13/03/2014 - 12:31

هستيريا فشل الجبهة.. / مصطفى ريناوي

لا ينتظر التجمع من رامز جرايسي إعطاء الشهادات والأوسمة له ولنشطائه، فقلناها كثيرا، نحن نستمد شرعيتنا ووطنية نشاطنا من شعبنا ومن إيماننا بمشروعنا

هستيريا فشل الجبهة.. / مصطفى ريناوي

أطل علينا البارحة السيد رامز جرايسي مخاطبا جمهوره عقب إعلان نتائج الانتخابات، وإعلان فوز علي سلام.. ليبرر فشله وفشل حملته الانتخابية بالمؤامرة السلطوية مشاركا الوصف بالتجمع غير الوطني وغير الديمقراطي.

ليس هذا تصريحا عاديا ولا عابرا، ولن يكون، إنه تصريح قيادي معلن فيه وضوح التخوين لجسم سياسي له جماهيرته ومؤيديه.. وفيه وضوح الوجه الحقيقي للحزب الشيوعي باستمرارية تخوين التيارات الأخرى هروبا من مسؤولياتهم تجاه شعبهم أولا وتجاه كوادرهم.

أولا: لا ينتظر التجمع من رامز جرايسي إعطاء الشهادات والأوسمة له ولنشطائه، فقلناها كثيرا، نحن نستمد شرعيتنا ووطنية نشاطنا من شعبنا ومن إيماننا بمشروعنا. ولا ينتظر حزب قدم الكثير وعاني الكثير من سلطة الاحتلال، وقدم شبابه للنشاطات النضالية الوحدوية، وكانوا فيه مركزا هاما مع آخرين نشطاء وتيارات في التخطيط والمتابعة كالتصدي لـ"برافر" وحملة التجنيد وحملات الخدمة المدنية وغيرها وغيرها، شهادات من شخص أفقده المنصب خطوطا وطنية جامعة، كالمطالبة بأصوات الجنود، والطلب من المحكمة استجواب عدد معين ومشخص من جنود معينيين (بالأسماء) ليكونوا دفاعا عنه، وهم من مجموعة من يرون بنداف أبا روحيا لهم! وبشهادة أخرى من محمد بركة حين شكك بوطنية كل من لا يقف مع الجبهة!

ثانيا: إن عدم نجاح خطابكم وحملتكم في الناصرة، يعني بالضرورة مراجعة أنفسكم، المؤامرة هي خطط خفية! بينما التجمع أعلن منذ البداية دعمه. وأيضا، تكمن في المؤامرة عادة حالات استخدام السلطة ألاعيب تغير مسار اختيار الأغلبية، وفي الناصرة اختارات الأغلبية علي سلام!

وغير هذا كله.. إن إعلان جرايسي عن سلطوية وليكودية المؤامرة هو إعلان واضح بأن الأغلبية في الناصرة اختارت الليكود! وفي هذه الحالة، يتوضح إعلان تخويني لغالبية أهل بلده!

ثالثا: أتذكر الآن أمثلة فارقة بين ثقافة التجمع قيادة، وثقافة قيادة الحزب الشيوعي ( ولا أجمع كل الحزب، احتراما لنشطاء ومؤيدين لا يوافقون قياداتهم). وأتذكر هنا الفرق بين حنين حين تقول: "مصوتو الجبهة الي كلهن وطنيين"(وطبعا لا يحتاج الجبهويون شهادة من حنين- فقط للتوضيح) وبين رامز حين يقول: "التجمع الغير وطني".. وقبلها قسمنا حسب اختيار التصويت إلى انتهازيين وشرفاء.. وأعلن البارحة عنا جميعا أننا غير وطنيين!

وأتذكر هنا خطاب حنين بعد الانتخابات (الجولة الأولى)، حين قالت إننا نحترم رأي الناس، فالنصراويون لم يختاروني ولم يختاروا برنامجنا الانتخابي.. وهذا يزيدنا عملا ومسؤولية تجاه شعبنا.. وحين تقول إننا نستمد شهادتنا من الناس ولا نوزعها عليهم، مقابل جرايسي حين يصف فشله بالمؤامرة والتآمر، يوزع الشهادات الأخلاقية والوطنية على الناس!

رابعا: على الحزب الشيوعي، والجبهة، أن يعلم كوادره البحث عن الموضوعية في نقاش التجارب، أو على الأقل أن يعلمهم عن خطواته السياسية.. أو أن يعترف الحزب بأخطائه.. كما فعل التجمع من قبل.. فنحن أحزاب سياسية من الممكن أن تخطئ، ولكن الأهم أن لا تقع في استمرارية الخطأ عند عدم الاعتراف به.

مثال: اشترك التجمع في حيفا من سنة 2003-2006 في ائتلاف مع رئيس البلدية يونا ياهف، وبعد تصريحاته حول الاجتياح الإسرائيلي للبنان، خرج التجمع من الائتلاف.. في هذه الثلاث سنوات عاني التجمع من مهاجمة إعلامية جبهوية ممنهجه ضده.. ومن 2008 لحد اليوم.. ما تزال الجبهة في ائتلاف مع يونا ياهف (بالإضافة ليسرائيل بيتينو) ورغم تصريحات يسرائيل بيتينو الأخيرة، إلا أنهم استمروا في الائتلاف، بادعاء أن ليس من الضرورة أن تكون موافقا لتصرفات الائتلاف البلدي، وأن وجودهم ضروري في الائتلاف لخدمة الناس.. وهذا شيء من الممكن مناقشته، ولا يعني أنهم الآن كـ"يسرائيل بيتينو".. فلماذا هاجمتونا في السابق إذن (حيفاويا) ؟ ولماذا لا تضعون هذا الادعاء بين أيدينا في الناصرة (بحسب وصفكم أنتم لسلام)؟

خامسا وأخيرا: لم استغرب من التصريح، ولم استغرب من مفعول الجرعة المخدرة لكوادر جبهة الناصرة حين صفقوا لسماعهم "التجمع الغير وطني"..مع أنني لا أفهم بعد قوة مفعول تلك الجرعة في عز الفشل، لتجعلهم فرحين بإهانة التجمع!..لم يفرحوا حين ذم "الرئيس الليكودي" ولا سلطوية البلدية حسب وصفه.. بل أفرحهم إهانة التجمع، نفس التجمع الذي أعلن رامز أنه يملك الكثير من الوطنيين ليعطوه صوته!

المهم، الاستغراب الوحيد هو تجاه حنكة الحزب الشيوعي.. ألم يتعلم في هذه الفترة 3 دروس قاسية ليستخلص العبر؟ ألم يتعلم فعلا أنه حين تخون الناس وتستعلي عليهم وتقسمهم وتفرزهم بحسب النادي المغلق-العائلي الذي يملكون..لا يرد الناس لك إلا الإقصاء الذي مورس ضدهم؟

ألم يتعلم بركة وجرايسي.. أن تجييش كوادرهم ضد كل التيارات الأخرى والناس الذين لا يختارونهم لا يكسبهم إلا انغلاقا وانحدارا نحو الهاوية بكونها إرثا حزبيا قديما يعتاش على الذكريات!

...

وغيرها من النقاط الكثير..عساها تكون منطلقا جديدا للجيل الجديد في الجبهة والحزب والذي سيحتاجهم شعبهم في هجمات السلطة الحقيقية (وليس بالأمثلة الفارغة المضمون)..والتي ليست إلا تبريرا للركود السياسي القيادي في الجبهة والحزب.

التعليقات