31/08/2020 - 22:48

ما سرُّ كلمة "كريات غات" التي طارت إلى الإمارات؟ "يبدو أنها رسالة لعبد الناصر"

لقيَ هبوطُ طائرةٍ إسرائيليّة تحمل وفدًا أميركيًا إسرائيليًا، بعد ظهر اليوم الإثنين، في مطار أبو ظبي لإجراء مباحثات حول "اتفاق إبراهام" الذي من المتوقع أن يوقع في البيت الأبيض خلال أسابيع، تفاعُلا كبيرا في شبكتَي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك"، ليس

ما سرُّ كلمة

كلمةُ "سلام" بلغاتٍ ثلاث (أ ب)

لقيَ هبوطُ طائرةٍ إسرائيليّة تحمل وفدًا أميركيًا إسرائيليًا، بعد ظهر اليوم الإثنين، في مطار أبو ظبي لإجراء مباحثات حول "اتفاق إبراهام" الذي من المتوقع أن يوقع في البيت الأبيض خلال أسابيع، تفاعُلا كبيرا في شبكتَي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك"، ليس بسببِ الخطوة التي تأتي وسط رفض عربيٍّ وفلسطيني كبيريْن فحسْب، وإنما بسبب كلمةٍ كُتبت على مُقدّمة الطائرة.

في أسفل الصور من اليسار: باللغة الإنجليزية؛ "كريات غات" (أ ب)

وكُتبت على مقدّمة الطائرة كلمةُ "سلام" بلغاتٍ ثلاث، هي؛ العربية والإنجليزية والعبرية، فيما كُتِبت تحتها باللغة الإنجليزية؛ "كريات غات"، وهي مدينة إسرائيلية أُقيمت على أنقاض عراق المنشية جنوبي البلاد، وتوسعت على أراضي مدينة الفالوجة المتاخمة، وكانتا آخر قريتين فلسطينيتين، هُجِّرتا بعد سنة واحدة من عام النّكبة (1948).

وقال أستاذ اللغة العربية في جامعة بير زيت، د. إبراهيم أبو هشهش، عبر حسابه بفيسبوك: "يؤلمني بشكل شخصي، بصفتي فلسطينيا وعربيا، أن تكون أول طائرة تجارية تقلع من الكيان الاستعماري الطارئ وتحط بشكل علني في عاصمة الإمارات العربية، تحمل اسم مستوطنة أقيمت على انقاض عراق المنشية قرية أجدادي، وتوسعت على أراضي مدينة الفالوجة المتاخمة. هاتان القريتان اللتان كانتا آخر قريتين تسقطان في فلسطين عام ١٩٤٩ بعد احد عشر شهرا من اغتصاب فلسطين".

وأضاف أبو هشهش في المنشور ذاته: "لن ننسى دماء ٢٥٠ شهيدا من الجيش المصري السوداني سقطوا على أرضهما، ولن ننسى بطولة الجيش المصري، ولا الشهيد البطل أحمد عبد العزيز الذي سقط على أرض عراق المنشية ، ولا بطولة البيك طه (الضبع الأسود) وجمال عبد الناصر، ولا ٨٥ شهيدا وشهيدة سقطوا من أهالي الفالوجة وعراق المنشية، منهم جدي أحمد أبو هشهش الذي أعدمه الصهاينة في بيته بقذيفة مضادة للدبابات جعلت حبات مسبحته تتفتت على عظام صدره، وفاطمة ثلجي التي اخترقت بطنها صلية رشاش وهي تطحن القمح لتعد خبز أطفالها على رحى يدوية، بعد أن نسف اليهود بابور طحين الشيخ أبو محيسن. لن ننسى الشهيد حسين أبن الحاج خالد حمدان الطيطي الذي سمى جمال عبد الناصر ابنه على اسمه. ولن ننسى أحدا ولن ننسى شيئا".

"اختيار الاسم ليس صدفة"

وقال أبو هشهش، في منشور آخر تحدّث فيه عن اختيار الاسم: "اختيار هذا الاسم ليس صدفة. ’غات’ كانت إحدى مدن الفلسطينيين القدامى الخمس: غزة وأسدود وعاقر وعسقلان وغات. في التوارة أن داود انتصر على ملك العماليق الجبار ’الفلسطينيى’ جالوت في بوابة غات بعد أن رماه بحجر من مقلاعه فقتله".

وأضاف: "وعراق المنشية التي أقيمت على أرض غات القديمة كانت آخر قرية تسقط في فلسطين في ٢٦ نيسان عام ١٩٤٩ بعد صمود أسطوري".

وتساءل أبو هشهش: "فهل لذلك دلالة أخرى لاختيار هذا الاسم بالذات(؟) لا شيء صدفة في السياسة".

وكتب مهند أبو غوش، عبر فيسبوك: "تحمل طائرة بوينج 737-900 الذاهبة نحو الإمارات عبر المجال الجوي لنجد والحجاز ’ما يُطلق عليه اسم المملكة السعودية’ اسم "’كريات غات’. المستوطنة التي أقيمت فوق قرية عراق المنشية الفلسطينية. ظلت عراق المنشية جيبا مقاوما في وجه ’إسرائيل’ عاما كاملا بعد النكبة وسقطت سنة ١٩٤٩".

وأضاف: "هذه هي الحال: نابليون يجدع أنف أبي الهول بقذيفة مدفع. . الجنرال غورو يزور قبر صلاح الدين، والإمارات تفتتح عهد التطبيع، (...) أمام بوينغ تحمل مضادات صواريخ من‌ طراز ’ماغين ركياع’ وتحتفي بسقوط القلعة المبنية من لحم ودم والتي اسمها عراق المنشية"، معتبرا أن "هذه الشماتة لها ثمن حتمي".

وكتب باسل خرّوب: "هذه هي الطائرة التي ستقلع من الاحتلال ’إسرائيل’ إلى #الإمارات كُتب عليها باللغات الثلاث "#سلام"! وبنفس الوقت تحمل اسم مغتصبة ’كريات غات’ المقامة على أراضي فلسطينية احتلوها وطردوا أهلها منها! فأين هو السلام يا صُناع العار!".

وفي "تويتر"، قال غسان زقطان: "اختار نتنياهو اسم ’كريات غات’ لطائرة العال التي ستهبط في الامارات في اول رحلة تجارية بين الامارات واسرائيل، كريات غات مستعمرة أقيمت على أنقاض القريتين الفلسطينيتين عراق المنشية والفالوجة، حيث حوصر لواء من الجيش المصري عام 48 من ضباطه جمال عبد الناصر، يبدو أنها رسالة لناصر أيضا".

وقالت مُغرّدة: "تُعتبر مصر من الدول التي رحبت باتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات ولفت انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن شكل الطائرة الإسرائيلية المتجة إلى أبوظبي على اسم إحدى المستوطنات ’كريات غات’ والتي دافع عنها أبناؤها والجيش المصري عام 1949".

وكتبت مغرّدة: "فيه مثل عند اليهود الصهاينة يقولون فيه أن اليهود يعقدون الصفقات وهم يبكون وينجزوها وهم يضحكون،لكن العرب يفتتحونها بالضحك ويكملونها بالبكاااااء،والفاهم بيفهم،وبعد ساعات قائد طائرة العال سيخبر الطاقم الأميركي اليهودي بوصول طائرة السلام ’كريات غات’ إلى مطار دبي".

وقال حساب "حنظلة": "من المُلفت ان اسرائيل اختارت اسم الرحلة الاولي للامارات اسم "كريات غات" وهي اكبر مستوطنة اسرائيلية بعد احداث النكبة. كما انها تحمل ذكرى اكثر القرى التي قاومت العصابات الإسرائيلية قبل سقوطها بعد استشهاد 100 مقاتل فلسطيني وعربي على اراضي الفالوجة وعراق المنشية".

وكتب متفاعل مع الموضوع: "هذه الطائرة حملت تاريخ قتل ٧٦ فلسطيني وعربي وجرح ٢٤٣ في مجزرة قامت على انقاضها مغتصبة "كريات غات". طائرة العال هبطت في مطار العيال".

وقال آخر: "وجاء زمان تحط فيه طائرة إسرائيلية في مطار عربي تتغنى بالسلام المزعوم، وفي نفس الوقت تضع اسم ’كريات غات’ وهو اسم مستوطنة صهيونية مقامة على أنقاض قرية الفالوجا الفلسطينية".

التعليقات