31/10/2010 - 11:02

لجنة فينوغراد تعترف../ شارل أيوب

لجنة فينوغراد تعترف../ شارل أيوب
فهل تتنازل الأكثرية ؟ من 13 تموز 2006 وحتى يومنا هذا والأكثرية تقول ان اسرائيل انتصرت على لبنان ولبنان ‏انهزم في هذه الحرب.‏

قرر العدو الاسرائيلي تشكيل لجنة ببساطة ووضوح لتحديد لجنة لما حصل في حرب تموز على لبنان ‏والتي دامت 33 يوماً بين اسرائيل ومقاومة حزب الله.‏

صدر الاثنين تقرير لجنة التحقيق وهي ما سميت لجنة فينوغراد ومؤلفة من قضاة وضباط، ‏واستمرت على مدى اشهر تستمع الى المسؤولين الاسرائيليين بدءاً من اولمرت مروراًبكل الضباط ‏الاسرائيليين، وقد أعلنت بوضوح ان اسرائيل فشلت في الحرب وهي استعملت عبارة الفشل وحمّلت ‏المسؤولية لرئيس وزراء العدو اولمرت ولرئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال حالوتس.‏

اذا كان العدو ذاته اسرائيل يعلن انه فشل في الحرب على لبنان، فقد أمضينا ما يقرب ‏السنة والأكثرية تعلن ان اسرائيل انتصرت ولبنان انهزم، فماذا تريد الأكثرية اكثر من ان ‏تعلن لجنة رسمية معادية فشل الجيش الاسرائيلي وتلقي المسؤولية على اولمرت والجنرال حالوتس.‏

اشهر واسابيع وساعات والشاشات مليئة بالمنظرين من الاكثرية وهم يتحدثون عن هزيمة لبنان ‏وانتصار اسرائيل لأنهم لا يستطيعون الاعلان عن انتصار المقاومة لاعتقادهم الموهوم ان انتصار ‏المقاومة هو خسارة للأكثرية، فيما لو عادت الأكثرية لضميرها الوطني لوجدت ان انتصار ‏المقاومة على اسرائيل وفشل العدو الاسرائيلي في انتصاره على لبنان هو انتصار للأكثرية ‏كما هو انتصار للمقاومة لأنه انتصار لبنان على العدوان والظلم الاسرائيليين.‏

عشنا من عام 1943 ولحمنا ودمنا وارضنا رخيصة لدى العدو الاسرائيلي، يعتدي علينا، ‏يقصفنا، يحتل أرضنا، ومبدأ ان لبنان قوي في ضعفه هو المسيطر لدى الطبقة السياسية ‏اللبنانية، الى ان ظهرت المقاومة اللبنانية من شعب الجنوب وارض البقاع، وساندها ‏اللبنانيون في حرب مجيدة نظيفة خيّرة معطاءة للبنان دماً وشباباً يستلهمون الله خيراً، ‏فيقدمون انفسهم ذودا عن لبنان وتحريراً لأرض لبنان من الاحتلال، وما كان ذلك الا لأن شعبنا ‏عظيم وكبير بعطاءاته، كبير بنفوسه، فإذا بالشهداء يقدمون عمراً وغياباً عن عائلاتهم ودماً ‏وعرق جبين، وقلباً ينبض بالوطنية، ويذهبون الى وجه ربهم يلاقونه مدافعين عن لبنان، مقدمين ‏مجد لبنان قبل حياتهم ولو فقدوها.‏

وبفعل هذه التضحيات انتصر لبنان وانتقل من لبنان القوي في ضعفه الى لبنان القوي في ‏مقاومته، حتى اعترفت الأمم للبنان بقوته، وجاءت جيوش العالم لتقف على الخط الازرق مع ‏الاساطيل لتهدئ قليلاً من قوة المقاومة في وجه هزيمة اسرائيل، وليقف لبنان منتصراً في حقه ‏منتصراً في تحرير ارضه ومنتصرا ًفي رد العدوان عنه، وليكسر الحراب الاسرائيلية حراب ‏العدوان الاسرائيلي، ولينتصر محراب المجاهدين في وجه الغطرسة الاسرائيلية.‏

من طبيعة العدو الاسرائيلي الظلم والعدوان والاحتلال، ولكن ربما من طبيعة الامور ان يضطر ‏هذا العدو الى تأليف لجنة تحقيق فتخدمنا الاقدار في هذه الطبيعة ويقدم العدو الشهادة ‏الكاملة على خسارته، وهي خسارة تاريخية منذ نشوء الكيان الصهيوني على ارض فلسطين، ‏فيعترف العدو الاسرائيلي بهزيمته ويحمّل مسؤولين وافراداً لديه خسارة اسرائيل الحرب على ‏لبنان.‏

لعل المطلوب من الاكثرية اخذ تقرير لجنة فينوغراد الاسرائيلية بالاعتبار، والانتباه الى ان ‏العدو الاسرائيلي قد يحاول تعويض خسارته الحرب في حرب اخرى.‏

وهنا العبرة الوحيدة من تقرير لجنة فينوغراد ان يكون اللبنانيون في وحدة وطنية متراصة ‏كي تفكر اسرائيل ألف مرة قبل اي عدوان، لأنها ستجد شعباًمتراص الصفوف، والمسألة ليست فشل ‏نظرية الأكثرية او نجاحها بل مسألة وجود لبنان والحفاظ عليه.‏

واذا كنا نريد ان نكون أقوياء كما حصل في حرب تموز فالأمر الوحيد الذي تقدمه الاكثرية ‏من عمل وطني هو التلاقي مع المقاومة والمعارضة في حكومة وحدة وطنية، عندها يبقى لبنان ‏قوياً ويصبح أقوى ويفكر العدو الاسرائيلي ألف مرة قبل الاعتداء علينا مرة جديدة.‏

"الديار"

التعليقات