09/06/2014 - 15:44

رُبَّ ضربة تزيدك قوة../ منيب طربيه

تقف المؤسسة عاجزة أمام اللحمة التي تميز الحركة الوطنية، وخاصة الشبابي منها، إذ على الرغم من الملاحقات، ومحاولات تفكيك الحركة الوطنية، وضع المؤسسة في مأزق وأجبرها على تبني مخططات بديلة مجهولة الهوية لضرب قيادات وكوادر الحركة

رُبَّ ضربة تزيدك قوة../ منيب طربيه

لم يعد خافياً على أحد أن الحركة الوطنية تقض مضجع المؤسسة وأذرعها، بسبب طروحاتها الجريئة وكذلك ممارستها العملية، حيث لم تتوقف هذه المؤسسة منذ سنوات عن ملاحقة رموزها وخرق قواعدها. وبات جليا للقاصي والداني أن وعي شعبنا ينسجم انسجاما تاما مع الفكر القومي، المسنود بالفكر الديمقراطي وبالقيم الإنسانية، الذي يحافظ ويحمي أفراده من كل محاولات السلطة ودسائسها.

تقف المؤسسة عاجزة أمام اللحمة التي تميز الحركة الوطنية، وخاصة الشبابي منها، إذ على الرغم من الملاحقات، ومحاولات تفكيك الحركة الوطنية، وضع المؤسسة في مأزق وأجبرها على تبني مخططات بديلة مجهولة الهوية لضرب قيادات وكوادر الحركة.

فشلت المؤسسة الصهيونية منذ سنوات بتهجماتها من الخارج، في تغيير مبادئنا أو إجبارنا على العدول عن إيماننا القاطع بصدق قضيتنا، الأمر الذي وضعها أمام تحد كبير، وألزمها بنهج جديد من المآرب والدسائس وتربية عصافير مزقزقة لا تعلو كثيرا بطيرانها.

لم تفاجئنا محاولات بعض المارة بنهش لحمنا وتشويه هويتنا. فإنها محاولة أخرى من المحاولات الخسيسة العديدة منذ سنوات، فبكل عام تطل علينا المؤسسة بمحاولة جديدة، ولكنها كما تعودنا تبوء بالفشل وكما هو جلي للعيان فنحن صامدون ومستمرون بطريقنا ولو وضعوا به أشواكا، فإيماننا بطريقنا أكبر بكثير من المحاولات الدنيئة التي تحاول أن تطالنا.

للحركة الوطنية رموزها الذين دفعوا الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على هويتنا الفلسطينية ومصلحتنا القومية، ليس خفيا على أحد أن للدكتور عزمي بشارة قدم مساهمة كبيرة ونوعية في هذه المسيرة الجبارة، حيث أنه جاهد، هو ورفاقه من المؤسسين، بكل ما أوتي من قوة بجسده، بجهده، بفكره وبقلمه.

إن للدكتور بشارة مواقف مشرفة وتاريخ مفعم بالفخر والاعتزاز، منحوتا في قلوب الكثيرين وهنالك أجيال كبرت وترعرعت على هذا الفكر والطرح المشرف، وتوفيرا لجهد بعض السيارة الذين يحاولون تشويه صورة القائد، أنصحهم بتوفير هذه الطاقات بأعمال خيرية تفيد المجتمع. هذا إذا كان لديهم حس.

لم تتمكن المؤسسة من تشويه صورة عزمي بشارة، حيث تجربته وتاريخه الحافل يتخطى كل محاولاتهم.

للحركة الوطنية في البلاد التي يقودها الآن رجال ونساء مناضلون ومثقفون أشداء مكانة شعبية خاصة، فلا أحد يستطيع نكران الدور الأساسي الذي تلعبة الحركة على الساحة المحلية والوطنية العامة، فمن الطبيعي أن تدخل في سجالات عديدة واختلافات في الرأي، وخاصة أننا على الدوام أمام تحديات كبيرة، خاصة في ظل الملاحقات من قبل المؤسسة التي لا يطيب لها ارتباط عرب البلاد بأرضهم وهويتهم.

من البديهي أن تلاحق السلطة الحركة الوطنية، خاصة وأنها ترى بها بوصلة عرب الداخل ونقيض مشروعها الاستعماري والابرتهايدي، ولكن ما نستهجنه ويوجعنا هو وجود هواة لا يعون خطورة وجودهم في الصف الأمامي لمخططات السلطة البائسة، حيث تراهم يقفزون على مغريات السلطة الوهمية بقصد أو بغير قصد ويبدأون بالتشهير ضد رموز الحركة الوطنية الأمر الذي يتناقض مع تعاليمنا الدينية وثقافتنا العربية، وأخطرها التشهير المبغوض أصلا منذ الجاهلية، والأمر الذي يحيرك أكثر هو لبس عباءة الوطنية في وضعيات رخيصة كهذه.

أما استغلال المنصات الافتراضية مثل شبكات التواصل الاجتماعي لإيصال خبر مغرض بسرعة الضوء ضربا بآخرين فهو أمر مرفوض أخلاقيا ووطنيا. ويعجب المرء إزاء المستوى الهابط الذي انحدرت إليه بعض وسائل الإعلام التي تتلقف أي خبر أو أي إشاعة رخيصة بهدف الكسب لا أكثر.

أتوجه من هنا لكل غيور على القضية، وعلى هويتنا العربية الفلسطينية ألا يفسح المجال لكل متسلق بائس مختبئ كل الوقت في وكره ويخرج لنا في المواسم مستغلا حرية استعمال الكلمة وتسويقها.

يجب علينا أن نتكاتف كل من موقعه لدفع عربتنا إلى الأمام بعيدا عن الاعتبارات الضيقة التي في نهاية المطاف لا تقود إلا إلى الضياع.

نحن شعب راسخ في الأرض والتاريخ شاء من شاء وأبى من أبى. لنا تاريخنا وحضارتنا وأجندتنا الوطنية والتي نتشبث بها رغما عن أنوف الطغاة، نسلك دروب الحق رغم قساوتها، نتخطى الصعاب غير آبهين بكل العقبات. في صفوف كل شعب هناك تيارات مختلفة وعقائد متفاوتة، ولكن علينا ألا ننسى قضيتنا الأكبر في الحفاظ على كياننا العروبي الفلسطيني.

لكل من يعتقد أن إرضاء المؤسسة يزيدهأاوسمة، فليتوجه إلى السالفين أمثاله والذين يتمنون داء الزهايمر ليقووا على تتمة حياتهم البائسة في غياهب الظلام الدامس ونكران الذات والأنونيمية القاتلة.

فصبرا جميلا احبتي، تريثوا، فالحركة الوطنية ما زالت تنبض وستبقى تنبض رموزا مكافحة من هذا الشعب الباسل المقدام الذي لا يعرف الهوان رغم كل الظروف. مهمتنا الآن هو بذل المزيد من الجهد لترسيخ الحركة الوطنية، وتوسيعها والتواصل مع هموم شعبنا، والإصغاء إلى نبض الناس. حركتنا تجسد تاريخاً، ورؤية للمستقبل، تمثل مستقبل الجيل الصاعد. إنها الحركة الوطنية الصامدة منذ عشرات السنين، منذ أن بدأت في الخمسينيات، وصولاً إلى حلتها الجديدة (التجمع الوطني) المنطلقة عام 1995.
فها قد مرّ حوالي العقدين على انطلاقتها الجديدة، وهي راسخة والأفق الواسع مفتوح أمامها.

التعليقات