31/10/2010 - 11:02

أهلاً بمبادرة أبو مازن واستجابة هنية!../ د. أسعد أبو شرخ

أهلاً بمبادرة أبو مازن واستجابة هنية!../ د. أسعد أبو شرخ
بعيد خطاب الرئيس أبو مازن الواضح والصريح والذي دعا إلى حوار وطني شامل، والاستجابة الفورية والمرحبة بل والمتحمسة لهذا الحوار من قيادة حماس، يبدو أننا خطونا خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح لخلق أجواء حوار ايجابية مدروسة ومحسوبة لإعادة اللحمة واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على أسس سليمة تحافظ على الحقوق الوطنية، أي الثوابت المعروفة لدى الجميع!

إذا كنا نتفق إننا نودع مرحلة، وندخل في مرحلة جديدة، إذن ما هو المطلوب من الجميع - الكل الفلسطيني - خاصة فتح وحماس لكي نخطو خطوات إيجابية تؤدي في النهاية على تحقيق الهدف المنشود:

هناك في تقديري مجموعة من الخطوات المطلوبة لترطيب الأجواء وتهيئتها للعودة شيئاً فشيئاً إلى المزاج العام الفلسطيني الرائق وكسب الشارع بمجمله للالتفاف حول مشروع الوحدة الوطنية، واستعادة العافية في هذا الاتجاه، لهذا أرى أنه يتوجب امتصاص التوتر والتوتير في الشارع الفلسطيني، وذلك باتخاذ الخطوات التالية:

• التركيز على الإعلام الإيجابي، الذي يركز على نقاط الالتقاء والانسجام واستعادة اللحمة الوطنية، وذلك بافتراض حسن النوايا في المبادرة إرسالاً واستقبالاً والطلب من جميع الكوادر أن يكون حديثهم يصب في هذا الاتجاه، وتجنب كل ما من شأنه أن يعيد أجواء التوتير.

• اختيار لغة إعلامية هادئة غير متشنجة وأن يكون هناك ناطق واحد فقط يحمل الرأي التوحيدي بأسلوب يوحد ولا يفرق.

• إعادة عمل استوديوهات فضائية فلسطين في قطاع غزة، وفضائية الأقصى في الضفة الغربية بروح ايجابية تنسجم وروح الخطاب الوحدوي الجديد.

• إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين بسبب انتماءاتهم أو آرائهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحريم بل وتجريم الاعتقال السياسي.

• إعادة فتح جميع المؤسسات الخيرية والأهلية التي تم إغلاقها أو الاستيلاء عليها في قطاع غزة والضفة الغربية.

• إعادة جميع الرواتب المقطوعة، بغض النظر عن انتماء الشخص لأن الراتب يعطى نظير عمل وليس مكافأة لموقف سياسي، أو انتماء حزبي، وخاصة وأن رموز الشرعية معروفة للجميع ويعترف بها الجميع ويحترمها الجميع وهي شرعية الرئيس المنتخب أبو مازن، وكذلك شرعية المجلس التشريعي الذي ساهمنا جميعاً بانتخابه، ولا اعتقد أن هناك فرداً لا يعترف بهذه الشرعيات.

• السماح لتنظيمي فتح وحماس في قطاع غزة والضفة الغربية بالعمل بحرية مطلقة ودون تدخل من أحد وكذلك فتح ما أغلق من مقرات لفتح أو حماس أو أي تنظيم آخر سواء كان ذلك في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.

• الاستفادة من جميع المنابر الجامعية والجوامعية والمؤسساتية والأكاديمية والثقافية والاجتماعية والطلابية والنسوية والدواوينية والعمالية والعشائرية وغيرها في بث روح الوحدة الوطنية والتصالح العام وروح المحبة بين الجميع.

• تشجيع الحوار الايجابي بين فتح وحماس، وبينهما وبين التنظيمات الأخرى.

• الاتفاق على يوم يسمى يوم الوحدة الوطنية الفلسطينية تخصص فيه برامج الإذاعات والفضائيات الفلسطينية عن طريق الربط والبث المباشر للحديث حول الوحدة الوطنية الفلسطينية والتأكيد عليها والتركيز عليها وأهميتها ورفض التدخل في الشأن الفلسطيني والعبث فيه من أي قوى خارجية تهدف إلى تكريس الانقسام وبالتالي المس بقضيتنا المقدسة وتحرير وطننا الغالي فلسطين.

• عدم السماح للمتسلقين والمتزلفين والمنافقين وأصحاب المصالح والامتيازات والمشاريع الخاصة والارتباط الخارجي بتخريب هذه المبادرة النبيلة، والتي يجب أن نحافظ عليها بعيداً عن تأويلات وتفسيرات المشككين الذين يجيدون الاصطياد في الماء العكر، ولهذا يجب أن يكون الماء صافياً نقياً زلالاً يرده الجميع .

• العمل سوية وبأفضل روح من الانسجام والالتحام لرفع الحصار البشع عن شعبنا فوراً وبلا تردد والتخفيف من معاناة شعبنا اقتصادياً واجتماعياً وحياتياً وبث روح الأمل لدى الشعب وروح المحبة والأخوة والود وترميم المنظومة القيمية والأخلاقية وتخليصها مما علق بها من شوائب ونواقض ونواقص.

إن حسن النية تفترض أن يكون الحوار حواراً وطنياً شاملاً مبنياً على الوثائق الفلسطينية التي تم الاتفاق عليها مثل اتفاقية القاهرة واليمن ووثيقة الوفاق الوطني وغيرها من الوثائق التوحيدية ويشارك به الجميع من تنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني وشخصيات وطنية وأكاديمية وثقافية ومجتمعية مستقلة، بعيداً عن لغة القذف أو الحذف وإن يكون عنواننا هو فلسطين وهدفنا هو فلسطين، وإن فلسطين أكبر من جميع الأحزاب والتنظيمات والأفراد والأيدلوجيات مهما كانت، والابتعاد عن الاجتهادات التي لا تصب في هذه الرؤية رؤية فلسطين فوق الجميع، مدركين تمام الإدراك أن عدونا واحد، يقتلنا بالرصاص أو الحصار، ويريد تدميرنا جميعاً وإن اختلفت طبيعة مناوراته وأساليبه، سواء كان ذلك بمعسول الكلام أو تقديم طعم هنا أو هناك أو أن اقترب من طرف وعادى طرف أو فعل كل ذلك ومثله معه.
فلنعمل جميعاً على إنجاح هذه المبادرة من أجل فلسطين العزيزة على الجميع.

التعليقات