فهل تتنازل الأكثرية ؟ من 13 تموز 2006 وحتى يومنا هذا والأكثرية تقول ان اسرائيل انتصرت على لبنان ولبنان انهزم في هذه الحرب.
قرر العدو الاسرائيلي تشكيل لجنة ببساطة ووضوح لتحديد لجنة لما حصل في حرب تموز على لبنان والتي دامت 33 يوماً بين اسرائيل ومقاومة حزب الله.
صدر الاثنين تقرير لجنة التحقيق وهي ما سميت لجنة فينوغراد ومؤلفة من قضاة وضباط، واستمرت على مدى اشهر تستمع الى المسؤولين الاسرائيليين بدءاً من اولمرت مروراًبكل الضباط الاسرائيليين، وقد أعلنت بوضوح ان اسرائيل فشلت في الحرب وهي استعملت عبارة الفشل وحمّلت المسؤولية لرئيس وزراء العدو اولمرت ولرئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال حالوتس.
اذا كان العدو ذاته اسرائيل يعلن انه فشل في الحرب على لبنان، فقد أمضينا ما يقرب السنة والأكثرية تعلن ان اسرائيل انتصرت ولبنان انهزم، فماذا تريد الأكثرية اكثر من ان تعلن لجنة رسمية معادية فشل الجيش الاسرائيلي وتلقي المسؤولية على اولمرت والجنرال حالوتس.
اشهر واسابيع وساعات والشاشات مليئة بالمنظرين من الاكثرية وهم يتحدثون عن هزيمة لبنان وانتصار اسرائيل لأنهم لا يستطيعون الاعلان عن انتصار المقاومة لاعتقادهم الموهوم ان انتصار المقاومة هو خسارة للأكثرية، فيما لو عادت الأكثرية لضميرها الوطني لوجدت ان انتصار المقاومة على اسرائيل وفشل العدو الاسرائيلي في انتصاره على لبنان هو انتصار للأكثرية كما هو انتصار للمقاومة لأنه انتصار لبنان على العدوان والظلم الاسرائيليين.
عشنا من عام 1943 ولحمنا ودمنا وارضنا رخيصة لدى العدو الاسرائيلي، يعتدي علينا، يقصفنا، يحتل أرضنا، ومبدأ ان لبنان قوي في ضعفه هو المسيطر لدى الطبقة السياسية اللبنانية، الى ان ظهرت المقاومة اللبنانية من شعب الجنوب وارض البقاع، وساندها اللبنانيون في حرب مجيدة نظيفة خيّرة معطاءة للبنان دماً وشباباً يستلهمون الله خيراً، فيقدمون انفسهم ذودا عن لبنان وتحريراً لأرض لبنان من الاحتلال، وما كان ذلك الا لأن شعبنا عظيم وكبير بعطاءاته، كبير بنفوسه، فإذا بالشهداء يقدمون عمراً وغياباً عن عائلاتهم ودماً وعرق جبين، وقلباً ينبض بالوطنية، ويذهبون الى وجه ربهم يلاقونه مدافعين عن لبنان، مقدمين مجد لبنان قبل حياتهم ولو فقدوها.
وبفعل هذه التضحيات انتصر لبنان وانتقل من لبنان القوي في ضعفه الى لبنان القوي في مقاومته، حتى اعترفت الأمم للبنان بقوته، وجاءت جيوش العالم لتقف على الخط الازرق مع الاساطيل لتهدئ قليلاً من قوة المقاومة في وجه هزيمة اسرائيل، وليقف لبنان منتصراً في حقه منتصراً في تحرير ارضه ومنتصرا ًفي رد العدوان عنه، وليكسر الحراب الاسرائيلية حراب العدوان الاسرائيلي، ولينتصر محراب المجاهدين في وجه الغطرسة الاسرائيلية.
من طبيعة العدو الاسرائيلي الظلم والعدوان والاحتلال، ولكن ربما من طبيعة الامور ان يضطر هذا العدو الى تأليف لجنة تحقيق فتخدمنا الاقدار في هذه الطبيعة ويقدم العدو الشهادة الكاملة على خسارته، وهي خسارة تاريخية منذ نشوء الكيان الصهيوني على ارض فلسطين، فيعترف العدو الاسرائيلي بهزيمته ويحمّل مسؤولين وافراداً لديه خسارة اسرائيل الحرب على لبنان.
لعل المطلوب من الاكثرية اخذ تقرير لجنة فينوغراد الاسرائيلية بالاعتبار، والانتباه الى ان العدو الاسرائيلي قد يحاول تعويض خسارته الحرب في حرب اخرى.
وهنا العبرة الوحيدة من تقرير لجنة فينوغراد ان يكون اللبنانيون في وحدة وطنية متراصة كي تفكر اسرائيل ألف مرة قبل اي عدوان، لأنها ستجد شعباًمتراص الصفوف، والمسألة ليست فشل نظرية الأكثرية او نجاحها بل مسألة وجود لبنان والحفاظ عليه.
واذا كنا نريد ان نكون أقوياء كما حصل في حرب تموز فالأمر الوحيد الذي تقدمه الاكثرية من عمل وطني هو التلاقي مع المقاومة والمعارضة في حكومة وحدة وطنية، عندها يبقى لبنان قوياً ويصبح أقوى ويفكر العدو الاسرائيلي ألف مرة قبل الاعتداء علينا مرة جديدة.
"الديار"
التعليقات