14/04/2015 - 12:53

من يريد اقتلاع عرب ٤٨؟/ رامي منصور

يتعرض موقع عرب ٤٨ في الأسابيع الأخيرة إلى حملة ترهيب إلكترونية غير مسبوقة يمكن وصفها بالـ"ترانسفير الافتراضي" تهدف إلى إسكات منبر صحافي جدي وملتزم رأسماله الوحيد هو الموقف الوطني الملتزم والأداء الصحافي المهني.

من يريد اقتلاع عرب ٤٨؟/ رامي منصور

يتعرض موقع عرب ٤٨ في الأسابيع الأخيرة إلى حملة ترهيب إلكترونية غير مسبوقة يمكن وصفها بالـ”ترانسفير الافتراضي” تهدف إلى إسكات منبر صحافي جدي وملتزم رأسماله الوحيد هو الموقف الوطني الملتزم والأداء الصحافي المهني.

ليس موقع عرب ٤٨ جديدا على الشبكة، بل هو من أوائل المواقع على مستوى العالم العربي ودخل الشبكة منذ مطلع الألفية. خلال عقد ونصف العقد من عمره تعرض الموقع لهجمات مختلفة لم تثنه عن خطه وكان هدفها تخريبيا. لكن هذه المرة تبدو الحملة شرسة تهدف إلى اقتلاع واستئصال الموقع من الشبكة كليا وإسكات صوته. وعندما نقول إن الحملة شرسة نقصد ما نقول، لأنها على ما يبدو تنم عن حقد ورغبة بالانتقام بشكل غرائزي على الرغم من أننا لم نستطع أن نحدد هوية المجرمين، وتساءلنا طيلة الفترة الأخيرة عن الدافع لهذا الهجوم الانتقامي الشرس. لم نجد جوابا وافيا لكن كان واضحا لنا أن المستهدف هو الخط السياسي للموقع لأن الموقع ليس هدفه تجاريا أو المنافسة التجارية وبالتالي الإمكانية الوحيدة هي أن الاستهداف نابع عن حقد وانتقام سياسي.

ماذا جرى بالضبط؟

قبل شهر ونصف اكتشفنا أن مجهولاً تمكن على ما يبدو من اختراق موقع الشركة التي مسجل لديها عنوان الموقع/ 'الدومين' (النطاق arabs48.com) وقام بنقله من ملكيتنا إلى حسابه في شركة أخرى. كان واضحا أن هذه العملية جرت بواسطة الاحتيال وقد حاولنا إحباط نقل الدومين من مليكتنا إلى الحساب الآخر الذي لا يزال مالكه مجهولا، لكن دون جدوى.

بعد أن جرت السيطرة على الدومين من خلال الغش والاحتيال حاول الفاعل رفع موقع مشابه لموقعنا من ناحية الشعار والشكل والألوان ونسخ المضامين. لكن لسبب ما قرر حاليا سحبه لكنه لا يزال يسيطر على عنوان الموقع/ 'الدومين' وما يزال يهاجم الموقع بهدف إسقاطه.

بعد أن فقدنا السيطرة على الدومين المذكور نواصل العمل على 'الدومين' الحالي وهو arab48.com.

وللتأكيد، 'الدومين' المسروق كان مسجل بملكيتنا حتى العام ٢٠١٧ ولم نكن بحاجة إلى تجديده. 

ويؤكد كافة الخبراء في التقنيات الذين توجهنا إليهم في البلاد وفي الخارج بأن ما حصل هو قرصنة وغش واحتيال.

ما الدافع لهذا الهجوم؟

منذ عام انطلق الموقع بإدارة جديدة وطاقم متجدد حقق خلال فترة وجيزة قفزة نوعية في أداء الموقع وزاد من انتشاره وتأثيره، ويقتبس يوميا في الصحف والمواقع العربية. وخاض خلال الفترة الماضية قضايا عديدة لم يكن الهدف منها المساس بأحد أو بشخص وإنما الدفاع عن ما يراه الموقع ثوابت وطنية ومسؤولية صحافية. 

القضايا التي تكون الدافع أو المحرك لهذا الهجوم هي كالتالي:

١. وقفنا بشكل واضح ضد حملات تجنيد الشباب العرب للأجهزة الأمنية بما فيها ما يسمى الخدمة المدنية. أعددنا عدة تقارير هامة في هذا الشأن كان لها الأثر الكبير في فضح هذه الحملات الخبيثة.

٢. تصدينا في الأشهر الأخيرة من خلال تقاريرنا إلى حملات تطبيعية مع الاحتلال لبست عدة أشكال. تعرضنا للتحريض واتهمنا بالمزايدة. لكن موقفنا ظل واضحا: ضد التطبيع مع الاحتلال؛ ضد الزيارات التطبيعية تحت مسمى التواصل.

٣. رغم كل انتقاداتنا لأداء السلطة الفلسطينية السياسي والتنسيق مع الاحتلال، نشرنا تقارير عن لقاءات بين شخصيات فلسطينية معارضة لقيادة السلطة الحالية مع شخصيات إسرائيلية للتآمر على انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية والمؤسسات الأممية. نشرنا عن لقاءات في باريس وفي أماكن أخرى. انتقدنا السلطة وسياستها لكننا أيدنا حملتها لانضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وفضحنا المتآمرين على هذا المسعى.

٤. دعونا إلى ملاحقة المسؤولين عن جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، وفي غزة تحديدا. ورأينا في ذلك ليس تكتيكا بل واجبا إنسانيا ووطنيا لتحقيق العدالة للضحايا.

٥. نشرنا تحقيقا شاملا عن ملابسات قتل الشاب الكناوي خير حمدان برصاص الشرطة. اثبتنا أنه كان بالإمكان إنقاذ حياة الشاب لولا استهتار الشرطة بحياة الشاب العربي.

٦. لم يتردد الموقع في نشر تقارير عن تعاون بين دول عربية مع إسرائيل. دول لها علاقات مع إسرائيل وأخرى ليست لها علاقات رسمية. وقلنا إن طائراتها تهبط سرا في مطار بن غوريون. نشرنا عن لقاءات بين شخصيات رسمية عربية وإسرائيلية في الخارج. رفضنا ذلك علنا وتساءلنا عن هدف وفحوى هذه اللقاءات.

٧. وقفنا إلى جانب الشعوب العربية في سعيها للتحرر والعدالة. لم تثننا كل الشعارات الكبيرة والكاذبة عن رؤية حق الشعوب العربية بحياة كريمة. لم نقف إلى جانب أي نظام مهما كان. بقينا مخلصين إلى انتمائنا إلى شعبنا العربي. رفضنا الانقلابات على إرادة الشعوب ونقلنا صوت الضحية.

٨. في ظل الفوضى السياسية الحاصلة في العالم العربي وانشغال كل دولة بقضاياها، أكدنا على مركزية القضية الفلسطينية، ونقلنا أخبارها يوميا وشددنا على أن العدو ليس داخليا وإنما خارجيا.

٩. وأخيرا، مقتلة اليرموك. كان موقفنا واضحا. انتقدنا منظمة التحرير، واتهمنا داعش بمسؤولية الجرائم ولم نبرئ النظام من الحصار.

١٠. حرصنا طيلة الوقت أن نكون صوت الذين لا صوت لهم وأن نبقى الصوت الفلسطيني الواضح.

هذه هي مواقفنا مع التشديد على أننا لسنا جسما سياسا ولسنا حزباً، لكن لا نعتبر العمل الصحافي المهني ذريعة للتهرب من طرح الموقف السياسي، ودون ذلك نتحول إلى سوق أخبار يتحرك وفق قواعد العرض والطلب. ولا أعداء لنا، هناك أعداء لحرية التعبير عن الرأي وللمواقف الوطنية.

هذه مواقفنا ونتشرف بها ومن يريد أن يحاسبنا عليها فليكن. طواقم الموقع الصحافية والتقنية تعمل ليل نهار لإبقاء صوت عرب ٤٨ عاليا ونظيفا وواضحا دون أي تشويش.

نتعرض لإرهاب إلكتروني لاقتلاعنا من الشبكة واستئصال رسالتنا وكم أفواه صحافيينا. يجب ألا يمر ذلك مرور الكرام. نعتبر هذه معركة، معركتنا نحن ومعركة كل أنصار حرية التعبير وحرية الإعلام، والسكوت على هذا الإرهاب يعني خيانة للضمير الصحافي ومسا خطيرا لحرية التعبير عن الرأي.

نحن هنا، لئلا يفقد المعنى.

التعليقات