01/04/2011 - 10:09

حضور بارز لشباب الأرض../ حنين زعبي

أحيا شعبنا تحدي يوم الأرض، في المسيرة التقليدية الرئيسية في سخنين-عرابة البطوف، وفي نشاطين إضافيين في اللد والنقب، بالإضافة إلى عشرات المحاضرات والنشاطات افي المدارس والمراكز الجماهيرية.

حضور بارز لشباب الأرض../ حنين زعبي

 
أحيا شعبنا تحدي الأرض، حلقة الصراع الأولى مع السياسات الإسرائيلية، في المسيرة التقليدية الرئيسية في سخنين-عرابة البطوف، وفي نشاطين إضافيين في اللد والنقب، بالأضافة إلى عشرات المحاضرات والنشاطات في المدارس والمراكز الجماهيرية.
 
رغم تعدد النشاطات في نفس المدة الزمنية، إلا أن المشاركة كانت مشرفة في جميعها. كانت على الأقل، مشاركة بحجم رسالة اللاخوف واللاتأتأة التي علينا إصدارها إلى السلطات الإسرائيلية. المشاركة الشبابية هي التي كانت ملفتة للنظر. الشباب لم يحضروا بأجسادهم فقط، بل حضروا بروحهم وبنفسهم. حضورهم كان ملفتا بشكل خاص في مظاهرة اللد المثيرة للتفاؤل، حيث طبعوا بصمتهم على النشاط بكامله، المسيرة، المنصة، البرنامج الفني، الابتعاد عن الخطابة والشعارات الرنانة.
 
هو التحدي العيني، الذي صقل أجواء اللد، المدينة التي أرادت إسرائيل لعربها الأصليين، أن يتعاملوا مع وجودهم فيها وكأنه غريبا وطارئا، أو متغيرا وغير أصيل فيها. البلدوزر الإسرائيلي، ويد الشرطة المعتدية على النساء والصبايا والرجال، صقلت وعي من لم يصلهم الخطاب الوطني وتأثير العمل السياسي الحزبي أو غير الحزبي.
 
تعطي مدينة اللد نموذجا لنضال وطني، به يرتبط التحدي العيني المحلي مع الخطاب الوطني العام، ويلتصق العمل السياسي الحزبي مع هموم البلد، وتتضافر جهود الهيئات الشبابية الواعية والمنبثقة من معاناة الواقع مع النشاط السياسي الحزبي.
 
"خطوة" الإطار الشبابي الوطني في اللد، كما رؤيا الطفلة الصغيرة من اللد، التي تحدق في أفراد الشرطة وتصرخ بوجوههم دون خوف، والتي تقف على منصة يوم الأرض، دون رجفة أو رهبة، لا من الحضور ولا من وقع ما تقول، إثناهما مثلا عنصرا جديدا في النضال. إثناهما يمثلان المشهد الجديد في نضال طويل الأمد وممتد. الواقع هو واقع البلدوزر الإسرائيلي، والوعي هو وعي نفوس غير مهزومة، هو وعي " ميدان تحرير" اللد.
 
ربما لم يكن تحدي ووعي رؤيا وصبايا اللد وأطفالها، نتاجا مباشرا للعمل السياسي للأحزاب، بقدر ما كان نتاجا مباشرا للبلدوزر الإسرائيلي، لكن حماية وصقل هذا الوعي، يحتاج دون أدنى شك لأجواء نضالية، والتي هي من مسؤولية التيارات السياسية الوطنية. " خطوة" الإطار الشبابي ، الذي كسر تقاليد مهترئة، خلال إدارته لمظاهرة ومهرجان اللد عشية يوم الأرض، هي مثالا لشباب واع، مستقل، جريء يملك القدرة على المزاوجة ما بين العمل الوطني الشبابي المستقل وما بين احترام التيارات الوطنية والإعتماد عليها في توفير الدعم والمشورة السياسية والعملية. "خطوة" هي نتاج لوعي سياسي أنتجته الأحزاب، لكنها في نفس الوقت تجاوز للعمل الحزبي التقليدي، وتوسيعا لحدود عمله جماهيريا وعمليا.
 
وإذا كانت العنصرية كحالة مهيمنة ومؤسسة في إسرائيل تتحول إلى فاشية، بعكس خطاب قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، التي تصور الوضع وكأنه انتقال من حالة ديمقراطية إلى عنصرية يمينية، فإن علينا نحن أيضا أن نفكر في كيفية مواجهة ومجابهة هذه الفاشية الجديدة، ليس بهدف العودة "للعنصرية التقليدية" -التي فيها أيضا كانت مواطنتنا مشروطة، وفيها أيضا وافق حتى اليسار الإسرائيلي على مبدأ المساواة في الحقوق، لكن ليس على مبدأ الندية في السيادة (ممثلا بتعريف الدولة لنفسها)- بل بهدف دحرهما معا، الفاشية الجديدة والعنصرية القديمة.
 
إعادة التفكير في وسائل النضال، لا تعني دائما التصعيد في اتجاه الصدام المباشر، فلم يكن هذا الصدام المباشر أبدا خيارا من خيارات شعبنا الفلسطيني في الداخل، بل هو كان دائما قرار السلطة، كلما أرادت "تلقيننا" بعض الدروس عبثا. إعادة التفكير في وسائل النضال تعني توسيع قاعدة الوعي الوطني. وهنا يأتي دور الأطر الشبابية الوطنية كفاعل مركزي في توسيع قاعدة العمل السياسي الوطني، لكن هذا لا يمكن تحقيقه دون دعم من الأحزاب المؤمنة فعلا بالشباب وباستقلالية عملها، مستلهمين روح الثورات في العالم العربي، التي نشهد تأثيرها على مشاركة الشباب كما وكيفا، ومسترشدين بالثقافة السياسية الوطنية والأجتماعية التي شكل "ميدان التحرير" نموذجا لها.
 

 

التعليقات