أثارت مجزرة المسجدين التي حدثت ليلة يوم الأمس، الخميس، في بلدة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا استنكارًا شديدا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي استنكرت الإسلاموفوبيا، أي رهاب الإسلام وعداءه، الذي يزداد في أوروبا، ولكن أيضًا لم يتناسوا جذوره التي تمتد لمئات السنين من استعمار الغرب لشعوب العالم الأخرى والإجرام بها.
وقالت المستخدمة سناء خوري إن صورة الإرهاب تجلّت في الابتسامة على وجه المجرم التي تنمّ عن الشعور بالاستحقاق والأفضلية التي يعكسها:
البسمة لي على وجه المجرم كافية لتجمع كلّ رعب العالم بسيلفي. تعابير الثقة بالاستحقاق والأفضليّة والفوقيّة بعيونه وتمه وخدوده هي صورة الإرهاب. هيك شكل الإرهابي #نيوزيلندا
— Sanaa (@Sanaalkhoury) March 15, 2019
أما المغرّدة عروبة عثمان فكتبت سلسلة تغريدات جمعت فيها بين تصوير الجريمة الذي يشبه ألعاب الفيديو التي تعطي القاتل نشوة القتل، وتعطيه شعورًا، كما حدث في المجزرة، بأنه هو من يدير مجرى الأحداث. وذكّرت باستعلائية الرجل الأبيض وإجرامه الذي امتد لمئات السنين:
المزاوجة بين ممارسة المذبحة والتقاطها تنطلق من أنّ الصورة المتحرّكة لم تكن سوى آليّةٍ للقتل/ الانتشاء لمن هم خارج فضاء المسجد. بقدر ما كانت الاستباحة المهلكة للأجساد، والتعاطي معها كـ"مادّةٍ للتسلية" عند الأبيض المجرم، كان ثمّة وجوب لإشراك "المشاهد" فيها؛
— Orouba Ayyoub Othman (@OroubaAyyoubOth) March 15, 2019
إمّا عبر تقديم خدمةٍ امتيازيّةٍ بالإشراك بالقتل لمن يشاطرونه المذهب السياسي عينه؛ مذهب علينا ألّا نجر للادعاء بحداثته وصعوده فقط مؤخّرًا؛ إنّما يراكم فعله الإجراميّ من قناعة فوقيّة بقدرته المطلقة على إدارة ميدان الحياة/الموت لمن يعاديهم من حاملي هويةٍ مغايرةٍ له،
— Orouba Ayyoub Othman (@OroubaAyyoubOth) March 15, 2019
وبثّها مباشرةً لأن الإرث الذي ينطلق منه يحمي فعلته ويمنحها نشوة خاصّة، مقابل أن يمنح "المشاهد النقيض" شعورًا بالتهديد الدائم، وأن القتل طاوله أيضًا. الصورة أكبر من ذاكرة كراهيّة توثّق؛ هي وسيلة قتل، وتعبير عن مقتلة يومية واستعلاء وتحريض نعيشه يوميًّا تحت رحمة العالم الأول القذر.
— Orouba Ayyoub Othman (@OroubaAyyoubOth) March 15, 2019
وكتب عوني بلال أن استنكار سياسي أبيض للهجوم في نيوزيلندا هو أمر طبيعي، فالقتل من وجهة نظر الأبيض يجب أن يكون دوليًا لا فرديًا، في إشارة إلى إشعال الغرب الحروب في دول العالم واستغلالها، منها العراق، وأن تكون بعيدة كي لا تمسّ ضمير المتفرّجين بإظهار الجثث:
عندما يستنكر سياسي غربي بتوجهات يمينية هجوم نيوزيلاندا فهو لا يكذب. هو يعتقد أن قتل الناس ليس مهمة أفراد بل تخصص الدول، وأن الأمر لا يتم بالأسلحة الرشاشة وإنما بالطائرات، وأن التصوير لا ينبغي أن يكون بهذا القرب وإنما من مسافة كافية لإخفاء الجثث.
— Awni Bilal (@awni_inwa) March 16, 2019
وكتب محمد مجيد الأحوازي أن "أمة بلا ذاكرة هي أمة بلا مستقبل"، كما ونشر التواريخ والأسماء التي كانت على بندقية المجرم، والتي فيها يعدد معارك خاضها الصليبيون ضد الأتراك والأيوبيين، ومن بينها حصار عكا الأول عام 1189، وحوادث قتل أخرى على مرّ التاريخ ضد مسلمين:
على الجانب الشمالي من استاد تشيلي الوطني، لا يسمح بالجلوس لأي مشجع على هذه المقاعد، حتى عندما تمت إعادة بناء الملعب لم يتم ترميم هذه الزاوية، لماذا؟ لأنه بعد إنقلاب بينوشيه عام 1973، تم إعدام الآلاف في هذا القسم من الاستاد. كتب بمكان إعدامهم: أمة بلا ذاكرة هي أمة بلا مستقبل. pic.twitter.com/vsP1iNnd6F
— محمد مجيد الأحـوازي (@MohamadAhwaze) March 16, 2019
ونشر مقطع فيديو للأب سيمون الخوري من كفركنا يشعل الشموع حدادًا على أرواح الضحايا:
الأب سيمون خوري من كفركنا المحتلة يشعل الشموع لأرواح شهداء #مجزرة_نيوزيلاندا. pic.twitter.com/YeIPwtVn1d
— 48 الإخبارية (@48nnews) March 15, 2019
وانتشر فيديو آخر لفتى يردّ على سيناتور أسترالي يحمّل المسلمين مسؤولية المجزرة في نيوزيلندا بضرب البيض على رأسه:
فتى عمره 17 عامًا يرد يطريقته الخاصة على البرلماني الأسترالي العنصري “فريزر أنينج” بعد بيانه الذي حمّل الهجرة والمهاجرين مسؤولية مذبحة المسجدين في #نيوزيلندا. #حادث_نيوزيلندا_الإرهابي pic.twitter.com/hJbgNpuSJ4
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 16, 2019
وفي اعتراض البعض على ربط مصطلح الإرهاب بالإسلام والتهرّب منه عندما يكون المجرم غربيًا، قالت المغردة ثمينة حصري إن هذا المصطلح هو أصلا اختراع غربي، وإن أوروبا أجرمت ويجب علينا ألا نسبح في الدونية عبر اعتناق مصطلحاتها ولا أن نحزن إن قالت إرهابيين أم لا.
اقرأ/ي أيضًا | فيسبوك تعتزم تطوير تصديها "للانتقام الإباحي"
التعليقات