04/02/2020 - 19:48

النقب: استمرار الاحتجاجات ضد هدم البيوت ودعمًا لقضية بير هداج

احتج أهالي النقب بدعوة من لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، اليوم الثلاثاء، للمرة الثالثة خلال أسبوعين على عدة مفارق رئيسة ومداخل للقرى العربية ضد الملاحقة السياسية، وعنف الشرطة، وسياسة هدم البيوت.

النقب: استمرار الاحتجاجات ضد هدم البيوت ودعمًا لقضية بير هداج

احتج أهالي النقب بدعوة من لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، اليوم الثلاثاء، للمرة الثالثة خلال أسبوعين على عدة مفارق رئيسة ومداخل للقرى العربية ضد الملاحقة السياسية، وعنف الشرطة، وسياسة هدم البيوت.

ودعت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب لوقفات احتجاجية اليوم الثلاثاء في عدة نقاط منها، مدخل قرية عبدة، ومفرق عسلوج، ومفرق النقب، ومدخل قرية وادي النعم، ومفرق السر، ومدخل قرية الزرنوق، ومفرق عرعرة- أبو قرينات، ومفرق تل عراد، ومفرق حورة، ومفرق أم بطين، ومفرق اللقية، ومفرق رهط جنوبًا.

وانطلقت النشاطات الاحتجاجية التي دُعي لها منذ أسبوعين، بشراكة بين لجنة التوجيه العليا لعرب النقب والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، بالإضافة إلى اللجنة المحلية في قرية بير هداج، في أعقاب اقتحام عناصر "وحدة يوآف" المسؤولة عن هدم البيوت في النقب ومفتشي "سلطة تطوير النقب" لقرية بير هداج المعترف بها منذ العام 2003، والتابعة لنفوذ المجلس الإقليمي واحة الصحراء، بهدف توزيع أوامر هدم وقياس منازل القرية واعتدائها على السكان وإطلاق الرصاص الحي.

وبدأت الوقفات الاحتجاجية مطالبةً بمحاسبة الشرطة على ممارساتها في قرية بير هداج، وأصبحت تنادي اليوم بإقالة يائير معييان مدير ما يسمى بـ"سلطة تطوير النقب"، وإغلاق السلطة ووقف التعامل معها ومع مركباتها.

ويُذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أهالي قرية بير هداج للملاحقة، فمؤسسات الهدم في النقب تحاول بشكل مستمر دفع أهالي بير هداج لمغادرة قريتهم بالرغم من الاعتراف بهم في العام 2003 في إطار قرية زراعية، والذي تم التراجع عنه بتصريحات رئيس سلطة "تطوير النقب" يائير معييان، منذ مطلع العام 2017، ولم يُسمح لأهالي بير هداج بزراعة أرضهم واستمرت مؤسسات الهدم في حرث محاصيلهم بالإضافة إلى مصادرة إبل وأغنام العديد من الأهالي وفرض الغرامات المالية الباهظة لإرجاعها على مدار السنوات.

وعن محاولات سلب الاعتراف من قرية بير هداج، قال رئيس المجلس الإقليمي واحة الصحراء، إبراهيم الهواشلة لـ "عرب 48"، إنّ "بير هداج هي قرية معترف بها وتتبع لنفوذ المجلس الإقليمي واحة الصحراء ونضال أهلها هو نضالنا الكامل، وما تفعله سلطة تطوير النقب ويائير معييان، هو عمل غير قانوني وغير أخلاقي، السلطة لم تستنفذ حتى قنوات التواصل الطبيعية مع القرية والمجلس الإقليمي الذي يمثلها، بل تحاول فرض أجنداتها بالقوة وهذا غير مقبول".

وترى مؤسسات الهدم في النقب تهجير أهالي بير هداج هدفًا أساسيًا لها، وبير هداج هي القرية العربية الوحيدة في النقب التي حققت اعترافًا زراعيًا رغم سلبه منها، وتعود جذور الحقد على أهالي بير هداج لكونها القرية العربية الوحيدة الموجودة خارج منطقة السياج التاريخية المهجر كل من بقي من عرب النقب إليها منذ النكبة، وهي القرية الوحيدة في فلسطين التي حقق أهلها عودة كاملة إلى قريتهم الأصلية رغم التهجير المتتالي ويعيش فيها اليوم قرابة 7000 نسمة بلا خدمات أساسية.

ويعتبر رئيس اللجنة المحلية في قرية بير هداج، سليم الدنفيري، سلطة "تطوير النقب"، أنها "دولة في قلب دولة أخرى"، وعن ممارساتها العنصرية تجاه أهالي بير هداج، قال الدنفيري لـ"عرب 48"، إنّ "سلطة تطوير النقب، تحاول منذ العام 2017 سلب الاعتراف الزراعي الذي حصلت عليه قرية بير هداج، وتقليص منطقة نفوذ القرية وخريطتها الهيكلية، وحاولت السلطة فعل هذا سابقًا عبر تسويق صفقات مشبوهة وتسويات على الأرض، ورفضها أهالي بير هداج ما دفعهم لمحاولة فرض أجنداتهم بالقوة عبر وحدة يوآف التي تعتدي على المواطنين وما زالت تستدعي شباب بير هداج للتحقيق حتى اللحظة".

وقال الدنفيري، إنه "قامت إسرائيل خلال السنوات الماضية بإغلاق كل الجهات لقرية بير هداج بمشاريع مختلفة لمنعنا من التوسع وإبقاءنا في 6500 دونم وهي مساحة القرية السكنية، اليوم قرية بير هداج محاطة بمنطقة عسكرية و"كيبوتس" يهودي ووادي ومحمية طبيعية ويحاولون سلبنا المساحة الزراعية التي نربي فيها إبلنا وأغنامنا بالإضافة إلى التهديد بهدم 60% من بيوت القرية".

وأنهى الدنفيري كلامه قائلًا، إننا "في بير هداج نرى أن الملاحقة الأخيرة يحركها الحقد الشخصي من طرف العنصري يائير معييان، الذي يحاول بكل ثقله تسجيل نصر على أهالي القرية وسلبنا أرضنا وهذا لن يحدث".

وعن برنامج لجنة التوجيه العليا لعرب النقب للنشاطات الاحتجاجية ضد سياسة هدم البيوت قال عضو الكنيست السابق عن القائمة المشتركة، جمعة الزبارقة لـ"عرب 48"، إنّ "القضية ليست قضية بير هداج وحدها بل مصير النقب كله على المحك، مخططات التهجير تتزايد يوميًا وسلطات الهدم تحاول فرض الأمر الواقع وسلب المزيد والمزيد من الأرض، اتخذنا في لجنة التوجيه قرارات بتصعيد النضال والاستمرار في الاحتجاج ضد الهدم وضد معيان وسلطته العنصرية، خلال الأسبوعين الماضيين قمنا بوقفات احتجاجية على معظم المفارق الرئيسية بالنقب في أبو تلول والسقاطي ومفرق النقب وغيرها، ونستمر اليوم الثلاثاء، على مدخل قرية اللقية وعسلوج وعبدة وغيرها".

وقال الزبارقة، إننا "ندعو أهالي النقب للالتفاف حول نضال قرى الصمود ونشيد بالحضور المحترم في الوقفات السابقة في بير هداج وأمام مقر وحدة يوآف وغيرها".

التعليقات