11/04/2020 - 12:19

الاحتلال ماض في سياساته

ويبدو أن نتنياهو، الذي استطاع أن يلزم حزب الجنرال بني غانتس، كخطوة أولى، التنازل عن موقف "الضم" بموافقة دولية، والاكتفاء بموافقة أميركية، يواصل مناوراته في المفاوضات مع غانتس، في محاولة لكسب الوقت، والحصول على مزيد من التنازلات السياسية من خصمه

الاحتلال ماض في سياساته

بالرغم من التصريح الذي صدر عن مكتب ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بأن طاقمه الخاص بملف "المفقودين" جاهز للمباحثات بشأن إبرام صفقة، أو تقديم تسهيلات إنسانية لقطاع غزة عبر الوسطاء، ردًا على اقتراح من رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، إلا أن نتنياهو لم يقم بخطوة عملية واحدة في هذا الاتجاه، بحسب ما أوردته الإذاعة الإسرائيلية أمس. الأمر الذي يرجح الاعتقاد بأن إعلانه كان مجرد مناورة إعلامية، ساعدته في إزاحة ملف تعثر مفاوضات تشكيل حكومة جديدة، من جهة، وإبعاد الأنظار عن سلسلة الإخفاقات في مواجهة جائحة كورونا.

بخلاف ذلك، وعدا عن هذه المناورات المرتبطة بتشكيل حكومة جديدة، وبالأزمة السياسية في إسرائيل، فإن الاحتلال الإسرائيلي يواصل نشاطه الاعتيادي، بل وربما بوتيرة أعلى، من خلال استغلال الانشغال العالمي العام بكورونا. فقد أقرت اللجنة التنظيمية للبناء في بلدية الاحتلال، الأسبوع الماضي، مخططًا للأنفاق وخط القطارات "الترام" الذي يعتزم الاحتلال إيصاله حتى حائط البراق، فيما تواصل اللجنة الأميركية الإسرائيلية الثنائية لترسيم حدود الضفة الغربية والمناطق التي سيتم فرض القانون الإسرائيلي عليها عملها وفق خطة "صفقة القرن".

ويبدو أن نتنياهو، الذي استطاع أن يلزم حزب الجنرال بني غانتس، كخطوة أولى، التنازل عن موقف "الضم" بموافقة دولية، والاكتفاء بموافقة أميركية، يواصل مناوراته في المفاوضات مع غانتس، في محاولة لكسب الوقت، والحصول على مزيد من التنازلات السياسية من خصمه. علمًا بأن الأخير لا يبدي صلابة في الحفاظ على مواقفه السياسية بقدر ما يبدي تصلبًا بشأن المدة الزمنية التي سيكون فيها رئيسًا للحكومة بالتناوب، وحجم وعدد المقاعد الوزارية التي سيحصل عليها حزبه.

يعني هذا، من بين أمور أخرى، أن الاحتلال يستغل أزمة كورونا، لتثبيت أقدامه ومخططاته لضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، من جهة، واتخاذ الخطوات التمهيدية لبسط السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت. ولعل في قيام الاحتلال بنقل فرقتين على الأقل لمنشآت أقيمت أخيرًا في غور الأردن، تحت ستار عزل الجنود وإبعادهم عن خطر الإصابة بكورونا، مؤشرا إضافيا لما سيأتي بعد انتهاء أزمة الجائحة، بعد التوصل إلى اتفاق على حكومة جديدة، سواء كانت حكومة بشراكة مع غانتس، أو بدعم من النائبين المنشقين عن حزب الجنرال موشيه يعالون، يوعز هندل وتسفي هاوزر. وتؤكد التقارير المختلفة أن هذه الحكومة تتجه إلى إعلان الضم في أوائل شهر يوليو/تموز المقبل، أيضًا بهدف استباق هزيمة محتملة للرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية المقبلة.

التعليقات