31/10/2010 - 11:02

"خارجون عن القانون إذا".. هكذا هم أهل "البوكمال" الشهداء؟../ ناصر السهلي*

السفاهة التي تتمتع بها سياسة الاستهتار بقيمة الروح البشرية يمكن أن تتخطى حدود المعقول ونقيضه في السياسة العربية، ومنها بعض ما تجمع في المرحلة الأولية من تعليقات على العدوان الذي مارسته عقلية اليانكي في البوكمال السورية..

في العراق، بوجود التوابع، يمكن لـ" قوات التحالف" أن تمارس ما تشاء من قتل وقطع طرقات ودفن العوائل تحت أنقاض بيوتهم، حتى لو كانوا في مرحلة الانتهاء من مراسم احتفال بزواج تقليدي عربي، ليخرج الاعلام الرسمي بمبررات شبيهة بسفاهة وعهر الاعلام العربي الباحث عن مبررات لسفك الدم العربي في كل مكان من أجل أميركا والامتيازات التي قدمتها القدم الهمجية للمارينز..

كعربي، هالني كل هذا الهوان العربي الذي يبحث عن مكان له في المكان الخطأ.. وهالني أكثر أن يخرج بيان رسمي عراقي ( مع شكي الكامل بأنه عراقي خالص) ليصف ما جرى وصفا لا يصدر إلا عن المستهتر بكل شيء إلا موقعه ومصالحه.. وسواء قبل أصحاب الوصف إعادة وصفي أم لا فإنني أجد نفسي مضطرا لأن أُعيد تلك الكلمات التي تصف من سقط في البوكمال السورية بـ" خارجين عن القانون" إلى صدر أصحابها.. فأي قانون هذا الذي يتحدث عنه من يترجى العرب أن يعيدوا فتح سفاراتهم في بغداد.. هل هو قانون عراقي لأصحاب المنطقة الخضراء والقصور التي نخروا رؤوسنا وهم يتحدثون عنها بأنها "نهب لأموال الشعب".. قانون الغاب الذي يمارس ممارسات مافياوية من الشمال حتى الجنوب حتى يطال هذا التبرير السخيف الى خارج مناطق نفوذهم ليصل الى دولة ذات سيادة؟

نعم يتحمل الأميركي المسؤولية الكاملة عن إراقة دماء العربية والسورية، لكن ما يزيد من الاستهتار بهذا المشهد الدموي هو ما يصدر من تعليقات تسفه قيمة الانسان العربي وحتى من لا تخرج عنه تعليقات انصياعا لحالة طاطأة الرؤوس في الزمن الأميركي الحاكم باسم هؤلاء..

من هو الخارج عن القانون؟
أهم هؤلاء البسطاء في البوكمال والجزيرة في سوريا أم القادم بمشيئة اليانكي؟
ومن هو الذي يحدد المبررات أهو المجرم أم من يرى نفسه وبامتياز تابعا ليس إلا؟

أنا شخصيا أتحمل مسؤولية كلماتي التي لا أحملها لغيري.. هذا زمن عار وعهر من سياسة الخوزقة التي يتشاطر من خلالها البعض، دون أن ينتبه إلى أنه قد يجد نفسه قريبا على الطريق نحو أفظع من هذه السياسة الخرقاء..

يستحق هؤلاء البسطاء الذين سقطوا على أيدي اليانكي في سوريا، ومئات الالاف في العراق، أن يُقال بحقهم كلمة طيبة أو صمت على الأقل إذا كان زمن الرجولة والحرية قد غادر ذاكرة جمعية للبعض العربي المعتقد بأن كل شيء أسدل ستاره إلا زمن بوش وأميركا.. والأنكى هي الصبيانية التي تتمتع بها بعض التحليلات التي تصدر عن هؤلاء الذين يتجندون للتشفي صمتا وتبريرا لهذا الدم العربي..

لا تبرير ولا عذر لأفعال يتجند البعض لسوقها في سياق تبرئة الاحتلال الاميركي.. إلا في عقل من يبحث عن تمديد بقائه ببقاء الاحتلال.. ولا عذر للصامت عما يجري ويُفعل بالعرب، لا عذر لأننا لسنا في زمن استبدال انتماءاتنا بالانتماء لسفاهات تغيير الاتجاهات لتصب كلها في تصوير الجلاد بالحمل الوديع او المضطر لقتلنا..

لسوريا الحرية الكاملة أن تقيم أو لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع حكومة المنطقة الخضراء، لكنني شخصيا أجد أنه لا فائدة مرجوة من كل هؤلاء الذين كان بيانهم وأصابعهم الاولى مع دبابات الاميركي تحرض وتشير نحو سوريا.. حتى لو اختارت أية دولة تدعي "خدمة الاسلام" الانصياع بارسال سفير لها الى المنطقة الخضراء.. لسوريا الحرية أن تختار ما تريد.. لكنني كعربي لا أجد مهربا من الادلاء برأيي الشخصي الداعي الى التريث بعد أن وصف من سقط في السكرية بمنطقة البوكمال بما وصفوا به.. فالبوكمال ليست في ديالى ولا صلاح الدين.. إنها في سوريا.. والفرق كبير بين أن تكون خانعا للأميركي وأن تكون محاولا للحفاظ على مصالحك دون كل هذا الاسفاف بالخنوع والتلطي بقوة الوهم الاميركي.. وما عادت تنطلي على الانسان العربي كل هذه التسميات عن "القانون" و "الخروج عليه".. وهو أذكى- حتى لو تساقط بعضهم في جحور الولع بالسفاهة- من التعمية عليه والحجر على عقله..

التعليقات