25/07/2022 - 16:24

قنديل كنفاني الصغير... النور بين كانط وأفلاطون ونيتشه

قنديل كنفاني الصغير... النور بين كانط وأفلاطون ونيتشه

غسّان كنفاني (1936 - 1972)

 

"كي تصبحي ملكة، يجب أن تحملي الشمس إلى القصر".

هذه الرسالة القصيرة هي الوصيّة الّتي تركها الملك العجوز لابنته الصغيرة قبل وفاته. ربّما كان الملك قد "حكم طوال عمره بالعدل وأحبّه كافّة الناس" في حياته، لكنّه في موته ترك المملكة بين يديّ ابنته الصغيرة الّتي "ليس بوسعها أن تحكم"، بل أكثر من هذا؛ فقد ترك في يدها أحجية لا منطقيّة مشفّرة. لزيادة التشفير، يضيف الملك في نهاية رسالته كذلك تهديدًا: "إذا لم تستطيعي حمل الشمس إلى القصر، فإنّك ستقضين حياتك في صندوق خشبيّ مغلق عقابًا لك".

يكمن حلّ هذا اللّغز في عمق قصّة الروائيّ الفلسطينيّ غسّان كنفاني (1936 - 1972) للأطفال «القنديل الصغير»، لكنّ الحلّ لا يظهر بصورة واضحة كما يظهر عادةً في أدب الأطفال الفلسطينيّ، بل يأتي كلغز آخر لنا لحلّه وسبر غوره. ضبابيّة حلّ اللّغز تحوّل قصّة الأطفال هذه إلى حكاية تتأرجح بين العديد من التصنيفات الأدبيّة الّتي تتمكّن من حملها على ظهرها، فقد تكون حكاية رمزيّة، أو حكاية أسطوريّة، حتّى أنّها تحمل العديد من ميّزات الحكاية الشعبيّة، إن اعتمدنا تعريف باحث الفولكلور أكسل أولريك.

 

«القنديل الصغير»

تبحث الأميرة الطفلة في القصّة عن حلّ للأحجية، تبدأ بالمفهوم السطحيّ أو المادّي والعمليّ لها، حيث "قرّرت أن تتسلّق الجبل العالي الّذي تمرّ من جانبه الشمس في كلّ يوم". أي أنّها في البداية قرّرت أن "تحمل الشمس" حرفيًّا، حتّى استنتجت أنّه "لا يمكن لإنسان أن يمسك الشمس". عندها تقوم الأميرة بأوّل فعل ملكيّ لها حيث تنشر بيانًا فيه عرض مكافأة من المجوهرات لأيّ "رجل يستطيع أن يساعدها في حمل الشمس إلى القمر". عند هذه النقطة يزداد تصاعد الأحداث وتحتدم الحبكة عندما يأتيها الحكيم ويقول لها إنّ فرصتها في حلّ اللغز توشك على الانتهاء، من خلال شمعة كان قد طلب الملك إشعالها مباشرة بعد وفاته، فإذا ذابت قبل الإتيان بالشمس، تخسر الأميرة فرصتها وتعاقب.

في قصّة «القنديل الصغير»، نجد كنفاني يتطرّق إلى مفهوم النور في (...) ثلاث تمثيلات مركزيّة في القصّة، هي نور الشمس، ونور الشمعة، ونور القنديل ’الصغير‘...

تغرق الأميرة في حزنها وتأمّلاتها، حتّى تشاهد صدفة من شباكه، عجوزًا يحمل قنديلًا صغيرًا ويحاول دخول القصر لمساعدتها، بينما تسمع صوت الحرس يمنعونه من الدخول. ترسل الأميرة الحرّاس للبحث عن العجوز، الّذي ظنّوه مجنونًا. عندما لا يتمكّن الحرس من الوصول إلى العجوز الّذي يحمل المصباح، تطلب منهم الأميرة إحضار كلّ رجل في المملكة يحمل قنديلًا صغيرًا، عندها يأتي "آلاف الرجال يحملون القناديل ويتقدّمون نحو القصر"، وعندما لا يتمكّنون من دخول بوّابات القصر، تطلب الأميرة من الخدم أن يهدموا الأسوار العالية ويوسّعوا أبواب القصر حتّى يتيسّر الدخول للجميع.

عندها تحاور الأميرة الحكيم الّذي يخلص إلى أنّ القناديل لا يمكن أن تُحْمَلَ دفعةً واحدة وعلى يد شخص واحد، كذلك هي الشمس، "إنّها أكبر من أن يمسكها رجل واحد أو امرأة واحدة". فوق هذا الدرس الّذي تعلّمته الأميرة، تجد أنّ هدم الأسوار والأبواب العالية مكّن الشمس من الولوج إلى داخل أسوار القصر وإضاءته.

 

أضواء تنويريّة

في قصّة «القنديل الصغير»، نجد كنفاني يتطرّق إلى مفهوم النور في الكثير من التمثيلات الواضحة والمباشرة، حيث نجده في ثلاث تمثيلات مركزيّة في القصّة، هي نور الشمس، ونور الشمعة، ونور القنديل ’الصغير‘. كلّ واحد من هذه الأنوار له العديد من المعاني والمجازات الممكنة، ذلك أنّ مفهوم النور حاضر في تاريخ الحضارة البشريّة منذ أزلها.

لمفهوم النور، ثقافيًّا، تاريخ عميق من التطوّرات والتغيّرات؛ فنجده في الديانات الإبراهيميّة في ’عيد الأنوار‘ اليهوديّ و’سبت النور‘ المسيحيّ و’طلوع البدر‘ الإسلاميّ، كذلك في الديانات الوثنيّة من خلال مئات آلهة النور على مرّ التاريخ، من ’هيليوس‘ الإغريقيّ و’ميثرا‘ الفارسيّ و’أهورا مَزدا ‘الزرادشتيّ وغيرهم. يعتمد التعلّق الثقافيّ في مفهوم النور بالأساس على فكرة النقيض وهو الظلام، حيث أنّ النور هو ما يكشف الظلام ويبدّده، إذ عند حضور النور تصبح الرؤية ممكنة وواضحة وينكشف الغموض. لم ينحصر توظيف النور في هذه الثقافات وغيرها على الإيمان الدينيّ، بل وُظِّفَ في أكثر الحراكات الفكريّة علمانيّةً، أي حركة التنوير، الّتي رفعت النور إلى درجة أنّها سُمِّيَت بـ ’حركة التنوير‘، أو عصر الأنوار، وقد كتب أحد أبرز أعلامها الفيلسوف إمانويل كانط نصّ «إجابة عن سؤال: ما هو التنوير؟» الّذي يفتتحه بالتعريف البسيط:

"التنوير هو إنعتاق المرء من حالة العجز الذاتيّ. العجز هو عدم قدرة المرء على استخدام فهمه الخاصّ دون توجيه الآخر. إذا لم يكن سبب هذه الحالة، من عدم النضج الذاتيّ، هو نقص في ملكة الفهم، فهو بالأحرى، نقص في الشجاعة والإقدام لاستخدامها دون إرشاد الآخر. لذلك، يكون شعار التنوير إذن: تحلّ بالشجاعة لاستخدام عقلك بنفسك".

يبدو أنّ كانط نفسه، من خلال تعريفه للتنوير، يعبّر عن نقده للدين في استعماله لعبارات مثل "دون توجيه الآخر" أو "دون إرشاد الاخر"، موجّهًا أصابع الاتّهام إلى رجال الدين بتوجيهاتهم وإرشادهم في قراءة النصّ الدينيّ وتأويله للعامّة دون حاجتهم لتوظيف ’شجاعتهم‘ لاستعمال عقولهم بأنفسهم. إذًا، ما المشترك بين التنوير العلمانيّ الكانطيّ والتنوير الدينيّ الإبراهيميّ أو الوثنيّ؟

في الواقع، إنّ نقطة الوصل بين كلّ هذه الأيديولوجيّات هي فكرة النور، فكرة أنّ هذه الحركة أو الأيديولوجيا، أو العقيدة الدينيّة، تَعِد أتباعها بأنّها ستنقذهم وتنتشلهم من أعمق الظلمات -ظلمات الجاهليّة أو ظلمات العصور الوسطى أو غيرها. اليوم، في قرننا الواحد والعشرين، بعد أن درسنا تلك الظلمات جيّدًا، فهمنا أنّها لم تكن ظلمات أصلًا، بل كانت عصورًا مُنارة بنور أيديولوجيّ آخر. لكن، ما حاجتنا للحقيقة التاريخيّة في حضور الأيديولوجيا المقدّسة (الدينيّة أو العلمانيّة)؟ إنّ المشترك، عمليًّا، بين كافّة توظيفات النور هي فكرة الإنقاذ، أو الانتشال من الظلام للإتيان بفترة جديدة أو فكرة جديدة تكشف المستور بسبب انعدام النور.

فكرة الإنقاذ، أو الانتشال، تتبلور بوضوح كذلك عند كنفاني في «القنديل الصغير»؛ فالملك يعرف أن مسؤوليّته إعداد ابنته للحكم، لكنّه عجوز وحكيمه عجوز كذلك، في حين لا تزال الأميرة طفلة صغيرة، فكانت أداته الوحيدة لتعليمها وتربيتها هي أن يقدّم لها أحجية تحلّها بنفسها وتتعلّم بواسطتها أهمّ درس في الحكم الملكيّ، تبعًا للملك، وهو الاستماع إلى كافّة الناس وإبقاء باب أبواب القصر مفتوحة لهم. غير أنّ مفهوم النور وتقسيمه لثلاث أقسام عند كنفاني، يرمز إلى أبعاد ثقافيّة أوسع، إنْ قرأناها قراءة سياقيّة تعتمد على معرفتنا ببقيّة نصوصه ولسياسيّتها وفلسطينيّتها، قد نجد رسالة سياسيّة أكثر حدّة.

 

من كهف أفلاطون إلى غرفة كنفاني

كما ذكرت سابقًا، عُرِضَتْ الأنوار في ثلاث مواضع في «القنديل الصغير» هي نور الشمس، ونور الشمعة، ونور القنديل. اثنين منها ظهرا كذلك في حكاية رمزيّة أخرى هي حكاية ’كهف أفلاطون‘، فيها يحكي لنا الفيلسوف اليونانيّ عن مجموعة سجناء وُلِدُوا في كهف مظلم وعاشوا حياتهم مكبّلين، لا يتمكّنون من شيء سوى ظلال المُشى والمواشي الّتي تمرّ من خلفهم وتفصلهم عنهم نار موقدة تجعل الظلال ممكنة. يحكي أفلاطون قصّة سجين منهم يتمكّن من الخروج من الكهف لينكشف له نور الشمس وليدرك أنّ الظلال الّتي رآها طيلة حياته ليست هي الحقيقة، بل هي مجرّد ظلّ باهت وشاحب للواقع خارج الكهف. عند عودة السجين إلى بقيّة السجناء لإخبارهم بأنّ ما يرونه ليس الواقع بل مجرّد ظلال، وأنّ ثمّة واقع حقيقيّ في الخارج، لا يصدّقونه ويسخرون منه ضاحكين كما لو كان مجنونًا، بل أكثر من ذلك، فقد ظنّوا أنّ ما وجده خارج المغارة ضرّ عقله ورؤياه.

مَنْ ينكشف على نور الشمس لا يمكنه العودة إلى الإيمان بالواقع الزائف داخل المغارة، والتضادّ بين المعرفة والمعتقد يصبح في هذه القصّة مركز الرمزيّة في الحكاية...

في كهف أفلاطون ثمّة فضاءين مختلفين منارين بنورين مختلفين، الأوّل فضاء الكهف، المُنار بنور النار والثاني فضاء العالم الخارجيّ. من خلال هذه القصّة يحدّثنا أفلاطون عن مفهوم الحقيقة وكيف يمكن إدراكها بصور مختلفة، حيث يعتقد أنّ ثمّة واقع زائف متمثّل بالكهف ونور النار وواقع حقيقيّ، أو حقيقة مطلقة هي العالم خارج الكهف، المُنار بنور الشمس. مَنْ ينكشف على نور الشمس لا يمكنه العودة إلى الإيمان بالواقع الزائف داخل المغارة، والتضادّ بين المعرفة والمعتقد يصبح في هذه القصّة مركز الرمزيّة في الحكاية.

كنفاني يحكي لنا قصّة شبيهة جدًّا؛ حيث نجد تضادًّا بين الغرفة المظلمة في القصر ذو الجدران العالية والأبواب الموصدة وبين نور الشمس. يحاول الملك إقناع ابنته بأنّ الحقيقة موجودة في الخارج، "لن تستطيعي أن تجدي الشمس في غرفة مغلقة"، ولكي تكون حاكمة عادلة عليها رؤية الناس على حقيقتهم دون الحاجة إلى الجدران والحرس  جسرًا بينها وبينهم. إنّ الجدران العالية الّتي تهدمها الأميرة هي ذاتها "توجيه الآخر" الّذي يشير إليه كانط، وهي ذاتها السلاسل المادّيّة والذهنيّة الّتي تمنع السجناء من الخروج من الكهف والانكشاف على الحقيقة.

نور الشمعة في «القنديل الصغير» هو نور مؤقّت يفرض على الأميرة أن تحلّ اللغز وتخرج من كهفها في الغرفة بسرعة حتّى لا تتفكّك المملكة بين يديها. أي أنّ كنفاني حوّل نور النار الّذي يخلق الواقع الزائف داخل الكهف، إلى نور الشمعة الموقوت الّذي يفرض على الأميرة تدبّر أمورها والنضوج سريعًا. هذا التغيير الّذي يجريه كنفاني على قصّة الكهف، هو تقنية أساسيّة لتحويل قصّة السجناء التراجيديّة إلى قصّة أطفال سياسيّة ذات عبرة واضحة ومباشرة تحمل في طيّاتها أمل في التغيير القريب الّذي يحمله الجيل الجديد.

 

فانوس نيتشه الصغير

تناصّ مباشر آخر يظهر في «القنديل الصغير» هو التناصّ مع الشذرة رقم 125 في كتاب «العلم المرح» للفيلسوف الألمانيّ فريدريك نيتشه، والمعنونة بـ «الأخرق». تحكي هذه الشذرة قصّة رجل أخرق "أوقد فانوسه في وضح النهار، صار يجري في ساحة السوق ويصيح دون توقّف: "أبحث عن الإله! إنّي أبحث عن الإله!... أين الإله؟ أنا سأقولها لكم! لقد قتلناه – أنتم وأنا! نحن كلّنا قتلته!". لا يقصد نيتشه موت الإله حرفيًّا، بل مجازيًّا في كونه المصدر الأوّليّ والحصريّ للأخلاق؛ إنّ موت الإله يرمز إلى فقدان الأساس الأخلاقيّ ما يؤدّي بالبشر إلى العدميّة عند نيتشه.

إنّ موت الإله ليس الرمزيّة الكنفانيّة هنا، في العلاقة مع الرجل الأخرق، بل هي خراقة الرجل الّذي يحمل الفانوس في وضح النهار. ما الحاجة للفانوس في وضح النهار، وهل هذا بالضبط ما أدّى بحرس القصر للظنّ بأنّ الرجل العجوز هو عمليًّا مجنون؟ يمكننا هنا بسهولة اللجوء إلى التحليل النقديّ عند ميشيل فوكو لتفكيك الفكر السلطويّ التنويريّ في توظيف الجنون كأداة لترويض الآخر والمختلف، لكنّني أظنّ كنفاني رَمَزَ هنا للمفهوم النيتشيانيّ أكثر، وهو مفهوم نقد الأخلاق السياسيّة المعهودة في عصر الملك العجوز على يد الرجل العجوز الّذي يحمل القنديل. في نهاية نصّ نيتشه يقول الأخرق: "لقد حللت قبل الأوان... لم يحن وقتي بعد"، كأنّه يجيب السؤال الّذي يراودنا مباشرة عند قراءة «القنديل الصغير»، وهو، إن كان يؤمن الملك بحلّ الحكم الملكيّ وتحويله لجمهوريّ أو ديمقراطيّ من خلال هدم أسوار القصر، وفتح أبواب المملكة، واستقبال عامّة الناس الّذين يحملون كلّ قنديل صغير، فلماذا لم يفعل كل هذا في عهده؟

إنّ موت الإله ليس الرمزيّة الكنفانيّة هنا، في العلاقة مع الرجل الأخرق، بل هي خراقة الرجل الّذي يحمل الفانوس في وضح النهار. ما الحاجة للفانوس في وضح النهار، وهل هذا بالضبط ما أدّى بحرس القصر للظنّ بأنّ الرجل العجوز هو عمليًّا مجنون؟

أعتقد أنّ مقولة الأخرق "لم يحن وقتي بعد" هي الجواب على ذلك. الملك كان عجوزًا، وعاش حياته طويلًا ملكًا، وفقط على فراش الموت أتته فكرة فتح الأسوار لعامّة الشعب، وفهم أنّ ابنته هي أنسب مَنْ يفعل ذلك لبناء مستقبل جديد. حَمْلُ المصباح في وضح النهار بوصفه رمزيّة للمفهوم ضمنًا للبعض، قد يرمز لنقد النظام السياسيّ والحكم الملكيّ التعسّفيّ، الّذي قد يكون مفهومًا ضمنًا كذلك للبعض في هذه القصّة، وقد يكون دعوة للجيل الجديد لفتح الأسوار لاستقبال القناديل والأنوار من كلّ مكان، حتّى تصبح القناديل شمسًا، أو تشرعن فتح الباب لهذه الشمس.

 

خلاصة

حاولت في هذه المادّة قراءة نصّ «القنديل الصغير» ليس فقط بوصفه قصّة للأطفال، إنّما بوصفه حكاية رمزيّة فيها لمسات فلسفيّة. لا أعرف إنْ كان كنفاني قد قصد هذه الرمزيّات أو اللمسات، حيث تعاملت مع النصّ معظم الوقت بوصفه نصًّا مستقلًّا. كما ذكرت سابقًا، يمكن قراءة النصّ قراءة سياقيّة أكثر لسيرة كنفاني، ممّا قد يأخذنا لتأويلات فلسطينيّة أكثر من فلسفيّة، إلّا أنّ هذا صحيح كذلك لكلّ قراءة أخرى كان من الممكن أن نقدّمها للنصّ، مثل قراءة نفسيّة تقارن وتحلّل انكماش الأميرة وتقوقعها على نفسها كلّما فشلت في محاولة، أو تفسّر بدءها بالمفهوم المجرّد لجلب الشمس إلى القصر. وإنْ أردنا قراءة جندريّة للنصّ؛ ففيه العديد من التبعات الّتي كان من الممكن أن نركّز عليها مثل كون الأميرة هي الأنثى الوحيدة المذكورة في المملكة، أو أنّ بقيّة الرجال المذكورين من الملك والحكيم وحتّى أحد الحرس، كلّهم من العجزة وكأنّ العمر هو العامل الوحيد للحكمة. بكلمات أخرى، إنّ اختيار النظّارة التحليليّة يقدّم لنا العديد من الأدوات لفهم القصّة من خلالها، وكونها قصّة غنيّة وحكاية رمزيّة يمكّننا من إيجاد كلّ هذا فيها.

لقد أخذتنا القراءة التناصّيّة مع الفلسفة في النهاية إلى النقديّة السياسيّة، إلّا أنّها مجرّد واحدة من الطرق لهدم أسوار هذا القصر من أجل جلب شمس المعرفة ونور الحقيقة إلى قلبه.

 

* تُنْشَر هذه المقالة ضمن ملفّ خاصّ لمناسبة مرور خمسين عامًا على اغتيال الشهيد غسّان كنفاني على يد الاستعمار الإسرائيليّ، تُنْشَر موادّه على مدار شهر تّموز (يوليو) 2022.

 


 

لؤي وتد

 

 

 

باحث ومحاضر في ثقافة الأطفال والشباب، طالب دكتوراه في «جامعة تل أبيب»، في أدب الأطفال العالميّ والفلسطينيّ، ومحرّر موقع «حكايا».

خمسون عامًا على اغتيال كنفاني | ملفّ

خمسون عامًا على اغتيال كنفاني | ملفّ

23/08/2022
مقاومة الانتظار الفلسطينيّ... «الباب» نموذجًا

مقاومة الانتظار الفلسطينيّ... «الباب» نموذجًا

11/07/2022
غسّان كنفاني... الفنّان التشكيليّ

غسّان كنفاني... الفنّان التشكيليّ

01/08/2022
قراءة دون رمزيّة في غرائبيّة «القبّعة والنبيّ»

قراءة دون رمزيّة في غرائبيّة «القبّعة والنبيّ»

25/07/2022
أن تكون مثقّفًا مزعجًا

أن تكون مثقّفًا مزعجًا

05/07/2022
شعر الأرض المحتلّة... حوار مع غسّان كنفاني | أرشيف

شعر الأرض المحتلّة... حوار مع غسّان كنفاني | أرشيف

19/07/2022
مأزق الزمن عند كنفاني... إلغاء المستقبل الفلسطينيّ

مأزق الزمن عند كنفاني... إلغاء المستقبل الفلسطينيّ

08/08/2022
"رجال في الشمس" لغسّان كنفاني | ترجمة

"رجال في الشمس" لغسّان كنفاني | ترجمة

19/07/2022
عن الأقلام أكتب... وليس عن الكتب | أرشيف

عن الأقلام أكتب... وليس عن الكتب | أرشيف

24/07/2022
أفكار التغيير واللغة العمياء... مَنْ يقتل كنفاني مرّة أخرى؟

أفكار التغيير واللغة العمياء... مَنْ يقتل كنفاني مرّة أخرى؟

01/08/2022
بين شنق سيّد قُطب واغتيال كنفاني

بين شنق سيّد قُطب واغتيال كنفاني

03/08/2022
أدب غسّان كنفاني... حديث في الوعي الثوريّ

أدب غسّان كنفاني... حديث في الوعي الثوريّ

18/07/2022
بين الإعجاب وسهام النقد... كنفاني متخفّيًّا وراء ’فارس فارس‘

بين الإعجاب وسهام النقد... كنفاني متخفّيًّا وراء ’فارس فارس‘

07/08/2022
«أمّ سعد»... الشجرة الإنسان | ترجمة

«أمّ سعد»... الشجرة الإنسان | ترجمة

14/07/2022
المنهج التركيبيّ وولادة الشخصيّة الأدبيّة الفلسطينيّة

المنهج التركيبيّ وولادة الشخصيّة الأدبيّة الفلسطينيّة

22/08/2022
شمس فلسطين الّتي لا تغيب

شمس فلسطين الّتي لا تغيب

04/07/2022
«عائد إلى حيفا»... زيارة مناطق الصدمة

«عائد إلى حيفا»... زيارة مناطق الصدمة

13/07/2022
غسّان كنفاني في فرنسا... حضور شحيح

غسّان كنفاني في فرنسا... حضور شحيح

16/07/2022
صورة أبديّة على حائط عالم ليس لنا

صورة أبديّة على حائط عالم ليس لنا

07/07/2022

التعليقات