31/10/2010 - 11:02

بيرتس يعرض خطة سياسية؛ خارطة طريق جديدة..

بيرتس في معرض تقديمه للخطة :" نحن بحاجة إلى خارطة طريق جديدة تجمع بين المبادرة السعودية وخطة خارطة الطريق. الجمود هو وصفة لتقوية المتطرفين..

بيرتس يعرض خطة سياسية؛  خارطة طريق جديدة..
ينكب وزير الأمن الإسرائيلي عمير بيرتس على بلورة خطة سياسية شاملة سيعرضها خلال الأيام القريبة القادمة. وبذلك يرد بخطة سياسية على إعلان إيهود باراك ترشيحه لرئاسة حزب العمل والذي يشكل خطرا على احتمالات فوزه، التي هي بالأساس متهالكة.

وقالت صحيفة معاريف أن بيرتس قد اجتمع حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية مع مستشاريه لوضع اللمسات الأخيرة على خطة سياسية شاملة ينوي عرضها خلال الأيام القريبة القادمة.

يحاول بيرتس أن يتميز عن باراك ومرشح الليكود بنيامين نتنياهو، الذي أبدى مقربوه، اليوم، قلقا من دخول اللاعب الجديد القديم إلى الحلبة السياسية مرة أخرى، إيهود باراك، بعرض خطة سياسية شاملة.

تتركز خطة بيرتس السياسية بطبيعة الحال على ثلاثة محاور رئيسية، سوريا ولبنان والمناطق الفلسطينية، ولم يتضح بعد كيف تتعاطى خطته مع المشروع النووي الإيراني ومع الدول العربية.

بمجملها تعتمد الخطة على دعم "القوى المعتدلة" في كل من لبنان وفلسطين وتدعو الخطة إلى تغيير سلم الأولويات السياسي الإسرائيلي ومنح أفضلية للتحقق من جدية النوايا السورية في إحلال السلام. وإذا تبين أن النوايا سليمة وحقيقية وإذا منحت الضمانات المناسبة، ينبغي على إسرائيل "النزول" الانسحاب من هضبة الجولان مقابل سلام شامل مع سوريا.

وحسب خطة بيرتس الذي طالما نادى بضرورة دعم وتعزيز مكانة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، يجب أن تدرس إسرائيل تقديم المساعدة للسنيورة، حتى عن طريق التفاوض مع سوريا بهدف وقف الجهد السوري لإسقاط حكومته. وينبغي أن تدرس إسرائيل إمكانية إطلاق سراح أسرى لبنانيين كبار ومن ضمنهم سمير القنطار مقابل الأسرى الإسرائيليين، "لمصلحة السنيورة ، وليس لمصلحة نصر الله"، وكذلك يتوجب دراسة وقف الطلعات الجوية في سماء لبنان .

وفي الشأن الفلسطيني يسعى بيرتس إلى تعزيز قوة أبو مازن بكل الوسائل في ومواصلة الضغط العسكري على حماس والتنظيمات المقاومة. وحسب الخطة يفصل بيرتس بين ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة ويعتبر أن ليس هناك ترابطا في الأحداث، وتشمل خطة بيرتس حوافز للقوات المعتدلة، وتتضمن أيضا خطة عسكرية للعمل ضد إطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة، أي العصا والجزرة.
عرض وزير الأمن الإسرائيلي عمير بيرتس،الاثنين، أمام أعضاء كتلة حزب العمل الخطة السياسية التي بلورها مع نائبه، أفرايم سنيه. وقال بيرتس في معرض تقديم خطته " نحن بحاجة إلى خارطة طريق جديدة تجمع بين المبادرة السعودية وخطة خارطة الطريق".

ويأتي عرض خطة بيرتس يوما واحدا بعد إعلان خصمه السياسي إيهود باراك عن ترشيحه للمنافسة على رئاسة حزب العمل.

تعتمد الخطة على " ضرورة وجود أفق سياسي واقعي أمام الفلسطينيين من أجل تعزيز قوة المعسكر المعتدل في السلطة الفلسطينية، إلى جانب فتح أفق ونافذة أمل للجمهور الإسرائيلي من أجل تغيير الواقع". وتعتبر خطة بيرتس الحل الدائم هدفا سياسيا، ينتج عنه دولتين.

وبرأي بيرتس أن "الجمود هو وصفة لتقوية المتطرفين" ، ويوضح أن الخطة لا تشمل تنازلات عن مناطق عُرفت من قبل إسرائيل وحتى في مبادرة جنيف على أنها مناطق إسرائيلية".

ويسعى بيرتس للوصول إلى الواقع المرتجى بوجهة نظره بثلاث مراحل. المرحلة الأولى وتستمر ستة أشهر وتتحدث عن استقرار وبلورة واقع أمني واقتصادي جديد . المرحلة الثانية: مفاوضات على مبادئ الحل الدائم وتوسيع مناطق السيادة الفلسطينية، وهذ ه المرحلة تستمر أيضا ستة أشهر. المرحلة الثالثة تستمر سنة ونصف وهي مرحلة المفاوضات التفصيلية حول الحل الدائم وتطبيقها.

المرحلة الأولى في خطة بيرتس تشمل إعادة الجندي الإسرائيلي الأسير مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وتوطيد وقف إطلاق النار عن طريق عمليات وقائية تقوم بها قوات الأمن الفلسطينية بالتنسيق مع إسرائيل. وخلال المرحلة الأولى يفترض أن يحصل تحسن على نسيج الحياة الفلسطينية(حسب الصطلح الأمني الإسرائيلي) ودعم النشاطات الاقتصادية على أساس اتفاقية التنقل والمعابر، والتي تعتبر جزءا من الخطة. وسيتقرر أيضا إخلاء البؤر الاستيطانية "غير القانونية" والتي أقيمت منذ مارس آذار عام 2001.

في المرحلة الثانية ستجري إسرائيل مفاوضات مع أبو مازن أومع أي جهة فلسطينية تقبل شروط اللجنة الرباعية الدولية. وفي هذه المرحلة ستجرى المفاوضات حول الترتيبات الأمنية والجمارك والمعابر وميناء غزة المستقبلي. ويتم عرض المبادئ التي يتفق عليها الطرفان على لجنة دولية وعربية لتحظى بدعمها. ويهدف التفاوض إلى التوصل إلى حل دولتين بروح ورؤية بوش وعلى أساس المبادرة السعودية.

وفي هذه المرحلة يستمر التطوير الاقتصادي وبناء البنية التحتية الفلسطينية، ويشمل ذلك فتح المطار في غزة ومرور مُراقب بين قطاع غزة والضفة الغربية. وفي هذه المرحلة تنتقل مناطق B لتصبح مناطق A ، ويرتبط ذلك بتفكيك البنى التحتية للإرهاب على يد قوات الأمن الفلسطينية، ويتم تفكيك باقي البؤر الاستيطانية "غير القانونية" ويتم الإفراج عن أسرى فلسطينيين إضافيين .

المرحلة الثالثة والتي تشمل مفاوضات تفصيلية حول الوضع الدائم، وتعتمد على الأسس التي تم الاتفاق عليها في المرحلة الثانية. وفي نهاية الفترة تبدأ مرحلة تنفيذ ما اتفق عليه وإقامة الدولة الفلسطينية وقد يستمر ذلك عدة سنوات ويكون بتأييد المجتمع الدولي.

وجاء في الصفحة الأخيرة من المبادرة " تحدد خارطة الطريق الجديدة عملية تدريجية يمكن فيها التوقف في كل محطة لفحص النتائج . خارطة الطريق الجديدة تعرض ترتيبا منطقيا بمراحل مع جدول مواعيد مفصل وواقعي الأمر الذي يزيد من مصداقية العملية بعيون الطرفين. وتعرض الخطة توسيع مناطق السيادة الفلسطينية بدل فكرة الدولة الفلسطينية المؤقتة.


التعليقات