07/10/2019 - 11:37

"البديل" – قصة من الأدب السويدي

قصة "البديل"، تطرح العلاقة بين بني البشر والمخلوقات الخيالية (الترول)، تبدأ القصة بوصف الكاتبة للصعوبات التي واجهها زوجان آدميّان حتى رُزقا بطفل جميل غالٍ على قلبيهما، وكيف أنهما خلال تجوالهما في الغابة على الحصان، يقع الطفل من يدي أمه..

تأليف: "سلمى لاغرلوف" 

رسومات: "ماي فاغربيرغ"

الترجمة للعربية: "سكينة إبراهيم"

إصدار: "دار المنى"

القصة تناسب الأطفال من جيل 8 سنوات وفوق وتناسب الفتيات والفتيان وتناسب الكبار أيضًا.

ما أشد حاجتنا في هذه الأيام للتحلي بالتسامح،المحبة من غير شروط، مشاعر الأمومة الصادقة والتي تمثّل الحب الخالص من غير قيد أو شرط وبعيدًا عن المصالح. نحتاج لهذه النصوص في أيام تكثر فيها الأعصاب الثائرة ويكثر فيها العنف والمشاعر المتأججة والانتقام، فلنقرأ هذه القصة.

قصة البديل، هي قطعة فنيّة من الأدب السويدي، تعرض لنا شخصية "الترول" وهو كائن خيالي من الفلكلور والأساطير الإسكندنافيّة. تقول الأسطورة بأن "الترول" (القزم كما يُترجم في بعض الأحيان للعربية) هو كائن صيّاد عادةً ما يعيش في الجبال أو الكهوف في عائلات صغيرة، وهي، كما يصفها الأدب الإسكندنافي، كائنات "غير مفيدة" لبني البشر. لاحقًا، في الفلكلور الإسكندنافي، بدأت هذه الكائنات تتخذ صفات خاصة بها، وتُصوَّر في الغالب على أنها كائنات "غير مسيحيّة"، معادية للبشر وتشكل خطرًا عليهم. واختلفت المصادر في رسم صورة "الترول"، إذ يظهر أحيانًا ككائن قبيح المظهر وغبيّ، وفي أحيانٍ أخرى يبدو ويتصرّف كبني البشر تمامًا.

يقابل شخصية "الترول" في تراثنا العربي، شخصية "الغول" مع بعض الاختلافات بينهما. وفي المقابل يظهر "الترول" في صيغة "ديزني" لقصة "الأميرة إلسا (فروزِن)" على أنه شخص قزم، قبيح المنظر ولكنه حكيم ومحِبّ للإنسان، الذي يلجأ إليه ويستشيره في الحالات التي تصنَّف "فوق طبيعية".

عودةً لقصة "البديل"، والتي تطرح العلاقة بين بني البشر وهذه المخلوقات الخيالية (الترول)، تبدأ القصة بوصف الكاتبة للصعوبات التي واجهها زوجان آدميّان حتى رُزقا بطفل جميل غالٍ على قلبيهما، وكيف أنهما خلال تجوالهما في الغابة على ظهر الحصان، يقع الطفل من يدي أمه على الأرض، فتنتهز أنثى "الترولالأم (كانت تختبئ خلف الأشجار) الفرصة لتبديل الطفل الآدمي بطفلها، "الترول" الصغير، البشع، وتنتبه الأم البشرية لوقوع ابنها بعد فوات الأوان، تعود لتبحث عنه، فتجد "الترول" الطفل مكانه، قلبها لا يطاوعها بتركه وحيدًا في الغابة، فتأخذه معها إلى البيت ولا تتوقف عن رعايته، بالرغم من معاداة الجميع لها ولومهم وتحريضهم عليها، على الصغير وأولهم زوجها، إضافةً للصعوبة في تربية "الترول" الذي يختلف كثيرًا بطباعه وصفاته عن بني البشر. تواظب الأم على الاعتناء "بالترول"  وتعامله باعتباره ابنها الجديد، ينمو الترول ويكبر أمامها، وقلبها يتمزق بين شوقها وحنينها لابنها الضائع ولوم زوجها وكلّ من حولها لها على إخلاصها لهذا الكائن، ومرارة حياتها الجديدة وهذا الطفل البشع الأقرب للوحش منه للطفل.

تعرض القصة في نهايتها، القدرات الفوق طبيعيّة "للترول" الأم على معرفة ما يحصل لابنها ("الترول") حتى عن بُعد، وكيف أنها في كل مرة كانت تنوي قتل هذا الطفل الآدمي، كانت الأم الآدمية تنقذ طفلها من خطر كبير فتتراجع عن مخططاتها، تتفجّر الأزمة عندما يملّ الزوج من هذه الحياة ويهجر زوجته فارًّا إلى الغابة، حيث تعطي الكاتبة صورة للأب "التقليدي" المجرّد من الرحمة ومشاعر الأبوّة الحانية، فيظهر على أنه كائن ظالم وقلبه بارد، يتخلّى عن زوجته ويتهمها بالإهمال على كافّة الأصعدة، فهي تهمل طفلهما وتوقعه في الغابة، ثم تهتم بالترول وتهمل زوجها والمجتمع بأسره، عندما تتمرّد على العادات والتقاليد وتتعالى بأمومتها إلى أبعد الحدود.

تقول الخرافة أن الأم إن قامت بقتل طفل "الترول" فسيعود لها ابنها الحقيقي، وتقول التجارب أنه سيعود ميتًا لأهله. فماذا ستفعل؟ وكيف ستتصرف بالمواقف الصعبة والامتحانات العديدة التي تتعرض لها؟ وكيف ستنتهي هذه القصة؟.

الكاتبة سلمى لاغرلوف

 

 

 

 

 

 

 

 

عن المؤلفة:

* سلمى لاغرلوف، روائية سويدية (16/3/1940 - 20/11/1858)، * أشهر مؤلفاتها: "مغامرات نيلز العجيبة"، * أول امرأة تحصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1909 وانضمت لاحقًا لأعضاء الأكاديمية التي تمنح الجائزة، * قامت بزيارة فلسطين في بداية القرن العشرين، سكنت خلالها في القدس، وقد نتج عنها رواية بعنوان "القدس" صدرت بجزئين في العامين "1901 و 1902" تصف من خلالها رحلتها الفريدة لهذه البقعة من الأرض وقد تمّ تحويلها لاحقًا لفيلم.

أعدت القصة لموقع والدية: "منال صعابنة" smanaly@yahoo.com

التعليقات