11/10/2018 - 16:24

قضية لارا القاسم والحرب على حركة المقاطعة

كشفت قضية الطالبة الأمريكية من أصل فلسطيني، لارا القاسم، المحتجزة في مطار اللد منذ أكثر من اسبوع، عن فزع إسرائيلي في ضوء النجاحات التي تحققها حركة المقاطعة "بي دي إس" من انتشار واسع في الجامعات الأوروبية والأميركية

قضية لارا القاسم والحرب على حركة المقاطعة

كشفت قضية الطالبة الأمريكية من أصل فلسطيني، لارا القاسم، المحتجزة في مطار اللد منذ أكثر من اسبوع، عن فزع إسرائيلي في ضوء النجاحات التي تحققها حركة المقاطعة "بي دي إس" من انتشار واسع في الجامعات الأوروبية والأميركية ومن فاعلية كبيرة في الحظر الثقافي والأكاديمي ضد إسرائيل.

لارا، التي جاءت لدراسة الماجستير في حقوق الانسان في الجامعة العبرية في القدس، بعد أن تسجلت وقبلت وحصلت على تأشيرة دخول من القنصلية الإسرائيلية في ميامي، يفترض أنها كسرت بذلك الحظر الأكاديمي الذي تفرضه حركة المقاطعة "بي دي إٍس" على إسرائيل، تحتجز منذ ما يزيد عن أسبوع في مطار اللد، بعد أن تم منعها من الدخول إلى البلاد، بذريعة مشاركتها في حملات مقاطعة شركات إسرائيلية ونشاطها في إطار الـ"بي دي إس" خلال دراستها السابقة في جامعة فلوريدا.

وتدعي وزارة الشؤون الإستراتيجية التي يتولاها غلعاد إردان، وتقود الحرب على حركة مقاطعة إسرائيل، أن الطالبة المذكورة كانت تشغل منصبا قياديا في حركة طلابية مؤيدة لـ"بي دي إس" وشاركت ضمن نشاطاتها في حملة مقاطعة شركة إسرائيلية لتصنيع الحمص متورطة بدعمها للواء "جولاني"، وهي إحدى وحدات النخبة في جيش الاحتلال الذي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني.

وبالرغم من اعتذارها، أمام المحكمة التي رفضت استئنافها، عن تأييدها لحركة "بي دي إس" وإقرارها بأنها توقفت عن تأييد تلك الحركة وأنها ترجمت ذلك بالقدوم لتكون طالبة في جامعة إسرائيلية، ورغم تعهدها بعدم الدعوة للمقاطعة أو المشاركة في نشاطات الـ"بي دي إس" مستقبلا، فانها ما زالت رهن الاعتقال ومعرّضة للطرد.

وقد شبه بروفيسور إيريك كليغرمان، أستاذ الدراسات اليهودية والألمانية في جامعة فلوريدا، الذي درّس لارا القاسم مساقين عن اليهود، أحدهما عن الهولوكوست، بالقول إنه "ليس أقل من مأزق فرانس كافكا"، الكاتب والروائي اليهودي الألماني ورائد الكتابة "الكابوسية"، "فهي ذهبت إلى إسرائيل لدراسات نظام العدالة هناك، إلا أنها وجدت نفسها متهمة ومحتجزة ومجهولة المصير. هي جاءت الى إسرائيل بعد ان كسرت المقاطعة الأكاديمية التي تفرضها حركة ’بي دي إس’، جاءت تلتمس دراسة العدالة وحقوق الانسان، ولا ندري اذا كانت تجهل أن حرم الجامعة العبرية مقام على الأراضي المحتلة منذ عام 1967".

ولكن بغض النظر، فان درسها الأول، وربما الأخير، في حقوق الإنسان، تلقته في مطار اللد الذي حولوه إلى مطار بن غوريون، حيث ما زالت تحتجز هناك منذ أكثر من أسبوع، دون أن يشفع لها استئناف للمحكمة أو صرخة ما تبقى من يسار أو احتجاج من قبل رؤساء الجامعات الذين يعتبرون احتجازها ضربة لسمعة إسرائيل الأكاديمية في العالم، ويرون في قرارها الخاص بالدراسة في إسرائيل صفعة لحركة المقاطعة وفي قرار الوزير إردان باستمرار اعتقالها هدية لحركة المقاطعة "بي دي إس" وتأكيدا لعدم استقلالية الأكاديميا عن السياسة الإسرائيلية.

إنه وضع يعكس حالة الهلع التي تعيشها إسرائيل من نشاط الـ"بي دي إس" وكذلك هي الحرب الشعواء التي تشنها على نشطائها، وذلك في وقت تحقق فيه هذه الحركة نجاحات كبيرة على مستوى دفع المقاطعة الثقافية والأكاديمية، حيث تمكنت مؤخرا من إقناع أكثر من 15 مغنيا وموسيقيا عالميا بإلغاء مشاركتهم في مهرجان أقيم في احدى مستوطنات الجليل.

ويبدو إن وزارة إردان التي لا تحمل من االشؤون الاستراتيجية سوى الإسم، وجدت ما تشتغل به بعد أن أوكلت إليها مهمة الحرب على حركة المقاطعة "بي دي إس"، ورُصدت لها الميزانيات والموارد وجندت في إطارها الطاقات والكفاءات، فأخذت تضرب خبط عشواء دون تمييز بين الأصدقاء والأعداء وتقدم، كما في حالة لارا، خدمة مجانية لحركة المقاطعة "بي دي إس".

التعليقات