مقتل جوهرة خنيفس من شفاعمرو بتفجير سيارة

قُتلت الشابة جوهرة خنيفس (28 عاما)، في انفجار مركبة بالقرب من مدخل مدينة شفاعمرو، مساء أمس الثلاثاء، بحسب ما أعلنت الطواقم الطبية، إذ تم تفجير مركبتها بعبوة ناسفة، وفقا للتحقيقات الأولية للشرطة.

 مقتل جوهرة خنيفس من شفاعمرو بتفجير سيارة

الضحية جوهرة خنيفس (أرشيف عرب 48)

قُتلت الشابة جوهرة خنيفس (28 عاما) من مدينة شفاعمرو، مساء أمس، الثلاثاء، في انفجار مركبة كانت تقودها بالقرب من مدخل المدينة. وأظهرت التحقيقات الأولية للشرطة أنه تم تفجير المركبة بواسطة عبوة ناسفة.

والضحية ابنة نائب رئيس بلدية شفاعمرو، فرج خنيفس، ووالدتها بديعة خنيفس تعمل في وحدة النهوض بمكانة المرأة في البلدية.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

ووفقا للتقارير فإن مركبة خاصة تعرضت للتفجير على شارع رقم 781 بالقرب من مدخل شفاعمرو، ما أدى إلى اشتعال النار في المركبة.

ووصلت طواقم الإنقاذ إلى المكان وعملت على إخماد الحريق، وتبين لاحقا وجود عالق داخل المركبة وقد فارق الحياة نتيجة الانفجار والحريق.

وذكرت الطواقم الطبية أنه "بعد انتهاء عمليات الإطفاء رصدنا مصابا داخل المركبة، كان فاقدا للوعي إثر تعرضه لإصابة شديدة"، وقالت إن حالة المصاب "لم تترك لها خيارا سوى إقرار وفاته".

وذُكر لاحقا أن الضحية هي الناشطة في المنتدى النسائي الشفاعمري، جوهرة خنيفس.

وفتحت الشرطة ملفا للتحقيق في ملابسات الجريمة، ولم يُبلّغ عن خلفيتها أو اعتقال مشتبهين باقتراف الجريمة.

وسادت أجواء من الحزن والصدمة بين أقارب وصديقات الضحية التي عرفت بنشاطها في شفاعمرو، وتجمهر عدد من الأهالي في محيط منزل عائلة خنيفس، معربين عن استنكارهم للجريمة، ووقوفهم إلى جانب العائلة الثاكل.

والدة الضحية: أعيدوا لي ابنتي

وقالت والدة الضحية، بديعة خنيفس، لـ"عرب 48" إنه "أريد أن تعود لي جوهرة وفقط لا غير ذلك. حتى هذه اللحظات لا أعلم شيئا، أعلم فقط أنها قُتلت بدم بارد، ولا أعلم الخلفية والتفاصيل".

والد الضحية: ابنتي لم تكن مُهددة بالقتل

وتعيش عائلة الضحية جوهرة خنيفس حالة من الحزن ممزوجة بغضب شديد، إذ قال والدها في حديث لمراسل "عرب 48"، ضياء حاج يحيى، إن "ابنتي جوهرة كانت إنسانة خدومة جدا".

ونفى فرج خنيفس أن تكون ابنته أو أي أحد من العائلة قد تلقى تهديدات قبل ارتكاب الجريمة.

ولا تزال خلفية الجريمة، غير معروفة حتى هذه اللحظة، إذ قالت الشرطة إن هناك أكثر من اتجاه يتم التحقيق فيه، بينها خلفية عمل والدها نائبا لرئيس البلدية.

وروى خنيفس لـ"عرب 48" أن "ابنتي جوهرة كانت إنسانة مرحة، وذكية جدا، تحب المساعدة وأحبت الحياة، وكانت فعالة جدا في قضايا النساء التي دائما سعت للنهوض بمكانة المرأة".

وأضاف أن "الحديث الأخير الذي كان بيننا يوم أمس الساعة الثامنة مساء، حدثتني بأنها ستخرج في مركبتها، وكان كل شيء طبيعي، وأنا كنت في مناسبة عائلية حتى وصلني الخبر ووقع علينا كالصاعقة".

وأكد الوالد الثاكل أنه "حتى هذه اللحظات الخلفية غير معروفة، جوهرة مثلها كمثل أي شابة كانت طموحة جدا. نحن نتمنى أن تقبض الشرطة على المجرمين، ولكن حتى الآن كل ما يقال هو مجرد شائعات".

وحمّل خنيفس المسؤولية للشرطة والحكومة وكذلك للمجتمع، وختم بالقول إن "تفشي الجريمة بهذه الخطورة هو مسؤولية الجميع، نعم الشرطة والحكومة ومؤسسات الدولة مسؤولون عن هذه الظاهرة، ولكن القتلة للأسف هم من مجتمعنا، اين دورنا كمجتمع، ولماذا لا نأخذ المسؤولية على أنفسنا؟".

آخر ما قالته جوهرة خنيفس في حديث لـ"عرب 48" عن العنف والجريمة

اعتبرت الناشطة في المنتدى النسائي الشفاعمري، جوهرة خنيفس، في حديث لـ"عرب 48"، يوم 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، أن "ظاهرة العنف واحدة من الظواهر السلبية التي نواجهها، وهي تأتي نتيجة لانعدام الشعور بالأمان في مجتمعنا العربي، مما يعيق تقدمنا في كافة مناحي الحياة، فانعدام الأمان يخلق نوعا من القلق والخوف والارتياب لدى أبناء المجتمع الذين يلجأون في تصديهم لذلك إلى البحث عن وسائل دفاع ذاتية، وهنا تكمن المشكلة، إذ أن الكثيرين يعمدون إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم نتيجة شعورهم بأن الدولة غير آبهة بهم وبحماية أرواحهم".

وأشارت إلى أن "الفراغ يلعب أيضا دورا في اتساع دائرة العنف، إذ أن الفراغ يخلق نوعا من العزلة المجتمعية مع انعدام الأطر الجامعة لأبناء المجتمع، وتخلق نوعا من الصعوبات في التكيف مع المجتمع نتيجة للتهميش المتعمد من قبل الدولة، ولمواجهة الفراغ علينا ملء الفراغ بنشاطات إيجابية ومثمرة، وهذا ما سيؤدي بالنتيجة إلى شعور الفرد بذاته وكيانه فيبتعد بالتالي عن العنف ومسبباته. علينا أن نكون واعين لما يدور حولنا وأيضا إيجاد الوسائل التي تمكننا من التعامل مع الأجهزة الأمنية التي تتربص بنا وتعمل على تهميشنا، بل وقمعنا، وهذا ما يمكنني إطلاق مسمى العنف المؤسساتي عليه".

وختمت خنيفس بالقول إنه "أيضا للعنف دوافعه الأخرى كالجهل المتفشي لدى شريحة واسعة من المجتمع، والتي ترى أن حمل السلاح هو من سيؤمن لها الحماية والأمان، على الرغم من أنه بحد ذاته أحد مسببات العنف. في النهاية، أؤكد على أنه يجب علينا أن نتعايش مع الظروف، وأن نتصدى للعنف وأسبابه، لنتمكن من العيش بسلام وأمن وطمأنينة كسائر الشعوب المتقدمة التي تنعم بالأمن والأمان".

اقرأ/ي أيضًا | قتيل في جريمة إطلاق نار في عارة

بلدية شفاعمرو: نرى في هذا العمل الإجرامي تجاوزا لكافة الخطوط الحمراء التي تهدد مجتمعنا وتودي به إلى حافة الانهيار

وأصدرت بلدية شفاعمرو، صباح اليوم الأربعاء، بيانا جاء فيه إن "بلدية شفاعمرو، الرئيس وأعضاء المجلس البلدي والموظفون، يقفون وراء عائلة نائب رئيس البلدية، فرج خنيفس وعقيلته بديعة مستشارة رئيس البلدية لشؤون المرأة، ويستنكرون بشدة الحادث المأساوي الذي أودى بحياة ابنتهما جوهرة إثر انفجار سيارتها".

وذُكر فيه أيضا أن "هذا الخبر الذي وقع كالصاعقة على شفاعمرو عامة يأتي ضمن سلسلة العنف والأعمال الإجرامية التي تجتاح المجتمع العربي في البلاد منذ سنوات. إننا نرى في هذا العمل الإجرامي تجاوزا لكافة الخطوط الحمراء التي تهدد مجتمعنا وتودي به إلى حافة الانهيار. ونحن، إذ نقف جنبا إلى جنب مع العائلة الكريمة، نطالب كافة المسؤولين من حكومة وشرطة اتخاذ كافة التدابير للكشف عن الجناة، ووضع حد لهذه الأعمال الإجرامية. البلدية بكامل هيئتها في تواصل دائم لمتابعة الحدث وحيثياته واتخاذ الإجراءات اللازمة. كما تعلن عن إلغاء نشاطات احتفالاتها بيوم الطفل المقررة لهذا اليوم".

المركبة التي تعرضت للتفجير في شفاعمرو، الليلة الماضية

وفي واقعة عنف منفصلة، أصيب شخصان في جريمة طعن ارتكبت مساء الثلاثاء، في بلدة شقيب السلام في منطقة النقب، بحسب ما أفادت الشرطة.

وأفادت الطواقم الطبية بأنها نقلت مصابين حالة أحدهما (42 عاما) خطيرة والآخر (27 عاما) حالته طفيفة، إلى مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع.

وذكرت أنها قدمت العلاج لشخصين إثر إصابتهما في "واقعة عنف" لم تحددها.

من جانبها، رجّحت الشرطة في بيان أن الضحيتين أصيبا في جريمة طعن. وقالت إن عناصرها هرعوا إلى المكان، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

33 قتيلا في المجتمع العربي منذ مطلع العام

وجاءت جريمة قتل جوهرة خنيفس، وسط تصاعد في أعمال العنف والجريمة في البلدات العربية في مناطق الـ48 خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من التواجد المكثف لقوات الشرطة التي عززت من نشر عناصرها وفتح محطات شرطية.

ويستدل من المعطيات المتوفرة أن عدد ضحايا جرائم القتل في البلدات العربية، بلغ منذ مطلع العام 2022 الجاري، 33 قتيلا، في حصيلة لا تشمل مدينة القدس ومنطقة الجولان السوري المحتلتين.

وبلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل بالمجتمع العربي في العام 2021؛ 111 ضحية بينها 16 امرأة؛ لا تشمل ضحايا الجرائم التي وقعت في مدينة القدس وهضبة الجولان المحتلتين.

وبلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل بالمجتمع العربي في العام 2020؛ 100 ضحية بينها 16 امرأة؛ لا تشمل ضحايا الجرائم التي وقعت في مدينة القدس وهضبة الجولان المحتلتين.

وقُتل 93 عربيا بينهم 11 امرأة في العام 2019، وفي العام 2018 بلغت حصيلة الضحايا 76 بينها 14 امرأة؛ فيما قُتل 72 عربيا بينهم 10 نساء في العام 2017.

واقتُرفت معظم الجرائم باستخدام السلاح الناري، وأخرى ارتكبت بالاعتداء والطعن بالسكاكين والآلات الحادة، والدهس، وغيرها من الوسائل.

التعليقات