04/09/2021 - 12:43

لا شريك لمخرجات قمة القاهرة

مخرجات القمة الثلاثية، إذا اعتبرنا البيان الصادر في ختامها معبرًا عنها، ستبقى كسابقاتها من المخرجات والقرارات؛ مجرد حبر على ورق، وذلك لسبب بسيط، هو عدم وجود شريك إسرائيلي يقبل بهذه المخرجات، ولا حتى بأقل منها.

لا شريك لمخرجات قمة القاهرة

على الرغم من تأكيد المشاركين في قمة القاهرة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أنه لا بديل عن حل الدولتين، ولا استقرار أو أمنًا إقليميًا أو عالميًا من دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، إلا أن مخرجات القمة الثلاثية، إذا اعتبرنا البيان الصادر في ختامها معبرًا عنها، ستبقى كسابقاتها من المخرجات والقرارات؛ مجرد حبر على ورق، وذلك لسبب بسيط، هو عدم وجود شريك إسرائيلي يقبل بهذه المخرجات، ولا حتى بأقل منها.

ويكفي في هذا السياق التذكير بتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، عشية لقائه بالرئيس الأميركي جو بايدن، عندما أعلن في مقابلته مع صحيفة "نيويورك تايمز" أنه "لن يكون هناك ضم ولا عملية سياسية ولا مفاوضات مع الفلسطينيين"، لتأكيد موقف الرفض الإسرائيلي لأي تحريك للملف الفلسطيني خارج حدود تثبيت الأمن للإسرائيليين، عبر تعزيز التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية وتقوية مكانة الأخيرة كشرط أساسي لضمان هذا التنسيق، وتوسيع نطاق التهدئة مع قطاع غزة.

هذه المواقف عاد وأكدها أيضًا وزير الأمن الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس، بعد أيام من لقائه بعباس، وتحديدًا عشية انعقاد القمة، عندما قال إن لقاءه برئيس السلطة الفلسطينية كان آني الطابع، وإن عباس نفسه يدرك أنه لن تكون هناك عملية سياسية في المرحلة الحالية. كذلك، وعندما ألمح وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد، إلى أنه عند تسلمه رئاسة الحكومة بموجب اتفاقية التناوب مع بينت، فإن المنطقة قد تشهد محاولات لتحريك وإطلاق عملية سياسية، قطعت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أييليت شاكيد، الطريق عليه، لتعلن أن أي تحرك من هذا القبيل، سيقود إلى تفكيك الحكومة الحالية وإسقاطها.

هذه المعطيات كلها معروفة للزعماء الثلاثة، ومع ذلك فقد تحدّث بيان القاهرة في بنده الثالث عن البحث في سبل إحياء عملية السلام، بالقول: "وجّه القادة المسؤولين في الدول الثلاث للعمل معًا من أجل بلورة تصوّر لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات، والعمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام وفقًا للمرجعيات المعتمدة".

ويثير هذا تساؤلاً كبيرًا؛ عن أي مرجعية معتمدة يتم الحديث؟ ومن هم الشركاء للعملية التفاوضية والسلمية إذا كانت إسرائيل، الطرف الرئيسي الآخر في المعادلة، ترفض فكرة حل الدولتين، جملةً وتفصيلاً، خصوصًا أنها لا ترى سببًا يدعها تتراجع عن عدوانيتها، ويجعل احتلالها مكلفًا لها.

التعليقات