21/08/2017 - 15:24

دعم اللجنة القطرية للجان أولياء أمور الطلاب أمر هام وواجب

في كثير من الدول المتحضرة في هذا العالم تلعب لجان أولياء أمور الطلاب في المدارس دورا أساسيا في حسم قضايا التربية والتعليم فيها، حيث يلعبون الدور في تنشئة الإنسان وتوجيهه ورعايته في المراحل المختلفة.

دعم اللجنة القطرية للجان أولياء أمور الطلاب أمر هام وواجب

في كثير من الدول المتحضرة في هذا العالم تلعب لجان أولياء أمور الطلاب في المدارس دورا أساسيا في حسم قضايا التربية والتعليم فيها، حيث يلعبون الدور في تنشئة الإنسان وتوجيهه ورعايته في المراحل المختلفة.

في الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، حيث العلم والتعليم من أرقى ما في العالم اليوم على كافة المستويات، تحالف أولياء أمور الطلبة والمعلمين PTA) Parents-Teachers Association) هو صاحب القرار الأول والأخير فيما يتعلق بأمور المدرسة، لأنه التحالف السليم والقوي من أجل الحفاظ على مصالح الطلاب وتقدم المجتمع. يتم معالجة أي تقصير من أي طرف، بحدية وبحسم وبشفافية، وهذا ما يجعل المنظومة التعليمية على الساحة الأميركية متكاملة مترابطة ومتدافعة، وترى فيها تطبيقا لقول الله عز وجل في كتابه العزيز "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون".

في السنوات الأخيرة بدأنا نرى اهتماما متزايدا بين صفوف الجماهير العربية في البلاد بدور لجان أولياء أمور الطلاب في المدارس العربية. هذا تطور بناء يستحق الدعم والتأييد والمشاركة الفعاله.

إنه تطور طبيعي حيث اللجوء نحو العمل الجماعي والعمل المشترك بعد إدراك وجود أزمات كثيرة وكبيرة وخطيرة في مدارسنا، وإدراك متزايد أننا جميعا مستهدفين حيث لا فرق بين طالب وآخر عند التحدث عن تدني مستويات المدارس العربية وتفشي ظواهر العنف في ومن وإلى المدرسة، وزيادة التسرب وتدني التحصيل العلمي.

عدم بناء مدرسة عربية في "نتسيرت عليت"، حيث ربع السكان هناك من العرب، وحيث يزيد عدد الطلاب العرب على 2000 طالب، ليس صدفة، وإنما مؤشر لنا أن التحديات أمامنا كبيرة ولا أحد منا يستطيع لعب دور النعامة. على لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية واللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية ومختلف الأطر السياسية والاجتماعية والنقابية في الوسط العربي، الاهتمام باللجنة القطرية لأولياء أمور الطلبة العرب، حيث بقيامها بواجبها المهني نستطيع معالجة عقبات، وما أكثرها.

حضرت يوم السبت، 19 آب/ أغسطس 2017، مؤتمر اللجنة القطرية للجان أولياء أمور الطلاب العرب في البلاد تحت شعار "يد بيد نبني جيل الغد"، في مدينة شفاعمرو، التي تغمرني الفرحة كلما دخلتها وسرت في شوارعها. لا أعرف ما السر في هذه المدينة الرائعة.

كان المؤتمر رائعا، مثمرا ومن تسلم عرافته لائقا وممتعا سماع ما يقوله. لا بد من توجيه كلمة شكر لكل من ساهم على إنجاح المؤتمر الذي رأيت به نشاطا ناجحا بالعديد من المقاييس الموضوعية.

أرسل المؤتمر عدة رسائل قوية للجميع، من بينها: لأولياء أمور طلابنا في مدارسنا دور أساسي ولا يمكن تجاهله لا من قريب ولا من بعيد. يجب انتخاب لجان أمور محلية في كل مدرسة بطرق ديمقراطية والانضمام إلى اللجنة القطرية لأن في الاتحاد قوة، ويجب في المحصلة النهائية، أخذ الأمور بالأيادي، لأن التحديات كبيرة وفي حالات كثيرة خطيرة.

لأهمية المؤتمر أرغب في تلخيص نقاطًا هامة رسخت في ذاكرتي، أتى بها من تمكنت من سماعهم فيه[1]، وسوف اتطرق إلى جهود تم القيام بها من قبل مجموعة بحثية في مجال العلوم الاجتماعية التطبيقية قد يساعد كشفها السير في الطريق السليم والبناء والنجاح في تشخيص العقبات الأساسية حتى يتسنى للجان أولياء الطلاب العرب ولجان مهنية ونقابية أخرى، معالجتها بالقدرات المتاحة.

نقاط طرحت في المؤتمر:

1) تحدث رئيس بلدية شفاعمرو، أمين عنبتاوي، وهو من القائمين على المؤتمر بتمثيله البلد المضيف، وحيا الحاضرين وأكد أن المؤتمر هام ليس فقط لأهميته الموضوعية، بل لأنه هو شخصيا أتى من مجال التربية والعليم ويعرف ما أهمية دعم دور أولياء أمر الطلبة العرب في البلاد. واتحفنا بعرضه ما يدور من نقاش أكاديمي حول أي السنوات الأكثر تأثيرا على تكوين وصقل شخصية الطالب. قال بينما هناك نقاش بن علماء إن السنوات الخمس الأولى هي الأكثر أهمية، أكد علي بن أبي طالب، أن الأهمية تعود إلى عشرين سنة قبل ميلاد الطفل.

2) كثيرون من أكدوا أن دور لجان أولياء أمور الطلاب، لا يرتبط بالتدخل في المدارس، وإنما بالمشاركة وأخذ دور، ما يكفله القانون والواقع. الأبحاث العلمية تشير إلى أنه كلما تدخل أولياء الأمور في شؤون المدرسة، كلما زاد التوجه لخلق بيئة داعمة نحو الاستقرار وزيادة التحصيل وتقليل العنف ونسبة التسرب الطلابي.

3) حين سمعت أن أكثر من 70 مدرسة عربية لا يقبل مدراؤها أن تكون فيها لجان أولياء أمور الطلبة، دهشت وقلت لنفسي في أي عصر نحن نعيش، وهل يفهم هؤلاء المدراء حقيقة دورهم الحقيقي ودور لجان أولياء الأمور. فلجان أولياء الأمور سند للإدارة السليمة المجتهدة لبناء الإنسان وصقله ليكون عنصرا فعالا في المجتمع.

4) أخبرنا مدير القسم العربي في وزارة التربية والتعليم، عبد الله خطيب، أن هناك قرارًا حكوميًا (922) حول التعليم في الوسط العربي. وأخبرنا أن المدير العام لوزارة التربية والتعليم، شموئيل أبو آب، يعير أهمية لوضع التعليم في الوسط العربي ولرفع مستواه، خاصة فيما يتعلق بالميزانيات المخصصة للطلبة العرب مقابل الفئات الاجتماعية الأخرى في إسرائيل. وأخبرنا أن حوالي 30% من ميزانيات الوسط العربي لم يتم تقديم طلبات للحصول عليها.

5) من جهته أكد النائب في الكنيست عن القائمة المشتركة، يوسف جبارين، أن لأولياء أمور الطلبة، دور هام وأساسي وخاصة نحن، المواطنون العرب، الوحيدون في البلاد ممن لا يستلمون أمور التربية والتعليم عندهم. وأشار أيضا إلى إلزام المحكمة العليا إقامة مجلس استشاري للتعليم العربي. وطلب أن يتم تعيين كفاءات عربية متخصصة.

6) أخبرنا النائب في الكنيست عن القائمة المشتركة، المربي مسعود غنايم، أن هناك أهمية قصوى للقيام بهذا المؤتمر ودعم اللجنة القطرية لأولياء أمور الطلاب العرب، وأكد على أهمية مأسسة لجان أولياء أمور الطلبة العرب في المدارس العربية. وأكد أن تقييم المدارس اليوم لا يرتبط بـ"التحصيل الكمي" للطلبة، أي بتحصيلهم الرقمي فحسب، وإنما هناك مركبات أخرى من بينها درجة العنف في المدرسة.

7) وأخبرنا رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، محمد حيادرة، أن هناك أهمية كبيرة لوجود اللجنة القطرية للجان أولياء أمور الطلبة، وحث بصفته مديرا سابقا ومدركا لأهمية الموضوع، المدارس لإنتخاب لجان أولياء أمور والانضمام لهذه اللجنة القطرية. وقال إن نسبة العرب في البلاد قد تصل ما بين 20-21% ولكن نسبة الطلبة العرب في البلاد تصل إلى 25% مما يحتم زيادة الميزانيات للوسط العربي في مجال التربية والتعليم.

8) تبين أن وضع تخصيص ميزانيات للطلبة في مستوى الابتدائي والإعدادي في المدارس العربية هو سيئ، حتى بالمقارنة مع طلاب المدارس اليهودية المتدينة المتزمتة (الحريديم)، ويزداد الوضع سوءا حين نأخذ بعين الاعتبار وضع التعليم الثانوي عند العرب، حيث ما زال خارج إطار الميزانيات التفاضلية.

9) وكانت كلمة رئيس اللجنة القطرية للجان أولياء أمور الطلاب العربي، أحمد جبارين، مؤثرة. حيث أكد على أهمية اللجنة القطرية وحث المدارس العربية على انتخاب لجان محلية لأولياء الأمور، ودخولها اللجنة القطرية، لأنه بالعمل الجماعي نستطيع تحقيق الغايات وما أكثرها. وأكد أيضا أن هناك إصرارًا لإحداث ثورة غير مسبوقة في فهم دور لجان أولياء أمور الطلبة، وعلى ضرورة العمل والإنجاز الملموس على ساحة الواقع، حيث تمثل اللجنة رافعة قوية وخاصة حين نتحدث عن أكثر من 450 ألف طالب عربي.

جهود قد يستفاد منها:

ونحن نشير إلى دور اللجنة القطرية للجان أولياء أمور الطلاب العرب الهام والمركزي، لا بد أن أشير إلى ما يلي:

1) الأبحاث الميدانية التي قمت بها وأشرفت عليها، تعطي أهمية لدور أولياء الأمور في كثير من المجالات، تقليل العنف، تقليل التسرب، وزيادة التوجه نحو التحصيل العلمي بتقوية عوامل النجاح وإضعاف عوامل إفشال الطلبة. نحن كمجموعة بحثية في مجال العلوم الاجتماعية، على استعداد كامل لمواصلة الطريق وتقديم كل ما حققناه لنضعه أمام المسؤولين في اللجنة القطرية لأولياء أمور الطلبة ولجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية.

2) نحن أيضا على استعداد أن نأخذ الأمر بأيادي أمينة ونبدأ في بحث ظاهرة العنف المتفشي في مجتمعنا قاطبة وفي مدارسنا على وجه الخصوص. وكل من يستطيع توفير ميزانيات عليه القيام بهذا. تحديدا نرغب ممن كان اليوم حاضرا، مثل عبد الله خطيب والنواب العرب مثل د. يوسف جبارين ومسعود غنايم وجمال زحالقة، ورئيس اللجنة القطرية للجان أولياء أمور الطلاب العرب، العمل على توفير ميزانيات لمثل هذا الجهد، ونحن ننتهج الشفافية على كافة المستويات.

3) نؤكد أن موضوع العنف هو موضوع الساعة، وللجان أولياء الأمور دور هام وقانوني لمعالجته، لأنه نشاط لا منهجي داخل إطار المدارس.

4) يجب وضع وإطلاع المسؤولين فينا على الواقع المأساوي الذي نمر به كباحثين متخصصين في مجال العنف والتحصيل العلمي. حين قدمت إلى البلاد من أميركا بعد الحصول على شهادة الدكتوراه، وعملت في مجال معالجة العنف في المدارس، طلبت المشاركة العلمية في حل هذا الوباء المتفشي بل المتزايد في مدارسنا. طرقت باب العالم الأول في وزارة التربية والتعليم كي نحصل على تصريح للتدخل المهني. أخبروني في مكتب العالم الأول في الوزارة أن هناك من يعمل في هذا الحقل. بعد إصراري أن ما يميزنا أننا عرب ونملك قدرات علمية مميزة ومن أحسن الجامعات العالمية ونحن نعرف البيئة التي نبحث بها أكثر من غيرنا (ما بحرث الأرض إلا عجولها). طلبوا مني تزويدهم بما يميزني عن غيري وما هو جديد في حوزتي العلمية. راجعت طرق وأساليب الأبحاث التي يقوم بها خبراؤهم، وهم رامي بن بنشتي ويوسي هرئيل. قيمتها وطرحت عليهم إستراتجيتي في البحث العلمي في هذا المجال، والذي يجمل أدوارا مختلفة لجهات مختلفة وكان لأولياء أمور الطلبة دورا هاما. بعد أكثر من سنة ونصف من سفر للقدس وتقديم وتعديل الاستمارات الملائمة لمكتب العالم الأول في الوزارة، حصلت على إذن خطي لمعالجة قضايا العنف في المدارس العربية.

5) رغم أنهم رفضوا تخصيص ميزانيات لنا مؤكدين أن جميع الميزانيات تذهب لكل من بروفسور رامي بن بنشتي وبروفسور يوسي هرئيل. سوف نعود ونطالب بكل حدية وشفافية وسوف نبحث، بمساعدتكم، عن بدائل، لأن التغيير يبدأ من الذات وإن منعوا منا الميزانيات سوف نحاول الحصول عليها من قدراتنا الذاتية ولو كانت متواضعة. لا نصبوا إلا لتغطية التكاليف الميدانية على ساحة الواقع.

6) نحن كمواطنون عرب نستطيع الاستفادة من تجارب الآخرين ونستطيع طرحها عاليا في مختلف المجالات والمستويات. قسم من مجموعة البحث درس في خارج البلاد وجاءوا بتجارب رائعة في هذا المجال. على سبيل المثال تجربتي كانت في الولايات المتحدة الأميركية، حيث درست هناك لشهادة الدكتوراه، وعملت هناك بعد تخرجي بشكل مكثف في معالجة إدارة الأزمات وقضايا العنف والتحصيل الأكاديمي.

قبل الإنهاء لا بد أن ننوه أن ما يقومون به أعضاء اللجنة القطرية للجان أولياء أمور الطلاب العرب، ومختلف اللجان المحلية في جميع القرى والمدن العربية في البلاد، هو نشاط تطوعي. فلا بد أن نقف داعمين لهذه المؤسسة ونساهم في إجراء انتخابات للجان أمور الطلبة في مدارسنا ونعمل جاهدين على انضمام تلك اللجان للجنة القطرية. وحدتنا تزيدنا قوة في مواجهة التحديات وما أكثرها وما أخطرها. بالعلم تسمو الأمم.

[1] كنت مضطرا مغادرة المؤتمر قبل انتهائه لذلك لم يتسن لي سماع من تحدث بعد مغادرتي.

التعليقات