09/03/2025 - 14:12

آذار الثقافة 2025 في طمرة: جسر نحو مجتمع آمن

البرنامج الذي تنظمه مؤسسة "آذار الثقافة" بالتعاون مع بلدية طمرة وبالشراكة مع مؤسسات ثقافية ولجان شعبية، منصة سنوية لتعزيز الهوية الفلسطينية عبر الفنون والأدب، وسط تصاعد تحديات العنف وتهديدات الذوبان الثقافي.

آذار الثقافة 2025 في طمرة: جسر نحو مجتمع آمن

(عرب 48)

تستعد مدينة طمرة لتدشين فعاليات "آذار الثقافة" في نسخته الثالثة عشرة (11-14 آذار/ مارس 2025)، تحت شعار "الثقافة جسر نحو مجتمع آمن"، بمزيج فريد يدمج الموروث الفلسطيني بالقيم الرمضانية تحت عنوان "رمضان يجمعنا".

ويُعد البرنامج الذي تنظمه مؤسسة "آذار الثقافة" بالتعاون مع بلدية طمرة وبالشراكة مع مؤسسات ثقافية ولجان شعبية، منصة سنوية لتعزيز الهوية الفلسطينية عبر الفنون والأدب، وسط تصاعد تحديات العنف وتهديدات الذوبان الثقافي.

13 عامًا من التأثير الثقافي والمجتمعي

عبرت مديرة قسم الثقافة في بلدية طمرة، الفنانة هيام ذياب، لـ"عرب 48" عن أهمية "آذار الثقافة" بقولها إنه "مع بداية آذار، أسترجع 13 عامًا من العطاء الثقافي. هذا الحدث ليس مجرد مهرجان، بل هو محطة ينتظرها الجمهور بشغف، لما تحمله من مضامين أدبية واجتماعية وثقافية تعكس هويتنا الفلسطينية. يهدف آذار الثقافة إلى بناء جيل واعٍ ومدرك لهويته، في ظل التحديات التي تواجه مجتمعنا، وأبرزها ضياع الهوية".

هيام ذياب

كما أكدت ذياب أن "الحدث شهد خلال السنوات الماضية إقبالًا جماهيريًا متزايدًا، إذ أصبح الجمهور شريكًا أساسيًا في المشروع، مما عزز استدامته".

وأشارت إلى أن "العديد من الأطفال الذين نشأوا على المشاركة في الفعاليات أصبحوا اليوم جزءًا من الفريق المنظم، في دلالة واضحة على نجاح الحدث في خلق قاعدة ثقافية راسخة بين الأجيال".

اللغة العربية في قلب "آذار الثقافة"

من جانبها، أوضحت مركزة برنامج "آذار الثقافة" لعام 2025، الناشطة والمربية منيبة روبي، لـ"عرب 48" أن "الحدث أصبح منصة تجمع مختلف الفئات والمؤسسات الفاعلة في المدينة، حيث يتميز هذا العام بتنظيم خاص في الفترة بين 11 و14 آذار، متناولًا قضايا المجتمع الفلسطيني في البلاد من خلال فعاليات ثقافية وفنية متنوعة".

منيبة روبي

وأضافت أنه "نسعى إلى إشراك المجتمع ليس فقط كجمهور متلقٍ، بل كمساهم في التنظيم، إذ تم دمج جميع الفئات العمرية، من رياض الأطفال حتى كبار السن، كما يشارك طلاب المدارس في فعاليات إبداعية، تعزز علاقتهم بالثقافة".

وشددت على أن "اللغة العربية تلعب دورًا جوهريًا في البرنامج، إذ استمر تنظيم مسابقة الكتاب الإبداعي، منذ تسع سنوات على التوالي، بالشراكة مع المدارس الابتدائية، بهدف تنمية مهارات القراءة والكتابة، وترسيخ حب اللغة العربية كلغة تعبير وهوية".

أجواء رمضانية تُغني الحدث الثقافي

وأشارت روبي إلى أن "آذار الثقافة" يتزامن هذا العام مع شهر رمضان، ما أضفى عليه طابعًا خاصًا، حيث يتضمن أمسيات رمضانية من أناشيد وابتهالات دينية، تعزز الانتماء للهوية الفلسطينية من خلال البعد الثقافي والديني".

الشباب والثقافة: سلاح ضد العنف

شددت عضو لجنة "آذار الثقافة"، الناشطة الشبابية دعاء حمادي، خلال حديثها لـ"عرب 48" على أهمية تخصيص مساحات ثقافية للشباب، قائلة إنه "كلما كثفنا النشاطات الثقافية وزوّدنا الشباب بمساحات تعبير وإبداع، استطعنا تقليل نسبة العنف في مجتمعنا. الشباب يشكلون جزءًا أساسيًا من المجتمع، والبرامج الثقافية تفتح أمامهم نافذة أمل، وتوفر لهم متنفسًا لإخراج إبداعهم، وتوجيههم نحو مستقبل أكثر وعيًا واستقرارًا".

دعاء حمادي

"آذار الثقافة".. الثقافة صوت الحياة في وجه العنف

بدوره، أشار مؤسس وعضو في مؤسسة "آذار الثقافة"، المحامي نضال عثمان، إلى أن "آذار الثقافة يجسد نموذجًا للتعاون والعمل الجماعي، حيث يشارك فيه ناشطون من مختلف العائلات والتوجهات، تحت راية الثقافة والفن، ويعملون بشكل تطوعي لتنظيم مهرجان يليق بالمجتمع".

وأكد أن "انطلاق النشاطات الثقافية سنويا، يتزامن مع ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني محمود درويش".

وأضاف أن "آذار الثقافة يأتي كرد على تصاعد العنف والجريمة في المجتمع العربي، وهو يُثبت، فالثقافة ليست رفاهية، بل أداة مقاومة، والفن هو أحد أقوى الأسلحة في مواجهة العنف والحرب"، مشددًا على "قدرة الفن في التأثير وخلق واقع أكثر وعيًا وأمانًا".

"آذار الثقافة".. مشروع يعكس تطلعات مجتمع بأكمله

يؤمن القائمون على "آذار الثقافة" بأن الثقافة هي الحاضنة الأساسية للأجيال الناشئة، حيث يواكب الطفل منذ صغره حتى يصبح شابًا واعيًا بهويته". واستمرار النشاطات للعام الثالث عشر على التوالي، يعكس مدى ترسخه في وجدان المجتمع في طمرة، ومدى إيمان الناس بأهمية الثقافة كأداة للتغيير والتوعية".

التعليقات