه إبان أحداث هبة الكرامة، نفذت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) حملة اعتقالات ضد مئات الشبان من المجتمع العربي على خلفية الاحتجاجات ضد العدوان على غزة واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد، في شهر أيار/ مايو 2021.

وأعلنت النيابة العامة الإسرائيلية، مؤخرا، عن تقديم 397 لائحة اتهام ضد 616 متهما، غالبيتهم العظمى من العرب، ورُبعُهُم قاصرون، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/مايو 2021، والتي جاءت احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة في العملية التي سُميت إسرائيليا بـ"حارس الأسوار"، والتي سبقتها اعتداءات قوات الأمن الإسرائيلية في القدس في رمضان من العام ذاته.

وصرحت النيابة العامة أن المتّهمين الـ616 والذين تبلغ نسبة العرب من بينهم 89%، قد اعتُقِلوا منذ نيسان/ أبريل 2021، مشير إلى أنه "خلال الفترة المذكورة، تمّ تقديم لوائح اتهام بشأن 108 أحداث ضدّ 239 متهمًا في ظروف مشددة لعمل إرهابيّ أو دوافع عنصرية، 85% منهم (عرب) و15% يهود".

التعليقات