"الإمارات ترى مصلحة إسرائيلية من تحركها تجاه الأسد"

بن زايد أطلع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اللذين اجتمع بهما في شرم الشيخ، على تفاصيل زيارة الأسد إلى الإمارات، وشدد على أن هناك مصلحة إسرائيلية من هذه التحركات

الأسد وبن زايد (أ ب)

ترى الإمارات أن لدى إسرائيل مصلحة من تحركها الأخير لإضفاء الشرعية على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي زار الإمارات يوم الجمعة الماضي، في خطوة سارعت واشنطن إلى التنديد بها، إذ لم تكن على علم بالزيارة وعلمت بها من خلال وسائل الإعلام، بحسب ما أشارت تقارير صحافية.

وأكد تقرير صحافي، مساء الأربعاء، أن واشنطن لم تكن تتوقع زيارة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يوم الجمعة الماضي، إلى الإمارات، وأنها فوجئت بالأمر، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين في إدارة الرئيس جو بايدن.

وكانت الزيارة، التي لم يعلن عنها مسبقًا، الأولى للأسد إلى دولة عربية منذ اندلاع الثورة السورية قبل 11 عامًا، والتقى خلالها الأخير ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للإمارات، محمد بن زايد، وحاكم دبي، محمد بن راشد.

ورفعت زيارة الأسد منسوب التوتر بين الولايات المتحدة والإمارات، والذي برز مع السلوك الذي انتهجته الإمارات حيال الغزو الروسي لأوكرانيا في الأمم المتحدة، بعدما امتنعت إدانة الغزو في مجلس الأمن الدولي.

وقال المصدران إن إدارة بايدن علمت بالزيارة من وسائل الإعلام، مضيفين أن مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية "شعروا بأنه تم خداعهم".

ويوم السبت الماضي، قالت الولايات المتحدة، في بيان ردا على زيارة الأسد للإمارات، إنها "تشعر بخيبة أمل كبيرة وبقلق من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية" على الأسد.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إنه "نحث الدول التي تفكر في التواصل مع نظام الأسد على أن تدرس بعناية الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام ضد السوريين على مدى العقد الماضي فضلا عن محاولات النظام المستمرة لحرمان معظم البلد من الحصول على المساعدات الإنسانية والأمن".

مصلحة إسرائيلية من تحرك الإمارات تجاه الأسد؟

وعلى صلة، نقل مراسل الموقع، الصحافي الإسرائيلي، باراك رافيد، عن مصدر إسرائيلي مطلع، أن بن زايد أطلع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اللذين اجتمع بهما في شرم الشيخ، على تفاصيل زيارة الأسد.

ونقل الموقع عن مسؤول إماراتي قوله إن زيارة الأسد "كانت جزءًا من إستراتيجية أوسع جديدة للتحدث مع الجميع في المنطقة"، مضيفًا: "نهجنا الجديد يركز على الدبلوماسية وخفض التصعيد والمشاركة، ونضع مصالحنا أولاً".

وأشارت التقارير التي وردت في وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن بن زايد أبلغ بينيت بأن الإمارات تفضل إعادة شرعنة الأسد ليعود مجددًا إلى الساحة العربية في محاولة لسحبه من أحضان طهران والحد من النفوذ الإيراني في سورية.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11")، الأربعاء، أن "المسؤولين الإماراتيين بعثوا برسالة إلى إسرائيل مفادها أن هناك جدوى من جلب الأسد إلى حضن العالم العربي (تدريجيا)، في محاولة لإبعاده عن إيران وروسيا".

وتعتبر الإمارات، بحسب "كان 11" أن لدى إسرائيل مصلحة في هذه الخطوة، على اعتبار أن ،"أي شيء من شأنه أن يقلل من نفوذ إيران على حدود إسرائيل هو خطوة إيجابية".

وكان مستشار الشؤون الدبلوماسية لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، قد برر في تغريدة على "تويتر"، السبت الماضي، زيارة الأسد بالقول إنها "تنطلق من توجّه الإمارات الرامي إلى تكريس الدور العربي في الملف السوري، كما تأتي من قناعة إماراتية بضرورة التواصل السياسي والانفتاح والحوار على مستوى الإقليم".

التعليقات