31/10/2010 - 11:02

باراك (الكذّاب) وأوباما (الدّجال)../ زهير اندراوس

باراك (الكذّاب) وأوباما (الدّجال)../ زهير اندراوس
أولاً: السيد دنيس روس، وهو يهودي أمريكي، شغل إبان حكم الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، مبعوثاً شخصياً لشؤون الشرق الأوسط، الرجل، كباقي رجالات البيت الأسود، صال وجال في المنطقة لتحقيق السلام المنشود، وترك منصبه دون أن يحرز نتائج تُذكر، أو بالأحرى عاد إلى بلاد العم سام بخفي حنين.

مؤخراً أصدر روس كتاباً باللغة الإنجليزية استعرض من خلاله جولاته المكوكية إلى تل أبيب ورام الله، يتضمن ألفاظاً نابية وقاسية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وكتب المبعوث فيما كتب عن نتنياهو إنّه يتمتع بشخصية لا يمكن للإنسان العادي أن يتحملها، إنسان متعجرف ومتكبر، ويحاول أن يُصوّر للعالم بأنّه الأكثر ملائمة لـ"معالجة العرب".

وجاء أيضاً في كتاب روس إنّه بعد اللقاء الأول بين نتنياهو كرئيس للوزراء في إسرائيل وبين الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كلينتون، قال الأخير لمساعديه إنّ نتنياهو يعتقد أنّ إسرائيل هي الدولة العظمى، ونحن في أمريكا علينا أن نتصرف وفق الإملاءات الإسرائيلية، مضيفاً أنّ أفكاره مبنية على معتقدات سياسية، وهو كل الوقت يخشى من أن يقوم أعضاء حكومته بالتصدي له فيما إذا تلفظ بكلمة انسحاب.

ثانياً: نسوق هذه الكلمات بعد اللقاء "الفاشل" (!) الذي جمع نتنياهو (الجديد) مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والذي ما زالت أكثر تفاصيله وأشدها أهمية طي الكتمان. ولكن ما نعرفه أنّ الرئيس الأمريكي الذي أشبعنا محاضرات خلال حملته الانتخابية عن التغيير وعن حقوق الإنسان، أثبت خلال مائة يوم أنّ الوعود لا تنسحب على الواقع. فعلى سبيل الذكر لا الحصر، وعد أوباما بإغلاق معسكر غوانتامو، سيء الصيت والسمعة، ولكنّه لم يفعل، يبدو أنّه خاف من الهجوم الذي شنّه ضده نائب الرئيس الأمريكي السابق، ريتشارد تشيني (اسم الدلع ديك)، علاوة على ذلك، قرر الرئيس الذي ينحدر من أصول أفريقية السماح لأجهزة المخابرات الأمريكية بمواصلة تعذيب المشبوهين العرب والمسلمين بتنفيذ عمليات "إرهابية" واختطافهم من بلدانهم أو من أيّ مكان في العالم، والسماح للمحققين بممارسة أبشع صنوف العذاب خلال التحقيق معهم، وكل هذه الإجراءات جاءت بأمر من الرئيس اللبرالي أوباما، المدافع عن حقوق المظلومين والمستضعفين على الأرض، الذي صرح الخميس (21.05.09) أنّ ثلاثة فقط من مئات معتقلي هذا السجن أدينوا بالإرهاب.

ثالثاً: وفي إطار الحرب على ما يُسمى بالإرهاب، قرر الرئيس أوباما، بعد جلسات مستفيضة مع مستشاريه تمديد العقوبات المفروضة على سورية لمدة سنة إضافية، بزعم أنّ هذه الدولة العربية الممانعة تقوم بدعم الإرهاب في لبنان وفي فلسطين، وتنتمي إلى ما يُسمى أمريكياً وإسرائيلياً بدول محور الشر. هذه الخطوة "الأوبامية" تقطع الشك باليقين بأنّ أوباما ما هو إلا دمية يقوم بتحريكها منظرو اليمين المسيحي المحافظ في أمريكا، والذي كان سلفه جورج بوش، يعتبر نفسه زعيمهم، وقال حينها إنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي أمره باحتلال العراق. على أيّة حال لا نستبعد البتة أن يكون قادة دول "الاعتدال" العربية هم الذين نصحوا أوباما بتجديد العقوبات على سورية، بسبب الخلافات حامية الوطيس بين معسكر "المعتدلين" العرب وبين معسكر الممانعة.

رابعاً: المتتبع للأنباء الواردة من واشنطن عقب اللقاء بين رئيس وزراء إسرائيل وأوباما يلاحظ أنّ الخلافات الجوهرية بين الرجلين حول السياسة في منطقة الشرق الأوسط، هي خلافات للتسويق المحلي والاستهلاك العربي. فعندما يقول نتنياهو بكل صلافة ووقاحة إنّه رفض التعهد لأوباما بأن لا تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، وعندما يقول له إنّ إزالة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة هي خطوة ليست عملية، وعندما يوافق أوباما على شطب الطلب الأمريكي من إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة حظر نشر الأسلحة النووية والبقاء على سياسة الضبابية، نتوصل إلى النتيجة المأساوية أنّ اللوبي الصهيوني في أمريكا واللوبي الإسرائيلي وعصابة اليمين المسيحي المحافظ، ما زالوا يسيطرون على صناعة القرار الأمريكي، وبالتالي فإنّ التعويل على أوباما هو في غير مكانه. قلنا في الماضي وها نحن نقول مرّة أخرى: يوجد جديد في أمريكا، ولكنّ القديم ما زال سيّد الموقف عند العرب المهزومين والمأزومين.


خامسا: في الأسبوع القادم سيقوم رئيس سلطة رام الله المنقوصة، محمود عبّاس، بزيارة إلى واشنطن للقاء الرئيس أوباما. وعلى ضوء التطورات الداخلية في الساحة الفلسطينية، وأهمها رفض حركة فتح،التي يتزعمها السيد أبو مازن، الانضمام إلى الحكومة الجديدة برئاسة الموظف الأمريكي، سلام فيّاض، نريد أن ننتقل ولو لبرهة إلى عالم الخيال، مع أنّ الواقع الفلسطيني، بات يتفوق على كل خيال: ماذا سيجيب السيد أبو مازن، لو افترضنا أنّ الرئيس الأمريكي سأله: ميستر أبو مازن، أنت تمثل الشعب الفلسطيني؟ كيف ولماذا؟ حتى الحركة التي تتزعمها رفضت الدخول إلى حكومتك؟ نأمل أن يكون مع السيد عبّاس، وزير الإعلام، ياسر عبد ربه، لكي يقوم بابتكار جواب يقول فيه مثلاً إنّ حركة حماس هي السبب في جميع مصائب الشعب الفلسطيني. اقترحنا على عبّاس أن يغادر المشهد السياسي الفلسطيني لأنّه لا يتمتع بمصداقية كافية في صفوف شعبه، ولكنّ الزمرة المحيطة به رفضت الاقتراح، وما زالت تقوم بحماية البيض الذي وضعته في السلة الأمريكية.

خلاصة الكلام: الخميس، الـ21 من شهر أيار (مايو) 2009 أعلن البيت الأبيض رسمياً عن تخصيص مبلغ 800 مليون دولار لتطوير صاروخ (حيتس) الإسرائيلي. وفي نفس اليوم صرح رئيس وزراء الدولة العبرية قائلاً إنّ القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل، ودائما كانت لنا وستبقى كذلك، ولن تعود لتكون مقسمة أو مجزأة. وأضاف أنّه يمكن ضمان حرية الطقوس الدينية للديانات الثلاث فقط عندما القدس الموحدة تحت السيادة الإسرائيلية.


التعليقات