25/10/2020 - 22:27

المشتركة: تلاسن أم أزمة جدّية؟

لا تزال أزمة المشتركة في الأسابيع الأخيرة تلقي بظلالها على العمل البرلماني والإعلامي للقائمة المشتركة، وتتواصل الاتهامات المتبادلة بين قيادات المشتركة، في أعقاب إلغاء التصويت على تشكيل لجنة تحقيق في قضية الغواصات في الهيئة العامة للكنيست، الأربعاء الماضي.

المشتركة: تلاسن أم أزمة جدّية؟

مندوب الليكود متحدثًا إلى عباس في الجلسة (الكنيست)

لا تزال أزمة المشتركة في الأسابيع الأخيرة تلقي بظلالها على العمل البرلماني والإعلامي للقائمة المشتركة، وتتواصل الاتهامات المتبادلة بين قيادات المشتركة، في أعقاب إلغاء التصويت على تشكيل لجنة تحقيق في قضية الغواصات في الهيئة العامة للكنيست، الأربعاء الماضي.

وأبرز إلغاء التصويت تساؤلات عن وجود تفاهمات مسبقة بين النائب عن "الحركة الإسلامية" في القائمة المشتركة، د. منصور عباس، الذي ترأس الجلسة، والليكود، بل إن النائبة عن الجبهة في القائمة المشتركة، عايدة توما، عدّت الأمر "تطبيعًا مع سياسة (رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين) نتنياهو والليكود"، بل ووصفت أداء عباس بأنّه "اختلال واضح في التوازن الذي يجب أن يحكمنا في عملنا"، فيما اعتبر النائب منصور عباس ردود أفعال الجبهة والنائب عن التجمع في القائمة المشتركة، د. إمطانس شحادة، "افتراءات وأكاذيب وليست خلافا سياسيا".

أيمن عودة: لهذا التلاسن أثر

عودة
عودة

وقال رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، لـ"عرب ٤٨" إنّ "القائمة المشتركة، بالمركبات الأربعة، هي أمانة ونحن خلال الأسبوع القادم سنبذل كل جهد للمحافظة عليها وسنحافظ عليها شعبنا يستحق ذلك وهي أمانة في أعناقنا".

وحول ما جاء على لسان توما بتصنيف عباس كمطبع، أوضح أن "المطلوب أن نناقش في ما بيننا، ونسوّي الخلافات في ما بيننا، بما في ذلك عملنا السياسي وكل جهد مطلوب للحفاظ على القائمة المشتركة".

وحول تراجع القائمة المشتركة في استطلاعات الرأي إلى 11 مقعدًا، قال عودة "لا شك أنّ هذا التلاسن له أثر، كذلك أزمة كورونا وحالة الإحباط وفقدان الأمل بتغيير نتنياهو، رغم أنّنا بذلنا كل جهد من أجل ذلك وبإخلاص شديد، هذا سبب إحباط معين، ولا شك أنّ هناك عدم تنسيق معين في القائمة المشتركة، وهذا ينعكس سلبا، ولكن عمل جيد وتنسيق جيد هو ما يجب أن نقوم به".

وحول التساؤل عن وجود تنسيق بين عباس وبين الليكود، قال عودة "يوم الأربعاء القادم لدينا جلسة، وآمل أن تسوّى كل الأمور وأن نذهب جميعا باتجاه واحد وكلّ همي هو المحافظة على القائمة المشتركة بمركباتها الأربعة".

أبو شحادة: تغيير كبير جدًا في تصرّفات الحركة الإسلامية

أبو شحادة
أبو شحادة

بينما قال النائب عن التجمّع في القائمة المشتركة، سامي أبو شحادة "نحن في التجمّع نرى في القائمة المشتركة خيارًا إستراتيجيًا، ولا نرى فيها مصلحة حزبية. وتاريخيًا من يعرف التجمّع وأدبياته يعرف أنّ القائمة المشتركة هي إستراتيجية التجمع لتنظيم الأقليّة الفلسطينية على أساس قومي. وهذا لا يعني أنّه لن تكون خلافات سياسية فنحن لسنا حزبًا واحدًا، ولكننا نرى المشتركة آلية لتطوير ثقافة الخلاف السياسي".

وحول التراشق الإعلامي مع النائب عباس، قال أبو شحادة "أعي أنّ منصور عباس يلقي بالتهم على الأطراف الأخرى لأنه لا يريد تحمل المسؤولية عن الأخطاء التي يرتكبها، وقرأت ما كتبه منصور عباس، وسمعته عبر الإعلام، وألاحظ تغييرًا كبيرًا جدا في تصرّف الحركة الإسلامية، فالحركة موجودة منذ عقود، ونحن نعرف أنّهم قريبون منا، وفي كل الأمور الكبرى هناك اتّفاق على برنامج سياسي واحد، لكن إذا كان للإخوة برنامج سياسي آخر أو يختلفون على البرنامج فليُناقش في المؤسسات، وهذا ما يقوله منصور عباس: ’تفكير بطريقة جديدة، أدوات جديدة’، فإذا كان هناك جديد فليناقش وإذا أرادوا الخروج عن برنامج المشتركة فلا يمكن أن يتم ذلك فجأة، خاصة وأن هناك أمورًا قد تكون مبدئية لباقي مركبات القائمة المشتركة، ولذلك لا يمكن إحداث تغيير جذري بعد الانتخابات، ومن لديه ملاحظات يأتي بها قبل الانتخابات، وقد تقبل توجهاته وقد لا تقبل".

وحول إن كان سيُحدث ذلك تفكيكًا للقائمة المشتركة؟ قال أبو شحادة "أنا على قناعة تامة أن الأخوة في الحركة الإسلامية لديهم مسؤولية أعلى من هذا بكثير، الجميع يفهم أهمية مشروع المشتركة كأقلية قومية في الداخل، والكل يفهم حتى على المستوى الحزبي أنّه استفاد من القائمة المشتركة، فهي العنوان الصحيح، وحتى لا أعرف إذا ما كان ما يتحدث عنه منصور عباس نوقش في الحركة الإسلامية وحصل على قبول مجلس الشورى. نحن نتحدث عن قيادة شعب وهذه المشاريع لا تتم بصورة مفاجئة".

وحول حديث النائب عبّاس عن "اتفاق مع أي طرف لتعزيز الخدمات المدنية للمجتمع العربي حتى مع الليكود"، رد أبو شحادة "أنا أجيب بوضوح أنّ القائمة المشتركة لديها برنامج انتخبت على أساسه. نحن نلتزم به إذا أراد أي شخص تغيير البرنامج فليطرح ذلك في مؤسسات القائمة المشتركة، ونحن لن نساهم في أيّ شكل من الأشكال لا بإضعاف القائمة المشتركة ولا بتفكيكها".

وحول هبوط شعبية القائمة المشتركة، وتراجعها في الاستطلاعات قال أبو شحادة "باعتقادي أنّ الخارطة السياسية في إسرائيل ستختلف جذريًّا هذه المرة. ما يجري من احتجاج كمي ونوعي وانتشاره الجغرافي بالضرورة سينتج عنه تغيير في الخارطة السياسية، إضافة إلى إعلان رئيس بلدية تل أبيب وشخصيات ثقيلة أخرى (غادي آيزنكوت، دان حلوتس) نيّتها خوض الانتخابات البرلمانية، إضافة إلى ظاهرة انضمام قيادات نخبة قديمة تأخذ دورًا مركزيًا في قيادة الاحتجاج، ونحن نتحدث عن شخصيات برتب عالية في الجيش والوزارات المختلفة".

وختم أبو شحادة قائلا "لا ننسى أن حزب ’ييش عتيد’ يسعى جاهدا إلى حصد أصوات عربية، وهناك حملة منظمة ضد المشتركة من قبل أحزاب صهيونية، وأنا على قناعة أن وعي مجتمعنا أعلى بكثير، وسقطت تجارب سابقة قادها نتنياهو بنفسه".

عباس: لا يوجد أي شيء يدعو إلى هذه "الافتراءات والأضاليل"

عباس
عباس

بينما قال النائب منصور عباس "لقد سبق وأجبت زملائي في القائمة المشتركة أنّ كل نشاطي السياسي واضح وجلي ومعلن في الإعلام، ولا يوجد أي شيء يدعو إلى هذه الافتراءات والأضاليل"، وحول رأب صدع القائمة المشتركة، قال إنها "تجتمع أسبوعيا وتدير أعمالها بشكل منظّم، ولكن في الإعلام كل حزب يخرج ببيانات وتصريحات لا أساس لها من الصحة، وكل حزب بما لديهم فرحون".

وتابع عباس أنّ "الخروج للإعلام من قبل إمطانس شحادة، التجمع والجبهة أساء للمشتركة، بالأصل لو كان هناك أي شيء (يجب) أن يأتوا به للاجتماعات في القائمة المشتركة وليس أن يخرجوا فيه إلى الإعلام كمن يريد أن يظهر نفسه ويميز نفسه عن الآخرين".

وحول مستقبل القائمة المشتركة وإمكانية تفكّكها، قال عباس "مسؤوليّتنا كحركة إسلامية تجاه القائمة المشتركة نقوم بها، نحن القائمة العربية الموحدة دائما الوحدة كانت شيئًا مركزيًا في توجهنا وخطابنا وسلوكنا، هكذا كنا وهكذا سنبقى".

التعليقات