السلام عليكِ يا مريم | فرانك أوهارا*

فرانك أوهارا (1926 - 1966)

خاصّ فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة

أمّهاتُ أمريكا!

دعن أبناءكنّ يرتادون صالات السينما

اِدفعنهنّ لمغادرة المنزل، لئلّا يعرفوا أسراركنّ

أجل. الهواء العليل مفيد للجسد

لكن، لمَ لا نسأل عن الروح

الّتي تنمو في العتمة، تزيّنها نقوش فضّيّة محدّبة!

ومع تقدّمكنّ في العمر - لأنّ العمر ماضٍ لا مناصّ -

لن يكرهوكنّ

ولن يندّدوا بكنّ، ولن يعرفوا أنّهم سيعيشون لاحقًا في بلدٍ

باهر

كانوا قد رأوه في ظهيرة سبت ما، أو أنّهم سيتغيّبون عن المدرسة

وربّما سيغمرهم الامتنان

على خوضهم أولى تجاربهم الجنسيّة

الّتي لم تكلّفكِ إلّا ربع دولار فقط

ولم يُقلب مزاج البيت الهادئ

سوف يعرفون من أين تأتي ألواح الحلوى

وأكياس الفشار الضخمة

متخمة حدّ الترف، ترف مغادرة صالة السينما قبل انتهاء الفيلم

مع غريب ودود، يسكن شقّة في بناية الجنّة على الأرض

ناحية جسر ويليامزبورغ       

أيّتها الأمّهات، ستُفْرِحْنَ الأطفال الكتاكيت

بشدّة، إن لم يأت أحد ليلّمّهم من صالات السينما

لن ينتبهوا

ولو لمّهم أحد بعد الفيلم، سيكون رائعًا

فيكونون قد تسلّوا في كلتا الحالتين

وذلك خير من التسكّع في الساحة

أو في غرفهم

يجمّعون لكنّ

كرهًا مبكّرًا، فأنتنّ لم تقترفن ذنبًا قبيحًا بعد

سوى عزلهم عن مُتَعٍ أخبث

وهذه الأخيرة لا تُغفر

فلا تلُمْنني لو لم تأخذن بنصيحتي

وتفكّكت الأسرة

ولو كَبُرَ أبناؤكنّ وأصابهم العمى أمام شاشة التلفاز

وهم يشاهدون

أفلامًا لم تسمحن لهم بمشاهدتها في الصغر

 

 

النصّ الأصليّ.

 

* فرانك أوهارا Frank O'Hara: شاعر وكاتب وناقد فنّيّ أمريكيّ. يسجّل في قصائده الحياة اليوميّة المعاصرة ويتأمّل المشهد المدينيّ في نيويورك، حيث انتقل للعيش فيها خريف 1951. عمل مساعد قيّم في معارض الرسم والنحت في متحف الفنّ الحديث MoMA. نُشرت نصوصه النقديّة حول الفنّ المعاصر والنحت في مجلّات متخصّصة مثل Art News. أبرز دواوينه الشّعريّة "تأمّلات أثناء الطوارئ" (1957) وديوان "قصائد الغداء" (1964). أشعاره بمثابة سيرته الذاتيّة، وتكشف عن اهتماماته في الفنّ التعبيريّ التجريديّ والشعر الروسيّ.