تقرير: نتنياهو سعى لـ"تبييض الأسد" عربيا ودوليا

كشف تقرير صحافي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سعى إلى إعادة شرعنة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عبر مبادرة إقليمية تعيد الأخير إلى جامعة الدول العربية، مقابل اتفاق يلزمه بـ"سحب القوات الإيرانية" من سورية.

تقرير: نتنياهو سعى لـ

الأسد يستضيف وزير الخارجية الإيراني، آذار الماضي (أ ب)

كشف تقرير صحافي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سعى إلى إعادة شرعنة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، عبر مبادرة إقليمية تعيد الأخير إلى جامعة الدول العربية والمحافل الدولية، مقابل اتفاق يلزمه بـ"سحب القوات الإيرانية" من سورية.

وأفاد التقرير الذي أوردته صحيفة "يسرائيل هيوم"، عبر موقعها الإلكتروني، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، أوقف مؤخرا الخطة الإسرائيلية الإقليمية التي كان قد أطلقها نتنياهو.

وذكرت الصحيفة أن محاولات نتنياهو لـ"تبييض الأسد" انطلقت لأول مرة خلال اجتماع عُقد في مدينة القدس في حزيران/ يونيو 2019، وشارك فيه مستشارو الأمن القومي الروسي، والأميركي، والإسرائيلي.

نتنياهو ومستشارو الأمن القومي خلال اجتماعهم في القدس، في 24 حزيران/يونيو الماضي (مكتب الصحافة الحكومي)

ووفقا للتقرير، فإن نتنياهو عرض على مستشار الأمن القومي الأميركي حينها، جون بولتون، وأمين عام مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، بواسطة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مئير بن شبات، خطة متعددة المراحل لتعويم بشار الأسد.

وتشمل المرحلة الأولى من الخطة، أن يدعو الأسد "جميع القوات الأجنبية التي دخلت سورية بعد 2011 إلى مغادرة بلاده على أساس أنه لم يعد بحاجة إليها"، والمرحلة الثانية تشمل عودة سورية إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.

كما تشمل الخطة انخراط دول خليجية على رأسها الإمارات في الاقتصاد السوري كبديل لإيران "التي تسيطر أيضًا على سورية اقتصاديًا"، ومزاحمتها على ملف "إعادة إعمار سورية". والمرحلة التالية تتمثل بقيام النظام السوري بـ"إصلاحات يتم تحديدها في محادثات دولية في فيينا"، والمرحلة الأخيرة تتمثل بإجراء انتخابات في سورية.

دعم عربي لمخطط نتنياهو

وذكر التقرير أن بن شبات مثل مبعوث نتنياهو الخاص إلى جميع الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بما في ذلك في الخليج، في إشارة إلى الإمارات والبحرين وعُمان؛ ولفت إلى أن مصر رحبت بالفكرة وأن الأردن كان معنيا بها "لتحرير نفسه من العبء الثقيل لملايين اللاجئين السوريين الذين فروا إليه خلال سنوات الحرب في سورية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع مطلع على التفاصيل، أنه "لم يكن هناك أي اتصال مباشر أو غير مباشر بين إسرائيل ونظام الأسد في هذه المرحلة، ولم تتوجه تل أبيب للأسد حتى لسؤاله عما إذا كان يوافق على المخطط الذي تقترحه أم لا".

وبحسب التقرير فإن المسؤولين الإسرائيليين حينها أدركوا أن "حكم الأسد بات أمرًا واقعًا مع نهاية الحرب الأهلية في سورية"، غير أن الأسد لم يحظ على الصعيد الدولي إلا بالدعم الروسي؛ واعتقد المسؤولون في تل أبيب آنذاك أنه "في ظل الظروف التي نشأت، فإن المصالحة مع الأسد، ودحر الوجود الإيران من سورية، هي أفضل نتيجة يمكن تحقيقها".

ونقلت الصحيفة عن مصدرها الرفيع قوله إن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وفي ظل عدم امتلاك الأسد لقوات خاصة به قادرة على إجبار إيران على سحب ميليشياتها من الأراضي السورية، رأى أن الحل الوحيد هو "دفع حراك دولي في هذا المسار على أمل أن يثمر في نهاية المطاف عن إخراج الإيرانيين من سورية".

وقال المصدر إن القيادة الإسرائيلية اعتقدت حينها "أن الدمج بين الضربات العسكرية والتحرك السياسي يمكن أن يدفع الإيرانيين إلى الانسحاب من سورية"، وأوضح أن "الهدف الإسرائيلي كان يتمثل بنزع الشرعية عن الوجود الإيراني في سورية، ولهذا، أولاً وقبل كل شيء، كنا بحاجة إلى دعم وتوافق بين الولايات المتحدة وروسيا، وقد تحقق ذلك بالفعل".

وأفاد التقرير أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الحالي، إيال حولاتا، اطلع على المخطط من سلفه، بن شبات نفسه، في إطار تسلم المنصب الأمني الرفيع؛ وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية الحالية قررت عدم المضي قدما بهذه المبادرة، رغم أنها "لا تعارض ‘تبييض‘ الأسد بقدر ما تقرر الدول العربية نفسها".

وبحسب "يسرائيل هيوم" أثيرت هذه المسألة خلال "القمة الثلاثية" التي جمعت بينيت والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، قبل أسبوعين في شرم الشيخ. حيث أطلع بن زايد بينيت والسيسي على مخرجات الاجتماع الذي عقده مع الأسد الذي زار الإمارات يوم الجمعة 18 آذار/ مارس الماضي.

وقالت الصحيفة إن بينيت عبّر عن موقف "محايد من الأسد. لم يعارض إمكانية إعادته إلى جامعة الدول العربية، لكنه في الوقت نفسه لم يؤيد الفكرة أو يدعمها"، وأوضحت أن المسؤولين في مكتب بينيت يعتقدون أن "الأسد غير قادر على طرد الإيرانيين من بلاده، وبالتالي فإن المبادرة غير مجدية".

التعليقات