01/04/2021 - 21:33

خطاب عباس: مغازلة لليمين المتطرف... ولا ذكر لقضايا المجتمع العربي

لم يأت رئيس القائمة الموحدة، منصور عبّاس، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء اليوم، الخميس، بأي جديد، وبدا خطابه ضبابيا وأقرب إلى كلمة في منتدى حواري بين الأديان أكثر من كونه خطابا سياسيا.

خطاب عباس: مغازلة لليمين المتطرف... ولا ذكر لقضايا المجتمع العربي

(أ ب)

لم يأت رئيس القائمة الموحدة، منصور عبّاس، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء اليوم، الخميس، بأي جديد، وبدا خطابه ضبابيا وأقرب إلى كلمة في منتدى حواري بين الأديان أكثر من كونه خطابا سياسيا.

وجاء خطاب عباس موجها لليمين الإسرائيلي في محاولة لبناء قواسم مشتركة مبنية على المحافظة المجتمعية والدينية، مع الأحزاب اليمينية التي ترفض مشاركته في حكومة يمينية أو دعمه لها من الخارج بالامتناع عن التصويت ضدها.

ولم يتطرق عبّاس إلى القضايا السياسية الحارقة، وتجنب استعراض القضايا التي كان قد ركّز عليها خلال حملته الانتخابية تبريرا لتقاربه من اليمين الإسرائيلي، مثل خطة شاملة لمحاربة الجريمة في المجتمع العربي وقانون كامينيتس، وتوسيع صلاحيات السلطات المحلية، وإصدار تصاريح بناء في البلدات العربية، والاعتراف بالقرى مسلوبة الاعتراف في النقب.

ولم يأت رئيس قائمة الشق الجنوبي من الحركة الإسلامية، على ذكر القضايا الوطنية، بما في ذلك قانون القومية، ولم يتطرق كذلك إلى القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي ولم يذكر كلمة فلسطين أو القدس.

وامتنع عبّاس عن الكشف عن هوية عضو الكنيست الذي يعتزم نواب الموحدة توصية الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بتكليفه في مهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة. ودعا إلى ما وصفه بـ" الحياة المشتركة على الأرض المقدسة والمباركة لشعبين وثلاث ديانات".

وقال عباس: "تصوري هو أنني جئت لتمثيل جمهور بأكمله، أكثر من 20% من سكان الدولة، الذين يعانون من مشاكل أساسية في جميع مناحي الحياة، من الافتقار إلى الأمن الشخصي والمأوى إلى تحقيق الذات الفردية والجمعية".

وأضاف أنه "لدينا الفرصة لإحداث الفرق وإنشاء مجتمع مدني واسع من جميع مكوناته. القيادية والمسؤولية مطلوبة في هذا الوقت. لقيادة الجمهور إلى مكان آخر، وخلق ثقة لدى جميع القطاعات حتى نتمكن من المضي قدمًا نحو عقد أفضل".

وأسهب عبّاس في الحديث عن الجانب الديني والاجتماعي والحياتي اليومي ولم يصدر عنه أي تصريح سياسي باستثناء "الدعوة لتغيير الواقع ووقف التمييز"، معتبرا أن "الواقع الذي نعيشه لا يميز، والبنى التحتية لا تميز، ما إذا كان الذي يستخدمها أو يسير عليها عربي أو يهودي".

كما دعا عباس إلى إنهاء العنف القائم على العرق أو الدين أو الآراء السياسية. وتابع عباس قائلا: "لا أريد أن أكون جزءًا من كتلة، يمينًا أو يسارًا. أنا هنا ككتلة أخرى انتخبتني لخدمة شعبي وكلفتني بتقديم مطالب الجمهور العربي".

ولم يفسح عبّاس المجال لطرح أسئلة الصحافيين عليه.

وفي هذا السياق، قال الزعيم الروحي للحريديين الأشكناز، الحاخام كانييفسكي، إنه للحفاظ على اليهودية "من الأفضل الذهاب (إلى حكومة) مع ممثلين من الجمهور العربي بدلاً من ممثلين عن اليسار".

وأضاف في معرض الحديث عن إمكانية تشكيل حكومة يمينية - حريدية تستند على دعم الموحدة، "إنهم (العرب) يهتمون أيضًا بطبيعة البلد ولا يريدون الترويج لبوتقة انصهار تجعل من الجميع علمانيين. كما أنهم أقرب إلينا كثيرًا عندما يتعلق الأمر بالتجنيد والقيم العائلية".

يأتي ذلك فيما تشير التقارير إلى أن الأحزاب الحريدية، "شاس" و"يهدوت هتوراه" تضغط على الصهيونية الدينية والفاشية، في محاولة لإقناعهم بالموافقة على تشكيل حكومة تستند على دعم الموحدة، لتشكيل حكومة برئاسة نتنياهو؛ وذلك انسجاما مع المصلحة الحريدية بعدم الذهاب إلى انتخابات خامسة وتشكيل حكومة تستأنف ضخ الميزانيات للحريديين.

من جانبه، قال الكاهاني إيتمار بن غفير، الذي دخل إلى الكنيست بعد تحالف حزبه ("عوتسما يهوديت") مع الصهيونية الدينية، إن "خطاب منصور عباس يحاول تصوير من ينتمي للحركة الإسلامية ويدعم حماس ويقدس قتلة الأطفال على أنه ‘دمية لطيفة‘".

وقال إن "ائتلافا حكوميا يعتمد على عباس سيكون نهاية اليمين وليس لدينا تفويض للقيام بذلك"، واعتبر أن "ائتلافا مع ميريتس والمشتركة سيرسل بينيت وساعر إلى بيوتهم، وليس لديهما تفويض للتصرف بهذه الطريقة".

ودعا الفاشي بن غفير "كل شركائنا (في إشارة إلى الأحزاب اليمينية من كلا المعسكرين، المناوئ والداعم لنتنياهو) لتشكيل حكومة يمينية معا دون الاعتماد على الحركة الإسلامية الداعمة لحماس".

هذا وقال نائب وزير الصحة الإسرائيلي، عضو الكنيست يوآف كيش (الليكود): "بغض النظر عن السياسة والانتخابات وتشكيل الحكومة، كنت سعيدًا لسماع خطاب منصور عباس. لقد قلت مرارًا في الكنيست إن القائمة المشتركة لا تمثل مواطني إسرائيل العرب الذين يريدون العيش بسلام في دولة إسرائيل. اليوم رأينا أن هذا الصوت له تمثيل في الكنيست".

بينيت يوصي على نفسه

في الوقت نفسه، أكد مقربون من رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، أن الأخير قرر أنه لن يوصي على تكليف رئيس حزب "يش عتيد"، يائير لابيد، بتشكيل الحكومة، مشددين على أنه قد يوصي على نفسه، خلال المشاورات التي تعقد مع الرئيس الإسرائيلي وتنطلق يوم الإثنين المقبل.

وذكرت القناة العامة الإسرائيلية ("كان ١١") أن مكتب نتنياهو يعتزم تقديم عرض سخي لبينيت قد يشمل أي منصب يطلبه الأخير في الليكود، مقابل التوصية على تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة.

وأضافت القناة أن عرض نتنياهو قد يشمل منح أعضاء "يمينا" مواقع مضمونة على قائمة مرشحي الليكود في الانتخابات المقبلة، وكذلك طرح إمكانية اندماج "يمينا" في الليكود، غير أنه يرفض رفضا قاطعا التناوب مع بينيت على منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وبحسب القناة، فإن نتنياهو لا يتعجل دعوة رئيس حزب "تيكفا حداشا"، غدعون ساعر، إلى الاجتماع، وأن ذلك لن يحدث قبل ضمان موافقة بينيت على التوصية بتكليف نتنياهو.

التعليقات