12/04/2013 - 12:57

ماذا وراء استقالة فياض؟../ نضال محمد وتد

في الوقت الذي تلتزم فيه سلطة محمود عباس التعليق على خبر استقالة رئيس حكومة رام الله ، سلام فياض، ويؤكد فياض، أو من ينوب عنه في ديوانه خبر الاستقالة للصحف العبرية (وتحديدا موقع يديعوت أحرونوت) فإن الشعب الفلسطيني المحكومة في بونتستان الضفة الغربية ( البونتستانات هي دويلات الوصاية التي أقامها نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا للسود ووضع على رأسها تابعين له)، لا يجد من يطلعه على حقيقة الأمر. في المقابل تقول الصحف العبرية إن فياض واجه مؤخرا وبسبب خلافات على السياسة الداخلية (وليس على مستقبل فلسطين أو الأراضي المحتلة) مع محمود عباس، موجة احتجاجات منظمة من قبل نقابات تتحكم بها حركة فتح.

ماذا وراء استقالة فياض؟../ نضال محمد وتد

في الوقت الذي تلتزم فيه سلطة محمود عباس التعليق على خبر استقالة رئيس حكومة رام الله ، سلام فياض، ويؤكد فياض، أو من ينوب عنه في ديوانه خبر الاستقالة للصحف العبرية (وتحديدا موقع يديعوت أحرونوت) فإن الشعب الفلسطيني المحكومة في بونتستان الضفة الغربية ( البونتستانات هي دويلات الوصاية التي أقامها نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا للسود ووضع على رأسها تابعين له)، لا يجد من يطلعه على حقيقة الأمر. في المقابل تقول الصحف العبرية إن فياض واجه مؤخرا وبسبب خلافات على السياسة الداخلية (وليس على مستقبل فلسطين أو الأراضي المحتلة) مع محمود عباس، موجة احتجاجات منظمة من قبل نقابات تتحكم بها حركة فتح.

لكن وإذا اعتمدنا على الصحف التي فضل رئيس حكومة رام الله أن يؤكد لها خبر استقالته، ويحجب الأمر عن مواطنيه (إذا صح التعبير)، فإن فياض الذي تدلل مؤخرا عندما قدم استقالته ليرى مدى "حظوته" عند إدارة أوباما تراجع يومها عن الاستقالة بفعل ضغوط أمريكية على عباس، أفضت إلى صلحة بين الطرفين. أما هذه المرة فيبدو، ومرة أخرى وفقا للصحف العبرية، أن فياض لم يعد قادرا على الاكتفاء بمنصب رئيس حكومة، وأن تحركه هذا يأتي تمهيدا لترشيح نفسه رئيسا للسلطة، رغم أن أحدا لا يعرف متى ستجري انتخابات الرئاسة للسلطة في ظل استمرار الانقسامات.

ولكن إذا صحت هذه الأخبار والتفسيرات التي تناقلتها الصحف العبرية، فيبدو أن وراء الأكمة شيئا خطيرا أو هو فصل جديد في ضمان إحياء سلطة رام الله المشوهة، خاصة وأن عباس يعلن أنه لا ينوي ترشيح نفسه لولاية أخرى ( هل تذكرون خطاب مبارك في هذا السياق؟). فمن الواضح أنه يتم، من خلال جولات وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري، محاولات لجس النبض في أوساط النخب الفلسطينية الأوسلوية في رام الله لاستشراف مستقبل السلطة تحت رئاسة شخص من خارج فتح، بل قل من خارج فصائل شكلت على مدار عقود منظمة التحرير، وأيضا من خارج حركة المقاومة الإسلامية، "حماس".

أم أن ما يجري هو في واقع الحال إعلان عن نهاية عهد عباس، وإن تم ذلك عبر محاولة استفزاز عناصر ونخب فتح والفصائل لرفض فياض وطرح بورصة أسماء لمرشحين محتملين، والعودة إلى عناوين سابقة، أو عناوين تم تلميعها سابقا، بغرض ممارسة الضغط على عباس أولا، لتقديم مزيد من التنازلات مقابل الإبقاء عليه لفترة أخرى، عبر عدم طرح موضوع الانتخابات مع أن الفترة الشرعية لولايته قد انتهت منذ  مدة؟ هل سنشهد قريبا طرحا لموضوع استحقاق انتخابات الرئاسة الفلسطينية بمعزل عن انتخابات المجلس التشريعي؟ أم أننا سنشهد "نخوة" تدعو للإبقاء على حكومة فياض ورئاسة عباس بسبب "الظروف الخاصة ومستلزمات المرحلة؟ هل حقا سيجرؤ فياض على تحدي حركة فتح كما تساءلت "يديعوت أحرونوت" أم أننا أمام مناورات استعراضية هدفها تهدئة الشارع الفلسطيني في بونتستان الضفة الغربية وإلهاء أهله بحديث الانتخابات والاصطفافات داخل فتح وخارجها عل ذلك يحفز قوى الأمن الفلسطينية على "ضمان استتباب الأمن داخل حدود البونتستان الفلسطيني في الضفة الغربية، وتلقف خيرات التعاون الاقتصادي مع إسرائيل أملا بالوصول إلى تحريك سياسي بعد أن بات الأمل بأفق سياسي وحل سياسي من ضروب الخيال؟
 

التعليقات