26/12/2013 - 17:52

الإرهاب.. عودة إلى نقطة الصفر!../ عوض عبد الفتاح

بوصلة الشعوب العربية في عصر الثورات هي: • إسقاط بنية الاستبداد والتخلف، واستعادة كرامة الإنسان العربي • تحقيق الإستقلال عن الهيمنة الإمبريالية • استعادة البعد العربي لقضية فلسطين • تفكيك نظام الأبارتهايد الكولونيالي الصهيوني

الإرهاب.. عودة إلى نقطة الصفر!../ عوض عبد الفتاح

الإرهاب مصطلح استعمله الإمبرياليون والرجعيون لوصف نضال الشعوب ضد القهر الطبقي والاستعمار لنزع الشرعية الأخلاقية عنه.

كانت هذه القوى تخلط عن عمد بين النضال الشرعي، الشعبي والمسلح، الذي تخوضه حركات التحرر الوطني والطبقي، وبين الإرهاب الذي يستهدف المدنيين بشكل مقصود. مانديلا وعرفات ومناضلون آخرون صنفوا كإرهابيين في المراحل الأولى من نضالهم.. بل حتى إلى وقت متأخر.

أما الإرهاب الذي مارسته، (بل تبنته رسميًا داخل أجهزتها السرية)، القوى الإمبريالية وأنظمة الاستبداد سواء الشمولية أو الأنظمة المرتبطة بهذه القوى، أو الدائرة في فلكها، فكان بمنأى عن الإدانة، وتم التغاضي عنه وشمل ذلك تدبير انقلابات؟، وغزو دول، وقتل معارضين، وكم أفواه وحظر أحزاب.

هذه القوى والأنظمة التي تحتقر المواطن تلتئم اليوم في معسكر واحد ضد الإرهاب.. تساهم بسياساتها الشمولية والقمعية المدفوعة بقصر نظر بالغ وفي كثير من الأحيان بشكل مقصود ومدبّر في الخلط بين من يناضل سلميًا أو عسكريًا، ببرنامج مدني وإنساني، وبين من تحولوا إلى أمراء حرب مُجرمين من تكفيريين خطرين على مجتمعهم وعلى الإنسانية. ففي سجون الإمبريالية وباستيلات أنظمة الاستبداد وقوة الثورة المضادة يرزح الآلاف من المعتقلين السياسيين. كما تم إخراس الصوت المعارض (صحف أو فضائيات) ليسود صوت واحد هو صوت الاستبداد أو المتهادنين معه.

الفقر والقمع والتهميش واحتلال فلسطين وأراض لدول عربية ووجود سفارات إسرائيلية في عواصم عربية ما عاد ذلك كله أولوية في أجندة هذه المعسكرات (أو المعسكر المتحد ضد الإرهاب). الشعارات التي رفعتها الثورات؛ حرية، استقلال، عيش، خبز، عدالة، كرامة وتحرير الأرض من الاحتلال الصهيوني.. هي مؤجلة إلى حين القضاء على الإرهاب.
وإبان هذه المدة الزمنية، ستـُزهق أرواح كثيرة، ويُبدّد ما تبقى من موارد في البلد ويدخل البلد في المجهول.

أنظمة الاستبداد وأنظمة الثورة المضادة سعيدة لأنها قُبلت في مدرسة الغرب والشرق "المعادي" للإرهاب؛ وإن كانت هذه المدرسة هي التي خنقت كل محاولة جدية لخلق مجتمع متحرر ليس من الإرهاب فحسب، بل من الشرور الاجتماعية كالفقر والعبودية والقمع التي كلها مجتمعة تُنبت هذا الإرهاب.

إلى حين الوصول إلى ذلك، سيظل سيف الأنظمة المجرمة ملتحمًا مع سيف التكفيريين يُعملان تقتيلاً ليس فقط ببعضهم، بل أيضًا بالقوى المدنية والشعبية التي تسعى إلى مجتمع عربي حرّ وآمن. ففي هذه المجزرة المستمرة، كل تنظيم معارض مشبوه، وكل مواطن يصرّ على حقه مشكوك في أمره.. وأسهل شيء وصم كل معارض بالإرهاب، فهو تذكرة الدخول إلى نادي قوى الاستعمار والرجعية.

هذه الأنظمة سعيدة الآن، لأنها بذلك تستطيع أن تعيش (او هكذا تعتقد) لسنوات أطول – قبل أن تتوالد ثورات أخرى تطيح ببنيان الاستبداد والهيمنة الداخلية والخارجية.. هل تسمح الشعوب بالعودة إلى نقطة الصفر. التجربة الثورية الراهنة تقول غير ذلك.

بوصلة الشعوب العربية في عصر الثورات هي:
• إسقاط بنية الاستبداد والتخلف، واستعادة كرامة الإنسان العربي؛
• تحقيق الإستقلال عن الهيمنة الإمبريالية؛
• استعادة البعد العربي لقضية فلسطين؛
• تفكيك نظام الأبارتهايد الكولونيالي الصهيوني.

التعليقات