17/04/2013 - 11:23

عن تحذير غانتس وتهديد حركة حماس وغزة../ مصطفى إبراهيم*

تحذير قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس الذي قال قيه إن استمرار الخروقات لتفاهمات وقف إطلاق النار قد يؤدي إلى القيام بعملية عسكرية جديدة في القطاع، قد تكون أوسع من "عملية عامود السحاب"، تأتي في سياق التهديدات التي إطلقها مسؤولون إسرائيليون قبل عشرة أيام على اثر إطلاق عدد من الصواريخ على البلدات الإسرائيلية وعدم التزام فصائل المقاومة باتفاق تفاهمات إطلاق النار

عن تحذير غانتس وتهديد حركة حماس وغزة../ مصطفى إبراهيم*

تحذير قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس الذي قال قيه إن استمرار الخروقات لتفاهمات وقف إطلاق النار قد يؤدي إلى القيام بعملية عسكرية جديدة في القطاع، قد تكون أوسع من "عملية عامود السحاب"، تأتي في سياق التهديدات التي إطلقها مسؤولون إسرائيليون قبل عشرة أيام على اثر إطلاق عدد من الصواريخ على البلدات الإسرائيلية وعدم التزام فصائل المقاومة باتفاق تفاهمات إطلاق النار.

فعندما شنت إسرائيل عدوانها الأخير في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي 2012، على قطاع غزة كانت تريد تحقيق عدة أهداف منطلقة من إستراتيجيتها الأمنية القائمة على الردع وبث الرعب وكي الوعي لدى الفلسطينيين، والحد من إطلاق صواريخ المقاومة، وهي قامت بذلك من خلال إستراتيجية موضوعة مسبقاً لا تتعلق بحكومة معينة أو رئيس وزراء أو وزير أمن بعينهما، أو رضا وعدم رضا الأجهزة الأمنية والجيش، فهي تقوم بذلك بناء على مصالحها الأمنية، وتحقيق أهداف سياسية أيضاً، ويتم استغلالها أيضا سياسيا وحزبيا على المستوى الداخلي من الحكومة التي تتخذ قرار العدوان، وهذا ما حصل في العدوان وإن جاء بشكل عكسي اثر على نتائج الليكود في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وخروج وزير الأمن باراك من الحياة السياسية بتقديمه استقالته.

إسرائيل أرادت من العدوان تحقيق الردع والرعب والحد من إطلاق الصواريخ، واستخدمت قوة نارية جوية كثيفة، وركزت على ما تسميه مخازن وأماكن منصات إطلاق الصواريخ معتمدة على الطيران الحربي والمعلومات المتوفرة لها، وادعت أنها حققت أهدافها بتدمير كثير منها والقضاء عليها.

في المقابل اتضح كذب إسرائيل في تحقيقها أهدافها، وفعالية القبة الحديدية، فهي لم تحقق النتائج المرجوة، كما أنها لم تتوقع رد المقاومة بإطلاق الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب، ما وضع دولة الاحتلال وقيادتها السياسية والأمنية في حرج كبير، ولم تحقق جميع أهدافها والمقاومة خرجت منتصرة، إلى أن تم التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حماس والجهاد الإسلامي بوساطة مصرية ورضا أمريكي، نتج عنه تفاهمات أمنية ولم تتضح جميع بنودها.

إسرائيل تريد القول إنها حققت أهدافها، وإنها لن تسمح بتكرار ما حدث قبل العدوان، مع أنها لم تحقق جميع أهدافها، لكنها ضمنت على الأقل فترة زمنية أخرى من الهدوء، وإدراكها أن حماس لا ترغب في تصعيد جديد ولا معركة جديدة، وهي من وجهة نظر إسرائيل تتحمل المسؤولية عن أي خرق لتفاهمات وقف إطلاق النار "التهدئة" وهي تدرك أن من يقوم بإطلاق الصواريخ هي مجموعات سلفية صغيرة.

وبوجود حكومة أكثر تطرفا ووزير الأمن المتطرف موشي يعالون تزداد التهديدات التي قد تصل إلى الفعل في بعض الأحيان، وتحذير غانتس هي في ذات السياق من أن إسرائيل لن تسمح لفصائل المقاومة بإطلاق الصواريخ حتى بعد ادعاءاتها أنها حققت أهدافها في العدوان الأخير.
 

التعليقات