18/07/2022 - 13:31

أدب غسّان كنفاني... حديث في الوعي الثوريّ

أدب غسّان كنفاني... حديث في الوعي الثوريّ

غسّان كنفاني (1936 - 1972)

 

تشكّل تجربة غسّان كنفاني (1936 - 1972) الأدبيّة علامة فارقة في الأدب والمقاومة الفلسطينيّين على حدّ سواء، فهو مسكون بآلام شعبه ووطنه، وهو ما ترجمه في كلّ كتاباته وأعماله، فاعتمد الثورة خطابًا جديدًا ضدّ الوجود الصهيونيّ؛ لنشهد ولادة الأدب المقاوم في شكله الجديد، وإن كان الحديث عن غسّان وأعماله عمليّة صعبة ومتشابكة؛ نظرًا إلى الحمولة المعرفيّة والثقافيّة من جهة، والأدبيّة من جهة، والثوريّة من جهة أخرى.

لا يختلف اثنان على الحمولة الثوريّة الّتي تزخر بها كتابات كنفاني السياسيّة، وهو الّذي حمل مشروعًا ثوريًّا قائمًا بذاته، غير أنّنا في حاجة إلى فهم هذا المشروع بعيدًا عن التنظير الّذي نجده في مقالاته وأعماله الفكريّة والسياسيّة، ويجدر بنا هنا التوجّه إلى أعماله الأدبيّة، وليس الهدف هنا تحويل هذه الأعمال إلى وثائق تاريخيّة أو بيانات سياسيّة، بل على العكس تمامًا، فقد وُلِد كنفاني ثائرًا دفعته حياته بكلّ مراحلها هو وأبناء جيله إلى أتون الثورة دفعًا؛ فعاصر الحرب واللجوء والنزوح والتهجير، فاتّخذ من كلّ هذا سبيلًا إلى التأسيس لنهضة ثوريّة قائمة على مشروع فكريّ، يؤسّس هو للحظة ثوريّة قائمة على الوعي، لكنّ السؤال هو: كيف تجلّت هذه النزعة الثوريّة في كتاباته الأدبيّة؟ وما تمظهرات الوعي الثوريّ عنده؟

 

بين الأدب والسياسة... الثورة عند كنفاني

حتّى لا يلتبس الأمر، إنّ الحديث عن النزعة الثوريّة في كتابات كنفاني الأدبيّة هو محور مقالنا هذا، لا كتاباته السياسيّة. ومن نافل القول أنّ غسّان كنفاني لم يُنْكِر حقيقة أنّه ناشط وكاتب سياسيّ؛ ممّا يفتح غير باب للتساؤل عمّا إذا كان كنفاني يمارس السياسة عن طريق الأدب، أو الأدب بطريقة سياسيّة، وهو النقاش الّذي طبع أزمنة مختلفة خاصّة في تلك اللحظات الثوريّة، الّتي كان فيها للسياسة تأثير كبير في المجتمعات.

من الّذين نظّروا لهذه المسألة، نجد جاك رانسيير الّذي يرى بأنّ ’سياسة الأدب‘ ليست ’سياسة الكتّاب‘؛ فهي لا تتعلّق بالتزاماتهم الشخصيّة في صراعات العصر الّذي يعيشون فيه، كما أنّها لا تتعلّق بالطريقة الّتي يصوّرون بها البنى الاجتماعيّة والحركات السياسيّة، أو الهويّات والأيديولوجيّات المتنوّعة في كتبهم[1]؛ إذ يرفض رانسيير ذلك الفصل بين صفاء الكتابة فنًّا وممارسة السياسة، ويصرّ على وجود صلة جوهريّة بين السياسة شكلًا من أشكال الفعل الجماعيّ والأدب ممارسةً لفنّ الكتابة، ولعلّنا نفهم من هذا أنّ الأدب في علاقته بالسياسة يتخطّى معنى الالتزام بالمفهوم ’السارتريّ‘؛ ليصبح هو نفسه سياسة تتّصف بالديمقراطيّة، من خلال توزيع عادل ومشترك للكلام على كلّ الأشياء؛ ليجعلها بذلك مرئيّة ومسموعة كما لم تكن من قبل؛ وبذلك "فإنّ الأدب يمارس السياسة بوصفه أدبًا"[2].

’سياسة الأدب‘ ليست ’سياسة الكُتّاب‘؛ فهي لا تتعلّق بالتزاماتهم الشخصيّة في صراعات العصر الّذي يعيشون فيه، كما أنّها لا تتعلّق بالطريقة الّتي يصوّرون بها البنى الاجتماعيّة والحركات السياسيّة، أو الهويّات والأيديولوجيّات المتنوّعة في كتبهم...

السياسة، إذن، هي كما التاريخ تمامًا، ليست مقياسًا للأدب، ويجب عدم إرجاع تفسير الظواهر الأدبيّة من شخصيّات ونصوص وأحداث لهذا النوع من المؤثّرات الخارجيّة. لا أقصد هنا عزل الأدب والإنتاج الأدبيّ عن غيره من العلوم والحقول، بقدر البحث في خصوصيّته وفردانيّته، بدلًا من الحديث عن حمولته المعرفيّة وعلاقتها بغيرها من الحقول دائمًا. وكأنّ الأدب غير قادر على إنتاج معرفة وحده وباستقلاليّة، لذا؛ فإنّ أساس هذه المحاولة البحثيّة هو الولوج إلى فكر كنفاني الثوريّ من خلال أدبه، دون الاتّكاء على إرثه السياسيّ.

 

الثورة والوعي الثوريّ

لا شكّ في أنّ كنفاني كان ثورة تلتهب، وقد تجسّد هذا في إنتاجه الأدبيّ بقوّة؛ فقد رأى في الثورة السبيل الوحيد لاسترجاع الوطن؛ فجعل من القتال لاسترجاع هذا الوطن قضيّته الأولى، ولم يساوم قطّ؛ فقد بقي ثابتًا على هذا الموقف حتّى اغتالته أيدي الغدر الصهيونيّة، غير أنّ رؤيته للثورة والقتال لم تكن رؤية عاطفيّة تغلب عليها الشعارات الرنّانة، وهو ما عبّر عنه جيّدًا حين نظّر لفعل ’الهزيمة‘ لحظةً تاريخيّة مهمّة في حياة الشعوب المستعمَرة، تتجلّى أهمّيّتها في كونها تشهد نموًّا سريعًا في ما أطلق عليه ’الحسّ النقديّ‘[3] الّذي يتحوّل في أغلب الأوقات إلى تيّار جارف من الغضب، ورغم ذلك يظلّ ذا طاقة بنّاءة لا غنى عنها، وكأنّنا هنا أمام فعل غضب واعٍ يحرّك الشعوب في لحظة هزيمتها، وهو ما سمّاه كنفاني بالمخاض الّذي ينبئ بولادة شيء عظيم بين ركام الهزيمة، مثلما يولد بركان من تحت الشظايا الباردة لجبل مهجور، "فالجرح إذا انفتح في جسد ميّت لا يؤدّي إلى أيّ اهتزاز، لكنّه إذا ما انشقّ في جسد حيّ زاد قابليّته للمقاومة، وحرّك القوّة الكامنة في أعماقه، وضاعف من طاقاته على الردّ"[4].

كأنّ الهزيمة جاءت فأوجدت طاقة هائلة لدى هذا الشعب، ليس لرفضها فقط، بل لمراجعة الحساب مع نفسه، والتصدّي لتجربته بأقسى ما يمكن من النقد إلى درجة الإيجاع، فإنّه إنّما يفعل ذلك ليرضي مطامحه التوّاقة بلا تردّد إلى الأكمل والأفضل، واستخدام كنفاني لمفهوم النقد هنا مفصليّ ومهمّ جدًّا؛ لأنّه يتطلّب تفكيرًا واعيًا في ماهيّة الهزيمة كلحظة تقودنا إلى الثورة، كأنّ كنفاني يقرّ بأنّ فعل المقاومة يعتمد على هذه اللحظة الواعية النقديّة الّتي تلي الهزيمة، فيرى أنّ الإنسان العربيّ في تجربته الصعبة الراهنة يضيف إلى إرادة الصمود إرادة الانطلاق والتصحيح؛ فقد يكون الإنسان العربيّ هُزِم في معركة قتال لم يُتَح له فيها أن يقاتل كما ينبغي وكما يستطيع، لكنّ إرادته على الصمود والانطلاق لم تهتزّ، بل اكتسبت على العكس قابليّات إضافيّة تزيد في صلابتها وتوقها إلى الأفضل، وهو يعبّر عنها جميعًا في تيقّظ غير عاديّ لحسّ النقد والمراجعة عنده، لذا؛ كان الوعي الثوريّ أهمّ نقطة في مسار التحرير، لكن كيف لهذه اللحظة النقديّة أن تتأتّى؟ خاصّة أنّنا - وليومنا هذا - لم نشهد سوى لحظات ثوريّة عابرة لم تحقّق ذلك الهدف الّذي اندلعت من أجله، وقد تكون هذه النقطة هي الأهمّ في مشروع كنفاني، وقد ميّزته من غيره، وشكّلت خصوصيّته الّتي أعطته طابع الراهنيّة، فما زلنا في حاجة إلى فهمه أكثر.

 

كنفاني وحديث البندقيّة

"إنّ كلّ قيمة كلماتي كانت في أنّها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح"[5]، قد تلخّص هذه العبارة مكانة السلاح في مشروع كنفاني الثوريّ، إذ لم يكن اختياره للبندقيّة والسلاح كجزء من المشروع الثوريّ اعتباطيًّا، بل مقصودًا، فما دلالات ربط السلاح بالوعي؟ يبدو فهم المشروع الثوريّ الكنفانيّ صعبًا دون فهم واضح لماهيّة السلاح عنده.

ما يجعل من أدب كنفاني مميّزًا عن كتاباته السياسيّة، هو ’منطق الإنسان‘، هذا المنطق الّذي يجعل من المشروع الثوريّ الكنفانيّ واقعيًّا، فيجد في نظرته إلى الإنسان سبيلًا يلج به إلى الأدب كممارسة...

ربط كنفاني البندقيّة بالرجولة في مجموعته القصصيّة الّتي أصدرها إثر هزيمة حزيران 1967، تتجلّى في هذه المجموعة تلك العلاقة الاستثنائيّة بين الفلسطينيّ والسلاح، ففي قصّة «المدفع» يشعر بطل القصّة الفلّاح ’سعيد الحمضوني‘ بأنّ الأرض ستضيع دون سلاح؛ ممّا يعني ضياع الأمان، لذلك؛ فعل كلّ ما في وسعه للحصول عليه، بل أدرك أنّ البندقيّة لن تقوى على الصمود في وجه العدوّ الصهيونيّ، لذلك؛ يقرّر شراء مدفع رغم فقره، فيضحّي بكلّ ممتلكاته ويبيعها، ويجمع من أهل قريته أيضًا ’سلمة‘، وحين لا يكفي المال الّذي جمعه نجده يعرض دمه للبيع في أحد المستشفيات ليتمكّن من شرائه! وحين يستشهد قبل إيفاء ثمنه نجده يورّث أولاده ذلك الدَّين، فيوصيهم بأن يبيعوا دمهم ليوفوا ثمن المدفع. نحن هنا أمام رابطة دم وثيقة بين الفلسطينيّ وشخصيّة سعيد الحمضوني، غيض من فيض؛ فكلّ شخصيّة في هذه المجموعة القصصيّة تحكي قصّة تعلّقها بهذا السلاح، وسعيها إلى الحصول عليه بطريقتها الخاصّة. وإذ يغيب السلاح في بعض أعمال كنفاني، خاصّةً تلك الّتي صوّرت حياة الفلسطينيّ في المخيّمات وكأنّ مكانة السلاح وأهمّيّته تنتفي حين يكون الفلسطينيّ خارج أرضه.

يحضر السلاح في أعمال أخرى، مثل قصّة «السلاح المحرّم»، ضمن المجموعة القصصيّة «أرض البرتقال الحزين» (1962)، حيث صوّر لنا همّ البحث عن السلاح وتأمينه، غير أنّ المقام لا يتّسع للحديث عن كلّ المطارح الّتي أسّس فيها كنفاني للسلاح كرأسمال للفلسطينيّ، حتّى ذلك الّذي يعيش في المخيّمات، خاصّة في تلك الأعمال الّتي كتبها كنفاني بعد هزيمة حزيران؛ ففي رواية «أمّ سعد» (1969) يتجسّد لنا اكتمال الوعي عند الفلسطينيّ، إضافة إلى ما يشبه ’أنسنة‘ لذلك السلاح، فيغدو مرتبطًا به ارتباط الروح، فشخصيّة ’أمّ سعد‘ هي تعبير عن كلّ الفلسطينيّين الّذين عانوا الأمرّين في المخيّمات، فعاشوا الفقر والتهجير والحرمان؛ ليصلوا بعد كلّ هذا إلى تلك اللحظة التاريخيّة الّتي تحدّثنا عنها أعلاه، والّتي فهموا فيها أنّ الطريق إلى الوطن يبدأ من فوّهة البندقيّة، وأنّ السبيل الوحيد للعودة إليه واسترداده من يد العدوّ الصهيونيّ هو حمل السلاح. "البارودة مثل الحصبة، تعدي، وعندنا بالفلح كانوا يقولون إنّ الحصبة إذا أصابت الولد فهذا يعني أنّه بدأ يعيش، وأنّه صار مضمونًا"[6]، في العبارة السابقة الّتي جاءت على لسان أمّ سعد، وهي ترى انتشار عدوى حمل السلاح بين شباب المخيّم، يظهر أن لا حياة للفلسطينيّ بعيدًا عن سلاحه.

 

عن الواقعيّة والوعي الثوريّ

لعلّ ما يجعلنا نتحدّث عن تطوّر في الوعي الثوريّ، وانتقاله من مجرّد حسّ وعاطفة تتّقد مع كلّ نكبة وهزيمة، هو تلك الواقعيّة الّتي اتّسمت بها كتاباته من جهة، وكذا ذلك الانحياز الطبقيّ الّذي شكّل عنده أساسًا مهمًّا من أساسات الثورة.

ما يجعل من أدب كنفاني مميّزًا عن كتاباته السياسيّة، رغم كلّ ما حملته من أفكار ثوريّة، هو ’منطق الإنسان‘، هذا المنطق الّذي يجعل من المشروع الثوريّ الكنفانيّ واقعيًّا، فيجد في نظرته إلى الإنسان سبيلًا يلج به إلى الأدب كممارسة، فينقل آلامه وأزماته ويعيش حياته، ويفكّر معه ومن خلاله؛ لأنّه يرى أنّ حلّ الأزمة، ومعالجة قضيّة كالقضيّة الفلسطينيّة أدبيًّا، يبدآن من صنع نماذج بشريّة تمثّلت في شخصيّاته الروائيّة، الّتي تبصر الحياة والحرب والنكبة والهزيمة والثورة بنظرة متفرّدة، لا تشبه نظرة ذلك الإنسان الّذي يقف وراء تلك النصوص، رغم أنّه يبصر نفسه فيها وكأنّها تحفّز فيه ذلك التفكير، وتخلق فيه ذلك الوعي الثوريّ؛ إذ يشكّل كنفاني الأديب وسيطًا بين عالمين مختلفين، عالم تشكّله تجاربه الخاصّة، وآخر يحفَل بأحلامه وطموحاته، فيكون بذلك وسيطًا بين مهارتين، إحداهما تعينه على الاختبار والاختيار، والأخرى تعطيه القدرة على الخلق والإبداع. لعلّ خصوصيّة أدب كنفاني وراهنيّته تتجلّى في أنّه استطاع التوفيق بين المهارتين، رغم أنّ شخصيّات غسّان قد تبدو للبعض أنّها ذات تجربة خاصّة، إلّا أنّه من خلالها استطاع تقديم صورة للواقع الفلسطينيّ وكناية عنه، بعد النكبة وقبل انطلاق الثورة المسلحة؛ فانتقل من خصوصيّة التجربة إلى عموميّة النضال، وتحوّلت هذه الرموز إلى رموز فلسطينيّة "تتسلّل من سياقها الأدبيّ المحدّد في عالم الروائيّ؛ لتصبح وجودات حيّة فاعلة في السياق الثقافيّ العامّ للأمّة"[7].

يشكّل كنفاني الأديب وسيطًا بين عالمين مختلفين، عالم تشكّله تجاربه الخاصّة، وآخر يحفَل بأحلامه وطموحاته، فيكون بذلك وسيطًا بين مهارتين، إحداهما تعينه على الاختبار والاختيار، والأخرى تعطيه القدرة على الخلق والإبداع...

لا يخفى على المطّلع على كتابات كنفاني وحواراته إعجابه بالأدباء السوفييت وتأثّره بالماركسيّة، فسيطر عليه الإحساس بالفقراء والفلّاحين؛ إذ تذكر رضوى عاشور أنّ كنفاني كان "أحد الروّاد الّذين طرحوا القضيّة الوطنيّة في بعدها الطبقيّ"[8]، فكان يؤمن بأنّ الثورة يصنعها ويقودها الفقراء من أجل صناعة المستقبل، ولعلّ شخصيّة ’أمّ سعد‘، كما ذكرنا أعلاه، جاءت لتجسّد هذا من خلال اللغة المستخدمة من جهة، ونظرتها إلى الثورة والسلاح من جهة أخرى.

من أكثر الأعمال الّتي تبرز هذا أيضًا نجد «عائد إلى حيفا» (1969)، الّتي يعتبرها بعض النقّاد عصارة التجربة الفنّيّة لكنفاني؛ من خلال اشتمالها على فلسفة جديدة أظهرها الكاتب بفنّيّات كتابيّة، استطاع من خلال تركيزه على الطبقات المتوسّطة أن يظهر لنا ماهيّة ’الحقّ‘، كذا ربط الشرف بالقتال في حديثه عن شخصيّة ’خالد‘.

 

خاتمة

من المؤكّد أنّ المقام لم يكن - ولن يكون - كافيًا للإحاطة بكلّ أعمال كنفاني الثوريّة الّتي شكّلت مشروعه الأدبيّ والثوريّ؛ إذ إنّ الجميع اليوم في حاجة إلى العودة لهذا الفكر؛ من أجل فهم ماهيّة الثورة، واستعادة مشروعه الفكريّ؛ من خلال دراسات نقديّة فعّالة قد تساهم في فهم أعمق لثنائيّة السياسة والثورة، ولعلّ البداية تكون بالتعامل مع النصوص الأدبيّة شهاداتٍ حيّةً وواقعيّة ما زالت تمظهراتها إلى يومنا هذا.

في النهاية، يجدر بنا القول إنّ أساس أدب كنفاني كان ينصّ على أنّ أيّ حوار مع الكيان المستعمِر، لا تكون فيه البندقيّة حاضرة، هو بمنزلة حوار بين السيف والرقبة، كما قال هو في أحد أشهر حواراته. وإن لم يطلق كنفاني رصاصة يومًا، غير أنّه حفّز الكثيرين ليفعلوا، وما زال في وسعه أن يفعل، وما زال في وسع هؤلاء أن يطلقوا رصاصًا أكثر؛ حتّى يعود الحقّ لأصحابه.

 

* تُنْشَر هذه المقالة ضمن ملفّ خاصّ يتزامن مع مرور خمسين عامًا على اغتيال الشهيد غسّان كنفاني على يد الاستعمار الإسرائيليّ، تُنْشَر موادّه على مدار شهر تّموز (يوليو) 2022.

 


إحالات

[1] جاك رانسيير، سياسة الأدب، ترجمة رضوان ظاظا (بيروت، مركز دراسات الوحدة العربيّة، 2010)، 15.

[2] المصدر نفسه، 16.

[3] من مشاركة غسّان كنفاني في أعمال ندوة بيروت، آذار (مارس) 1968، وقد نشرتها «مجلّة الهدف» في تمّوز (يوليو) 1988 في ذكرى استشهاده العشرين.

[4] نفس المصدر.

[5] غسّان، كنفاني، رسائل غسّان كنفاني إلى غادة السمّان، بيروت، دار الطليعة،  1992.

[6] غسّان، كنفاني. الآثار الكاملة: الروايات، المجلّد 1 (بيروت: دار الطليعة، 1972) ص 335.

[7] رضوى، عاشور. الطريق إلى الخيمة الأخرى (القاهرة: دار الشروق، 2017) ص 98.

[8] المصدر نفسه، ص33.

 


 

خيّرة مطاي

 

 

 

أستاذة وباحثة جزائريّة، حاصلة على ماجستير في «الأدب المقارن» من «معهد الدوحة للدراسات العليا».

 

 

 

خمسون عامًا على اغتيال كنفاني | ملفّ

خمسون عامًا على اغتيال كنفاني | ملفّ

23/08/2022
مقاومة الانتظار الفلسطينيّ... «الباب» نموذجًا

مقاومة الانتظار الفلسطينيّ... «الباب» نموذجًا

11/07/2022
غسّان كنفاني... الفنّان التشكيليّ

غسّان كنفاني... الفنّان التشكيليّ

01/08/2022
قراءة دون رمزيّة في غرائبيّة «القبّعة والنبيّ»

قراءة دون رمزيّة في غرائبيّة «القبّعة والنبيّ»

25/07/2022
قنديل كنفاني الصغير... النور بين كانط وأفلاطون ونيتشه

قنديل كنفاني الصغير... النور بين كانط وأفلاطون ونيتشه

25/07/2022
أن تكون مثقّفًا مزعجًا

أن تكون مثقّفًا مزعجًا

05/07/2022
شعر الأرض المحتلّة... حوار مع غسّان كنفاني | أرشيف

شعر الأرض المحتلّة... حوار مع غسّان كنفاني | أرشيف

19/07/2022
مأزق الزمن عند كنفاني... إلغاء المستقبل الفلسطينيّ

مأزق الزمن عند كنفاني... إلغاء المستقبل الفلسطينيّ

08/08/2022
"رجال في الشمس" لغسّان كنفاني | ترجمة

"رجال في الشمس" لغسّان كنفاني | ترجمة

19/07/2022
عن الأقلام أكتب... وليس عن الكتب | أرشيف

عن الأقلام أكتب... وليس عن الكتب | أرشيف

24/07/2022
أفكار التغيير واللغة العمياء... مَنْ يقتل كنفاني مرّة أخرى؟

أفكار التغيير واللغة العمياء... مَنْ يقتل كنفاني مرّة أخرى؟

01/08/2022
بين شنق سيّد قُطب واغتيال كنفاني

بين شنق سيّد قُطب واغتيال كنفاني

03/08/2022
بين الإعجاب وسهام النقد... كنفاني متخفّيًّا وراء ’فارس فارس‘

بين الإعجاب وسهام النقد... كنفاني متخفّيًّا وراء ’فارس فارس‘

07/08/2022
«أمّ سعد»... الشجرة الإنسان | ترجمة

«أمّ سعد»... الشجرة الإنسان | ترجمة

14/07/2022
المنهج التركيبيّ وولادة الشخصيّة الأدبيّة الفلسطينيّة

المنهج التركيبيّ وولادة الشخصيّة الأدبيّة الفلسطينيّة

22/08/2022
شمس فلسطين الّتي لا تغيب

شمس فلسطين الّتي لا تغيب

04/07/2022
«عائد إلى حيفا»... زيارة مناطق الصدمة

«عائد إلى حيفا»... زيارة مناطق الصدمة

13/07/2022
غسّان كنفاني في فرنسا... حضور شحيح

غسّان كنفاني في فرنسا... حضور شحيح

16/07/2022
صورة أبديّة على حائط عالم ليس لنا

صورة أبديّة على حائط عالم ليس لنا

07/07/2022

التعليقات