02/05/2019 - 17:02

حول نقل واستعادة أرشيف الحزب الشيوعي إلى موسكو ومنها

 يكشف الصحافي والباحث يائير شيليغ في تقرير نشره موقع صحيفة "مكور ريشون"، قصة استعادة أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي من موسكو، والدور الذي قامت به في سبيل ذلك وزارة الخارجية الإسرائيلية و"المكتبة الوطنية"، التي استقبلت وما زالت تحتضن مواد الأرشيف

حول نقل واستعادة أرشيف الحزب الشيوعي إلى موسكو ومنها

 يكشف الصحافي والباحث يائير شيليغ في تقرير نشره موقع صحيفة "مكور ريشون"، قصة استعادة أرشيف الحزب الشيوعي الإسرائيلي من موسكو، والدور الذي قامت به في سبيل ذلك وزارة الخارجية الإسرائيلية و"المكتبة الوطنية الإسرائيلية"، التي استقبلت وما زالت تحتضن مواد الأرشيف المذكور منذ عام 2015، والتي أصبحت مفتوحة لجمهور القراء والباحثين.

ويقول الكاتب، إن الأرشيف يوثق بشكل كامل نشاط الحزب الشيوعي منذ إقامته في تشرين الأول/ أكتوبر 1919 وحتى نهاية سبعينات القرن الماضي، ويروي أن إعادة الأرشيف تمت في عملية شبه سرية، ويثير العديد من الأسئلة الصحفية والبحثية حول إرسال الأرشيف، أصلا، إلى موسكو، ليتبين أن الحزب تخوف بعد صعود الليكود بقيادة مناحيم بيغن إلى الحكم عام 1977، من استيلاء حكومة اليمين على أرشيفهم، ولذلك اهتموا بنقله إلى موسكو.

 وحول عملية استعادة الأرشيف يورد أنه قبل عقد من الزمن، بعد مدة من انهيار الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية، تذكرت عضو الكنيست السابقة تمار غوجانسكي، أرشيف الحزب وبدأت العمل على إعادته إلى البلاد، حيث توجهت إلى الجهات ذات العلاقة في موسكو التي أبدت بدورها استعدادا لإعادة مواد الأرشيف شريطة تسليمه إلى جهة رسمية، وليست حزبية، عندها توجهت غوجانسكي إلى "المكتبة الوطنية الإسرائيلية"، التي تسلمت بعد سنة ونصف وثائق الأرشيف وما زالت تحتضنه.

وفي هذا السياق، يقول مدير المكتبة، دافيد بلومبرغ، إنه بغياب طلب واضح من الحزب الشيوعي الإسرائيلي بإبقاء الأرشيف قيد السرية، وكون الكثير من الباحثين قد اطلعوا عليه خلال تلك الفترة، فإن من دواعي سروره الإعلان أن أرشيف الحزب الشيوعي أصبح متاحًا للقراء.

شيليغ لا يضيف الكثير لما هو معروف من تاريخ الحزب، سوى ما يورده على لسان المسؤول عن الأرشيف في "المكتبة الوطنية"، يارون سحيش، عما يصفه من شهادات لناشطين عرب طلب منهم العدول رسميا عن معارضتهم للصهيونية، مشيرا إلى تضمن الأرشيف العديد من إقرارات الناشطين والقادة من الشيوعيين العرب أعضاء عصبة التحرر الوطني (من الذين عارضوا قرار التقسيم) بتوجهاتهم "الخاطئة"، وكيف أنهم "أبصروا النور"، وأدركوا أن الصهيونية كانت على حق.

 وهو يورد في هذا السياق اقتباس من "اعتراف" المؤرخ المعروف د. إميل توما، في كانون الأول/ ديسمبر 1949، حيث يكتب الدكتور توما (المعروف بمعارضته لقرار تقسيم فلسطين)، "أستغل الفرصة الأولى بعد عودتي إلى البلاد لأقدم تقريرا عن الأخطاء التي ارتكبتها بين سنوات 1946- 1948، عندما كنت في قيادة عصبة التحرر الوطني، في وقت كنت غارقا فيه بفكرة أن الشعب العربي هو العامل الوحيد في ‘أرض إسرائيل‘ في ‘حرب التحرير‘، حيث لم أتمكن من رؤية الطبيعة المتغيرة لـ‘اليشوف اليهودي‘، والتغييرات الاجتماعية والسياسية في الـ‘يشوف‘، وتأثيرها على الحرب ضد الإمبريالية في ‘أرض إسرائيل‘". 

  ويضيف الدكتور توما في اعترافه أنه "لو كنت أستطيع إصلاح أخطائي، قبل ذلك، لما كانت مسألة حق الشعبين في أرض إسرائيل في حق تقرير المصير موضع نقاش... أنا أعرب عن أسفي اليوم، بأن موقفي ذاك كان متعارضا مع موقف الاتحاد السوفييتي، وبذلك قمت بعمل غير بولشفيكي".

ويضيف شيليغ، على لسان المسؤول عن أرشيف الحزب الشيوعي في "المكتبة الوطنية الإسرائيلية"، بأن المؤتمر الذي انعقد على شرف توحيد جناحي الحزب الشيوعي بعد "قيام الدولة"، رفعت فيه أعلام إسرائيل، وهي ظاهرة استمرت في احتفالات أول أيار، حيث كان يشاهد العلم الأحمر إلى جانب علم إسرائيل.

كما يورد أن الحزب الشيوعي فاوض عصابة "الليحي" حول خوض انتخابات الكنيست الأولى بشكل مشترك، لأن توجه "الليحي" في تلك الفترة كان مؤيدا للاتحاد السوفييتي، وذلك بإيحاء من ناتان يلين مور، ولكن أيضا يتسحاك شمير ويسرائيل إلداد، شركائه في قيادة المنظمة بعد مقتل أبراهام (يائير) شتيرن. ونحن إذ نورد تلك الاقتباسات نأخذها بضمان محدود، وندعو الباحثين والمؤرخين العرب إلى النبش في هذا الأرشيف وغيره، والتحقق منها، حفاظا على صحة الحقائق المتعلقة بتاريخنا.

 

التعليقات