26/09/2013 - 16:34

هل تُغير حماس مواقفها وتحالفاتها؟../ إبراهيم الشيخ*

لا شك إن الخطأ الذي ارتكبته حماس وكان يجب تجنبه هو عدم الارتهان لأي خط سياسي في الوطن العربي لأن التحالفات بدأت تتغير بسرعة، وخاصة بعد بدء ما يسمى بثورات بالربيع العربي

هل  تُغير حماس مواقفها وتحالفاتها؟../ إبراهيم الشيخ*

 لا شك إن الخطأ الذي ارتكبته حماس وكان يجب تجنبه هو عدم الارتهان لأي خط سياسي في الوطن العربي لأن  التحالفات بدأت تتغير بسرعة، وخاصة بعد بدء ما يسمى بثورات بالربيع العربي.

إن سياسة الاستقطاب القائمة في الوطن العربي منذ زمن وخاصة بعد الربيع العربي أثرت على حركة حماس لأخذ مواقف لصالح طرف يدعم الثورة السورية، وانتقال قيادات حماس من دمشق الى قطر، وبالتالي التخلي عن محور الممانعة الذي يضم إيران وحزب الله بالإضافة الى سوريا، ومن الأسباب التي دفعت حركة حماس لأخذ مثل تلك المواقف هو فوز الإخوان المسلمين في مصر ووصولهم إلى سدة الحكم.

إن حركة حماس شعرت بالارتياح بعد فوز الإسلاميين في تونس ومصر بدأت تتصرف وكأن هذا الوضع سيدوم طويلا، ولم تتوقع التغيرات الدراماتيكية التي حصلت في مصر في الثاث من يوليو والإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في هذا البلد، مما تسبب في فقدانها الدعم  بكافة أشكاله، وبدأت تعاني من مضايقات الجانب المصري، وخاصة بعد إغلاق المتنفس الوحيد الذي يشكله معبر رفح وفتحه أمام الحالات الإنسانية فقط، وتدميرالأنفاق التي كانت تمد سكان قطاع غزة المحاصر بالمواد التموينية.

إن التغييرات التي حصلت من غير شك ستجبر حركة حماس على تغيير سياساتها ومواقفها، والتفكير ملياً بهدف الخروج من هذا المأزق وبأقل الخسائر، والتأقلم مع التغيرات الجديدة وخاصة أن مصر بعد انقلاب الثالث من يوليو لم تعد صديقة لحركة حماس، كما كانت إبان حكم الرئيس محمد مرسي، وأصبح الوضع الآن أصعب مما كان عليه في ظل حكم الرئيس حسني مبارك.

على الصعيد الداخلي، لا شك أن السلطة الفلسطينية شعرت بارتياح كبير بعد الإطاحة بحكم الإخوان في مصر، وتأثيره السلبي على حركة حماس من حيث الدعم والتصلب في المواقف في مسألة المصالحة الفلسطينية من جانب حماس، فالانقسام يتحمل مسؤوليته الطرفين دون استثناء، ويجب على السلطة عدم استغلال الوضع الراهن، وأن لا تعمل على تصليب مواقفها بشأن المصالحة، وخاصة أن الجانب المصري بدأ بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية في مسألة دخول وخروج الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة.

من الممكن أن يشكل الوضع الراهن فرصة لتحقيق المصالحة بعد هذا الوضع الصعب الذي بدأت تعاني منه حركة حماس، وأن يتم التقارب مع السلطة الفلسطينية للخروج من هذه الأزمة بتوحيد الصف الفلسطيني، والتنسيق لمجابهة دولة الاحتلال، وعدم التقاتل مجددا على السلطة ومناطق النفوذ، لأن وجود السلطة إن كان في رام الله أو في غزة هو من أجل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بتحرير الأراضي المحتلة، لا من أجل مكتسبات مادية وتحقيق أولويات فصائلية وعشائرية.

أما على الصعيد الخارجي ستحاول حماس تجديد علاقاتها مع حزب الله الذي حسب تصريحات مسؤوليه وفي مناسبات عديدة بأن الحزب لم يتخذ أي إجراءات عقابية ضد حركة حماس، وخاصة بعد وقوفها ودعمها للمعارضة السورية، وأن تحركاتها في لبنان بقيت بدون تغيير ولم تتعرض لأي مضايقات.

فحركة حماس وبالرغم من تغيير تحالفاتها والتخلي عن محور سوريا إيران حزب الله، والانتقال إلى قطر وتبني مواقفها وخاصة في المسألة السورية، إلا أن هناك أصوات لم توافق على تبديل المواقف والتحالفات، ومن أبرز هذه الأصوات كان محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس الذي  حافظ على العلاقات مع إيران وحزب الله وعدم قطع العلاقات معهما.

مما لا شك فيه أن حركة حماس في هذا الوقت بحاجة لأي دعم خارجي من أجل التغلب على مشاكلها وعزلتها، ومن جهة أخرى فإن حزب الله وإيران بحاجة إلى حليف بجانبهما، وخاصة أن إيران ترى في عودة حماس إلى أحضانها يشكل ورقة إضافية في أي مواجهة مع إسرائيل أو أي مفاوضات مستقبلية مع الغرب.

الأطراف الفلسطينية دائما تدفع الثمن بسبب تحالفاتها التي تبدو مجبرة عليها من قبل الدول التي تدعمها، ولذلك تخاف دائما على فقدان هذا الدعم وتتماشى مع حالة الاستقطاب التي تجري في المنطقة، فالتحالفات وتغييرها قد يؤذي القضية الفلسطينية التي تحتاج إلى كل دعم غير مشروط حفاظا على هذه القضية.
 

التعليقات