02/04/2020 - 00:21

مجمّع القصص

مجمّع القصص

Nadezda Grapes

خاصّ فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة

تُسِرّ الأمُّ

لزغاليلِها

أنّها ستطير اليوم أبعد من الكلامِ

 

الّذي يقالُ

كان بإمكان الأفعى في جذع الزيتونةِ

أن تلدغَ

كلّ المؤمنينَ

لكنّها كسرتْ الناموس

 

النحلة في عبّ الزهرةِ

لم تجد مَنْ تُسِرَّ لَهُ

بغبطتِها

 

النائم في العراءِ

لا أحد معه يخبرُهُ

أنّه يحبّ العيشَ

خارج الوقتِ

 

ديك الحجلِ

يعلّم صغاره سرّ النجاةِ

من الكمائنِ

ونقطةَ ضعف الصيّاد

 

الطفل في الروضةِ

يقول لأمِّهِ

الحقيقة عن معلّمتِهْ

فتلمّها بفستانها قبل أن يراها أحد

 

المرأة العزيزة النفسِ

تغطّي نُدُبَ العمر بالنواحِ

وتمنحه لنا بابتسامةٍ سميكةٍ

ريثما تذهب

 

العروسُ

تقول لصورتِها فِي المرآةِ

ابْقَيْ

هناكَ

لا تتبعيني!

 

الطالب الّذي جرحه المعلّمُ

في روحِهِ

رسم في دفترِهِ

حمامةً مقتولة

 

الأب الثاكل سدًى

عرف السببَ

فاستوطن الكوابيسَ،

على سريره يداري وحدتَهُ

ولا يأبَهُ

أن مخصّصاته أقلّ

 

الواقفة في الردهةِ

وظهرها إليْك

تُري صديقتَها

أثر الكدمات في روحِها

 

تطيّب حياتَهم

وتجعلها فوق الريحِ

فقط ابنتها تعرفُ

أنَّ قلبها يظلّ تحت خطّ الفقر

 

الليلة الأولى

كانت محنتها الأخيرةَ

قالت لنفسِها

وبكتْ

 

العاملة الاجتماعيّة تصغي

للمونولوج ذاتِهِ

لو أنّ أبي هنا لفقأتُ عينيْه

وأكلتُ قلبَه

 

كلّما استدرجتها أمُّها

عادت على جملتِها

"لم يعد بيتنا آمنًا!"

 

قال لها، وهو يعبّ صدرَها،

عندما أصير كابوسًا

سأخرجُ

من ألبوم الصور

 

في منتصف الليلِ

أخذها أخوها إلى بيتِهِ

وقال لها كلامًا طيّبًا

وفي الصباحِ

أعادها أبوها إلى بيتِها

ولم يقل شيئًا

 

همستْ لصديقتِها

أنّها عضّتْ يده الّتي

امتدّتْ إلى صدرِها

فخبّأتْ صدرها بيديْها

 

كلّما جاء لزيارتِهم

ركضتْ إلى غرفتِها

واحتضنتْ دميتها ريثما ينقلع

 

كلّما أدار المفتاحَ في البابِ

دارتْ هي على نفسِها

وارتطمتْ بالأرض

 

السؤال الّذي تجنّبتْه إلى الآن

هل كان يفعل الأمر ذاته مع أختِها؟

سألتْه أختُها!

 

هدير السيّارة في أوّل الطريقِ

بداية عذاباتها الليليّةِ

الثور الهائجُ

تخيفه امرأةٌ في الليل

 

الرئيس فعلته مشينةٌ

والشيخ شهادته زورٌ

والغنيّ دفع لها كي تسكتَ

والعامل الاجتماعيّ لم يرَ،

لم يسمعْ

 

 

مرزوق الحلبي

 

 

شاعر وناقد من فلسطين، يكتب في عدد من المنابر الفلسطينيّة والعربيّة. يعمل وينشط في الجانب الحقوقيّ والمجتمع المدنيّ. له مجموعة شعريّة بعنوان "في مديح الوقت".

 

 

 

التعليقات