21/06/2018 - 15:31

المغرب: تنميط لصورة المرأة وتغييب لمسارها الحقوقي

أبرزت تلك الإنتاجات جوانب مثل تقبّل المرأة للعنف والإذلال والهوسبفكرة الزواج، عدا عن اعتمادها لغة الشارع التي تتضمن مستوى عاليًا من العنف وترسّخ الصّورة السلبيّة النّمطيّة للمرأة المغربية.

المغرب: تنميط لصورة المرأة وتغييب لمسارها الحقوقي

للمرأة حضور في مختلف مجالات التنمية لم ينصفه الإعلام (تويتر)

نشر "المرصد المغربي لصورة المرأة في الإعلام" بيانًا ينتقد فيه الإنتاجات الّتي بثّتها القنوات التلفزيونية العمومية خلال شهر رمضان المنصرم، إذ أبرزت تلك الإنتاجات جوانب مثل تقبّل المرأة للعنف والإذلال والهوس بفكرة الزواج، عدا عن اعتمادها لغة الشارع التي تتضمن مستوى عاليًا من العنف وترسّخ الصّورة السلبيّة النّمطيّة للمرأة المغربية.

وانتقد المرصد التفاوت بين ما قطعته المرأة من أشواط في سبيل حرّيتها ونيل حقوقها، مقابل ما تعرضه الإنتاجات التلفزيونية التي "لا تواكب التغيير الإيجابي الّذي حققته المرأة المغربية في مختلف مجالات التنمية سواء على المستوى الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو السياسي، أو الثقافي"، وفقًا لما جاء في البيان.

وأظهرت العديد من البرامج التلفزيونية الرمضانية، وفق المرصد، محدودية كفاءات النساء في الكوميديا التي تركز على اعوجاج الجسد، أو الفم، أو الصراخ، بدل اعتماد وسائل كوميديا ذات معايير فنية متعارف عليها، تنتقد الواقع وتقدم بدائل للمساهمة في ترسيخ قيم المساواة والعدل والإنصاف.

وتوقف المرصد عند "ضعف تناول قيم المساواة بين الجنسين والإنصاف"، مشيرًا في بيانه إلى أنه "يفترض أن تشكل هذه القيم مرتكزًا أساسيًا لأي منتوج إعلامي"، وعدم امتثال الأعمال الرمضانية للمقتضيات القانونية المؤطرة للمشهد السمعي البصري، التي تنص على "النهوض بثقافة المساواة بين الجنسين ومحاربة التمييز بسبب الجنس، بما في ذلك الصور النمطية المذكورة والتي تحط من كرامة المرأة".

وبخصوص الإعلانات الإشهارية التي تم بثها طيلة رمضان المبارك، انتقد المرصد المغربي صورة المرأة في الإعلام، والإعلانات التي تضمنت إساءات لها، أو انطوت على رسالة من طبيعتها بث صور نمطية سلبية تكرّس دونيتها أو تدعو إلى التمييز بسبب جنسها.

وسجل المرصد "استمرار بعض الإعلانات الإشهارية في ترسيخ الصور النمطية التي تكرس التمييز بين الجنسين وتحط من صورة المرأة والفتاة في المجتمع"، معبرًا عن استيائه من مستوى هذه الأعمال التي حصرت أدوار المرأة في قوالب نمطية سلبية تتناقض والمنحى العام الذي تسير عليه البلاد في مسيرة المساواة والكرامة لكلا الجنسين".

ودعا المصدر اللجان الساهرة على انتقاء المشاريع، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، ولجنة المناصفة في القناة الثانية، ولجنة المناصفة واليقظة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والقطاعات الحكومية المعنية، كل من موقعه وحسب اختصاصاته، لاتخاذ ما يلزم للحد من هذه التجاوزات".

ولا يقتصر الأمر على المغرب فقط، ولا حتى على شهر رمضان وحسب؛ فثمة برامج كثيرة في عالمنا العربي، نجد أنها تنمّط المرأة وتسيء لها، سواء بقصد، أو بغير قصد. كذلك الإعلانات التي نشاهدها طوال العالم على الشاشات، وتظهر فيها المرأة كأنها مجرّد عاملة منزل، تنظف وتجلي وتمسح وتطبخ، وما إلى ذلك، وليس لها أي مساهمة أخرى في المجتمع سوى هذه الأمور.

 

التعليقات