23/05/2017 - 14:31

تحية الأسرى للمناضل باسل غطاس

ليست القضية، قضية المناضل باسل غطاس، على صلة من بعيد أو قريب بأي خرق أمني حاول المناضل غطاس إحداثَه٫ كما حاولت الجهات الأمنية والقضائية تصوير المسألة، وإنما نحن بصدد "خرق قانوني" لأسباب ضميرية وإنسانية ووطنية، وهناك فرق بين الخرق الأمني المزعوم وبين الخرق القانوني.

تحية الأسرى للمناضل باسل غطاس

الأسير وليد دقة (من الأرشيف)

ليست القضية، قضية المناضل باسل غطاس، على صلة من بعيد أو قريب بأي خرق أمني حاول المناضل غطاس إحداثَه، كما حاولت الجهات الأمنية والقضائية تصوير المسألة، وإنما نحن بصدد 'خرق قانوني' لأسباب ضميرية وإنسانية ووطنية، وهناك فرق بين الخرق الأمني المزعوم وبين الخرق القانوني.

لقد عرف العالم وإسرائيل خروقات لقوانين قام بها مواطنون ونشطاء سياسيون ومجتمعات ونواب برلمان، بدوافع إنسانية وضميرية وُظفت لاحقا لتحقيق أهداف سياسية كبرى، وشكلت في بعض الحالات نقطة تحول تاريخي غيرت مجرى الأحداث والسياسات.

لقد مثّل موقف روزا باركس، المرأة الأميركية التي رفضت التخلي عن مقعدها لرجل أبي٫ مثّل خرقا لقانون عنصري وقاد هذا الخرق لحراك شعبي ولتحدي لمجمل القوانين العنصرية وتغييرها.

الغريب أن أحد النواب العرب، المحببة لديه دائما المقارنة بيننا وبين السود في أميركا ومعجب بمارتن لوتر كينج، لم يجد هذا النائب وجه الشبه في هذه الحادثة بين خرق هذه المرأة للقوانين العنصرية هناك ونضالها ضدها وبين ضرورة خرق القوانين العنصرية هنا والنضال ضدها. فمقارنته بين النضالين تبدأ وتنتهي بنظرية ضحلة ما دام لا يجد الجوهر والمشترك بينهما ربما لأن إيجاد المشترك والجوهر يترتب عليه اتخاذ خطوات عملية يَمنح من خلالها المصداقية للشعارات والمواقف التي يطلقها.

نحن نريد من نوابنا العرب أن يكونوا مناضلين وقادة جماهيريين لا ممأسَسَين ومشرِّعين ضمن السياق الإسرائيلي. لا يجب أن تكون النيابة في البرلمان الإسرائيلي عبارة عن توظيف، لأنها تكليف. ولا يجب أن تكون وظيفة للارتزاق لأنها فرصة للنضال وللتضحية. وإذا كان لا بد من التمثيل البرلماني فعلى هذا التمثيل أن يشمل محتوى نضاليا فليس المهم هو التشريع داخل قاعة البرلمان في حالة الجماهير العربية وإنما الأهم هو تحدي القوانين العنصرية خارج البرلمان بخرقها وبخلق الوقائع العملية والاستعداد لدفع الثمن مهما كان باهظا.

نحن لا نحترم القوانين العنصرية التي تتعامل مع الأسرى وأسرهم أمام بوابات السجون وعلى الحواجز على أنهم أقل من البشر، فلا تحترموها أنتم ونحن لا نحترم قوانين لا تحترم حقوقنا القومية والوطنية والمطلبية، فلا تحترموها أنتم.

نحن، باسم كل الأسرى الذين يخوضون الآن معركة الكرامة أمام سجانيهم، نشكر المناضل باسل غطاس لأنه علمنا أن القانون العنصري لم يوضع لكي نحترمه وإنما كي ندوس عليه بالنعال.

التعليقات