الرقة: "قوات سورية الديمقراطية" تطالب بـ"لا مركزية اتحادية"

غضب تركي من رفع صورة أوجلان في الرقة وموسكو تتحدث عن "مؤتمر شعبي سوري" دون الكشف عن تفاصيل

الرقة:

عناصر "قوات سورية الديمقراطية" في الرقة (رويترز)

قوات سورية الديمقراطية" المدعومة أميركيا، أعلنت، ظهر اليوم الجمعة"، أن "مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سورية لا مركزية اتحادية".


طلب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من أميركا توضيحًا حول رفع صورة الزعيم الكردي، عبد الله أوجلان، في الرقة.

وقال في مؤتمر صحفي على هامش قمة مجموعة الثماني الإسلامية، اليوم الجمعة، إنه "تم رفع صورة لزعيم الإرهابيين في الرقة"، على حد وصفه، متسائلا "كيف لأميركا أن توضح ذلك؟".

وشهدت مدينة الرقة، أمس، رفع صور أوجلان، إضافة إلى رفع علم "وحدات حماية الشعب"، في حين غابت أعلام الفصائل العربية المشاركة في العملية، وأعلنت "قوات سورية الديمقراطية"، المدعومة من الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، أن مدينة الرقة ستكون "جزءا من سورية لا مركزية اتحادية"، لتربط بذلك مستقبل المدينة التي استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بما يوصف بأنه "مشروع الأكراد" لإقامة مناطق حكم ذاتي في شمال سورية.

من جهتها رفضت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، دانا وايت، التعليق على رفع صورة أوجلان، بحسب ما أفادت وكالة "الأناضول".

وقالت الوكالة إن وايت اكتفت بالقول "نعمل مع "قوات سورية الديمقراطية"، ودعمناهم في حربهم ضد تنظيم داعش، والتزامنا الوحيد هو محاربة داعش وسنواصل فعل ذلك".

وفي السياق ذاته، أعرب رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، عن "أسفه من رؤية صورة أوجلان في الرقة"، معتبرا "تعليق صورة زعيم منظمة PKK الإرهابية"، بحسب تعبيره، "يضر بشكل كبير بعلاقات التحالف بين تركيا والولايات المتحدة".

وأضاف: "مواصلة أميركا علاقاتها مع (pyd) لا تعني التعاون مع الإرهاب فحسب، بل تعرض مستقبل تركيا وسورية للخطر".

ونقل الموقع الإخباري "عنب بلدي"، المصنف على أنه ضمن مواقع المعارضة السورية، أن رفع صورة أوجلان، زعيم حزب "العمال الكردستاني"، الذي تعتبره تركيا إرهابيًا، يأتي بعد أيام على انتشار أنباء عن وفاته في السجون التركية".

كما وتجدر الإشارة هنا إلى أن "قوات سورية الديمقراطية" التي يهيمن عليها الأكراد، أعلنت، ظهر اليوم الجمعة"، في بيان نقلته "فرانس برس"، أن "مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سورية ديمقراطية لا مركزية اتحادية يقوم فيها أهالي المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم".

ويغلب العرب على سكان مدينة الرقة.

وجاء في البيان الذي تلاه المتحدث باسم القوات في وسط الرقة: "نتعهد بحماية حدود المحافظة ضد جميع التهديدات الخارجية".

يشار إلى أن "معركة السيطرة على المدينة"، انتهت يوم الثلاثاء بعد أربعة أشهر من القتال.

وتمضي السلطات في هذه المناطق الخاضعة للأكراد في شمال سورية في خطط لإقامة "نظام اتحادي" بعد أن بدأت عملية انتخابية من ثلاث مراحل الشهر الماضي في المناطق التي تسكنها غالبية كردية. وتقول "قوات سورية الديمقراطية"، إنها تنوي تسليم السيطرة على الرقة إلى مجلس مدني وقوة شرطة محلية تشكلا تحت رعايتها بدعم من "التحالف الدولي" ضد "الدولة الإسلامية" الذي تقوده واشنطن.

"المؤتمر الشعبي السوري"

من جهة أخرى، وفي السياق ذاته، تساءل موقع "عنب بلدي" عن مقاصد "المؤتمر الشعبي السوري" الذي اقترحه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين خلال كلمة له في منتدى “فالداي” أمس، الخميس.

وكان بوتين تحدث عن أن ما وصفها بفكرة "المؤتمر الشعبي السوري" تهدف إلى تحقيق السلام عبر جمع ممثلين عن كافة الجماعات "العرقية" في سورية

إلا أن الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، اعتبر أن الحديث عن مكان وزمان وآلية عقد المؤتمر "أمر سابق لأوانه".

وقال في تصريح صحفي لوكالة "نوفوستي" الروسية، اليوم، الجمعة، إن هذه المبادرة تناقشها الحكومة الروسية "بشكل جدي" لتسوية الأمور في سورية على المدى البعيد.

وجاء إعلان بوتين عن فكرته قبيل انعقاد الجولة السابعة من مباحثات "أستانا" التي تحاول التوصل لحل ينهي الصراع في سورية، عبر جمع ممثلي النظام السوري بممثلي المعارضة.

واعتبر بوتين، أمس، أن "هناك تقدمًا إيجابيًا في عملية التسوية"، مرجعًا الفضل إلى الدول الضامنة لوقف القتال في مناطق "تخفيف التوتر" وهي روسيا وتركيا وإيران، وشمل معها الولايات المتحدة والسعودية وقطر.

وأضاف الرئيس الروسي، أن تنفيذ مبادرة "المؤتمر الشعبي" سيكون على المدى الطويل، وسيساعد على إكمال عملية "تطبيع الأوضاع في سورية بطريقة مستدامة"، على حد قوله.

ويشير تقرير "عنب بلدي" إلى أن روسيا، تسعى بعد عامين على تدخلها العسكري إلى جانب قوات النظام السوري، "للسيطرة على الملف السياسي"، وفرضت نفسها عرّابة الحل للقضية السورية، من خلال رعايتها محادثات "أستانا"، فضلًا عن دورها في جنيف.

ويرى البعض، يتابع التقرير، أنها تسعى من خلال "المؤتمر الشعبي" إلى استكمال دور "المصلح" ولكن على المستوى المحلي، عبر استبعاد كبرى الدول الطامحة إلى مكاسب في سورية، كما ويتساءل متابعون حول "جوهر" مقاصد روسيا النهائية المتعلقة بمستقبل سورية كدولة موحدة؟.

التعليقات