13/10/2019 - 16:46

أم الفحم: تعيين مدير عام يهودي قد يتسبب بأزمة ائتلافية

طالبت كتلة "شباب التغيير" برئاسة نائب رئيس بلدية أم الفحم، المحامي علي عدنان بركات، رئيس البلدية، د. سمير صبحي، بالعدول عن نيته تعيين مدير عام للبلدية من المجتمع اليهودي.

أم الفحم: تعيين مدير عام يهودي قد يتسبب بأزمة ائتلافية

سمير صبحي (أرشيفية)

طالبت كتلة "شباب التغيير" برئاسة نائب رئيس بلدية أم الفحم، المحامي علي عدنان بركات، رئيس البلدية، د. سمير صبحي، بالعدول عن نيته تعيين مدير عام للبلدية من المجتمع اليهودي.

وتبدو حالة عدم الوفاق واضحة بين مكوّنات الائتلاف البلدي الذي يقوده" البيت الفحماوي" بالشراكة مع "شباب التغيير" في أعقاب توجه رئيس البلدية لخطوة غير مسبوقة وهي تعيين شخصية يهودية لمنصب مدير عام بلدية أم الفحم، قد تتسبب بأزمة ائتلافية.

وذكرت "شباب التغيير" في رسالة وجهتها لرئيس البلدية: "نحن أعضاء حركة شباب التّغيير في المجلس البلدي وفي الائتلاف: المحامي علي بركات، ود. محمّد أبو حفيظة، والفنان وافي زيتاوي، منحازون دومًا للمواطن الفحماوي، والمصلحة الفحماوية، فبوصلتنا الواضحة والواحدة هي أم الفحم ومصلحتها العليا.. قفزًا وتغاضيًا عن أي مصالح آنية وضيقة. بعد البحث والدّراسة والتشاور الداخلي ومع أصحاب الشأن والخبرة، فإننا نرى أنّ قرارك تعيين مدير عام لبلدية أمّ الفحم في الوقت الحالي غير موفق".

وشرحت الكتلة أسباب رفضها تعيين مدير عام، حاليا، "من المعلوم لدينا جميعًا، أنّ الميزانية السنوية بالكاد تفي بحاجات مدينتنا الحبيبة البسيطة؛ فضلًا عن العجز الوشيك المتوقع في دفع معاشات الموظفين؛ فكيف لنا أن نحمل الميزانية دفوعات أخرى تصل إلى ما يقارب المليون شيكل سنويًا لمدير عام البلدية".

علي بركات

وأضافت: "نحن حركة شباب التغيير ومن منطلق مسؤوليتنا السياسية والإدارية والأمانة التي كلفنا بها ولإيماننا أنّ النّاخب الفحماويّ اختار من يحرص ويسهر على مصلحته من أبناء بلدته، وممن يعيشون وجع المدينة؛ فكيف بنا أن نقوم بتعيين مدير عام له صلاحيات لا تقل عن رئيس بلدية أمّ الفحم؟! بل لا يتكلّم لغة المواطنين ولا يتقن ثقافتهم ونلزمهم بدفع معاشه من أموال مدفوعات الأرنونا على حساب تقديم الخدمات لهم هو في الحقيقة استهتار بعقول أهلنا في أم الفحم وتخل عن مسؤولياتنا كممثلين عنه، انتخبنا أصلا لتحسين الوضع البلدي العام لا لإغراقه في الديون".

وذكرت أنه "إيمانًا منّا بأنّ رئيس البلدية ونوّابه وأعضاء الائتلاف والمعارضة يمتلكون القدرات والكفاءات المهنيّة الكافية؛ لتمكّنهم من النّهوض بمدينتنا؛ إذا خلصت النوايا للعمل الوحدوي؛ فمنهم المهندس ومنهم المحاسب والمعلّم والمدير والمحامي والفنان والطّبيب؛ لذلك لسنا بحاجة لتعيين مدير عام للبلديّة، في ظلّ ما تقدم من ملابسات وطوارئ".

وأكدت "شباب التغيير" أنّ "اتّخاذ قرار من هذا القبيل بعد مرور أقلّ من سنة واحدة فقط والتي يشهد لها جميع المواطنين بانها مليئة بالمشاريع التي ظهرت على حيز التنفيذ يثبت للجميع بعدم حاجتنا لهذه الوظيفة والتي من شانها أن تعود بنا إلى الوراء في ظل شح الميزانيات والوضع القائم كما ذكرنا في البند الثالث حيث أن قرار من هذا القبيل قد يُفهم بأنه قرار ناشئ عن قلّة خبرةٍ ودراية، سيما وأن أيًا من الإدارات السابقة لم تفكر بهذه الخطوة. إيمانًا منّا بأنّ تعيين مدير عام لبلدية أم الفحم من المجتمع اليهوديّ في مدينة لها مكانتها ومقامها سيؤثّر سلبًا على شبابنا في المجتمع العربيّ عامة وفي مدينة أمّ الفحم خاصّة؛ إذ نرى أنّ الأمر يهوّن من الكفاءات والقدرات في المجتمع العربي خصوصًا في ظلّ سياسات التّمييز الموجودة. وأخيرًا أنّ اختيار مدير عام من المجتمع اليهودي كفيل أن يحوّل حديثنا، إن بقصدٍ أو بغيره، كرئيس ونواب وأعضاء وموظفين وحتّى المراجعين إلى اللّغة العبريّة إن كان في ظلّ جلسات الإدارة والمجلس البلديّ، بالإضافة إلى أن أبسط المراسلات ستكون باللغة العبرية، وهو ما يعتبر ضرب لرسالتنا كبلدية وهي بعث اللغة العربية ورد الاعتبار لها، وهذا الأمر ليس بإمكاننا التّعايش معه خصوصًا أنّنا طالما افتخرنا بأمّ الفحم الاسم الحركي لفلسطين. فليس من المعقول أن نغيّر هيكليّة بلد كامل من أجل شخص واحد!".

وذكّرت الكتلة، رئيس البلدية، بأنه "لم نستطع زيادة ساعات الدّوام في المكتبة العامّة لساعات متأخّرة؛ لكي يتسنّى للطّلبة الجامعيّين استعمال المكتبة للدراسة لشحّ الميزانيّات! بدلًا من تعيين هذا المنصب بتكلفة أكثر من مليون شيكل سنويًا فإنّنا نرى أنّ استغلال جزء بسيط من هذه التّكلفة كفيل بإحداث تغييرات إيجابية كبيرة في العديد من مرافق العمل البلدي التي تخدم أهلنا  مباشرة ومنها ما أشرنا إليه والمتعلق بالمكتبة العامة التي تزداد أهميتها أو بإنشاء ملاعب في الأحياء أو توظيف متخصص يتابع قضايا الإصلاح والنزاعات والخلافات في المدينة، قبل أن تستفحل، أو تدعيم القطاع الشبابي وتوفير الخدمات التي بوسعها وقف حالة التدهور التي نعيش مع شبابنا أو تعيين طاقم تخصصي يتابع شأن انتشار السموم  بين شبابنا وفتياننا والقائمة طويلة".

ورأت "شباب التغيير" أن العدول عن تعيين مدير عام في الوقت الراهن، أيًا كان هو القرار الأصوب.

د. سمير صبحي يردّ

وجاء في بيان صادر عن رئيس البلدية، د. سمير صبحي، أنه فوجئ ببيان "شباب التغيير"، الذي قال إنه رسالة وجّهت له كرئيس للبلدية، "ثم تحوّلت الرسالة إلى بيان لأهلنا في أم الفحم، اعترض فيها ’شباب التغيير’ على مبدأ تعيين مدير عام للبلدية، وساقوا تعليلات مستهجنة جدا لاعتراضهم هذا، لم يأتوا على ذكرها خلال جلسات إدارة البلدية أو جلسات المجلس البلدي، بل إنهم تعاطوا مع هذه الجلسات التي طرحت فيها مسألة المدير العام بعكس ما جاء في بيانهم، فلماذا تخاطبون أيها الأخوة الناس بلسان وتتحدثون في الكواليس والجلسات بلسان آخر".

وساق البيان عددًا المعلومات، التي قال إنها حقيقة ما جرى في جلسات المجلس، وهي "تعلمون من خلال مشاركاتكم في جلسات المجلس البلدي وجلسات الإدارة أن مسألة تعيين مدير عام تندرج ضمن ما يمكن تسميته ’خارطة طريق’ ألزمتنا بها وزارة الداخلية، وتعلمون أنه كان ينبغي تعيين مدير عام للبلدية حتى تاريخ 30/8/2019، وهذا الأمر يعرفه، أيضًا، كل أعضاء البلدية، وأنتم في مقدمتهم، لأنكم تشاركون كذلك في جلسات الإدارة وجلسات الرئيس مع نوابه، فلماذا تدّعون الآن أن "قرار تعيين مدير غير موفق في الوقت الحالي".

وأضاف "تعرفون أن تعيين مدير عام مثله مثل أي التزام من جانب البلدية في ’خارطة الطريق’ التي تندرج في إطار ’خطّة الإشفاء’ وأنها ستجلب لنا الميزانيات من وزارة الداخلية، فهل الالتزام بمعايير متفق عليها مع وزارة الداخلية تجلب لنا الأموال، فيه هدر للمال والميزانيات، أم أنه يجلب الفائدة لأم الفحم؟ فأين هي المصلحة التي تنشدونها".

وأردف البيان "في تاريخ 23/7/2019 وخلال جلسة إدارة البلدية، تم طرح موضوع تعيين مدير عام، وطلب رئيس البلدية من أعضاء الإدارة أن يطرحوا له أسماء مرشحين لتولي هذا المنصب، وبالفعل تلقيت من قبل الأخوة الأعضاء عددًا من المرشحين للمنصب، وتقدّم ’شباب التغيير’ بمرشح مقترح من جانبهم، وقد قمت كرئيس للبلدية بالجلوس معه بتاريخ 6/8/2019، فلماذا تدّعون الآن أنكم ضد تعيين مدير من حيث ’المبدأ’! هل المعترض على المبدأ يطرح مرشحا؟".

وأضاف "في تاريخ 28/7/2019، وخلال جلسة مع نواب الرئيس، طُرِح مرة أخرى موضوع تعيين مدير عام، وكان عندنا عدد من المرشحين جرى ترجيح بعضهم على الآخر، وكان من بين الحضور السيد علي عدنان، نائب الرئيس".

كما ادّعى الرئيس "في تاريخ 10/9/2019 وخلال جلسة للمجلس البلدي، جرى إقرار ’لجنة تأهيل’ للمدير العام، وتشكّلت اللجنة من: الأخ الدكتور علي خليل بعد أن تنازل له الأخ المحامي علي عدنان، والأخ المحاسب زياد إبراهيم والأخ المحامي طارق أبو جارور، والمستشار القضائي الأخ المحامي، مصطفى قبلاوي، ومندوب وزارة الداخلية، وفي هذه الجلسة كان يعلم كل أعضاء بلدية أم الفحم بوجود مرشحيْن اثنين جرى ترجيحهما على غيرهما من المرشحين".

وأضاف أنّ قرار تعيين مدير عام لبلدية أم الفحم، يملك مؤهلات وخبرة واسعة ويعمل تحت إمرة رئيس البلدية، فيه فائدة مهمة جدًا لنجاعة العمل البلدي والارتقاء به، خاصة أن القرار كما ذكر أعلاه مرتبط بالتزامات عليا لوزارة الداخلية. كما أن تعيين مدير عام للبلدية يصب في تغليب الجانب المهني والوظيفي على أي اعتبارات أخرى ويقوي الجانب الإداري داخل البلدية. ونحن على دراية أن هدفنا تعيين مدير صاحب كفاءات وتجربة ثمينة في العمل البلدي.

اقرأ/ي أيضًا | أم الفحم: إقرار خطوات احتجاجية على مخطط مصادرة دريهمة

 

التعليقات