وفاة حبيب قهوجي من مؤسسي حركة الأرض

الراحل حبيب قهوجي سيبقى علما من أعلام الحركة الوطنية الفلسطينية وأحد روادها وصاحب موقف ثابت وقناعات راسخة.

وفاة حبيب قهوجي من مؤسسي حركة الأرض

الفقيد حبيب قهوجي

توفي الأستاذ حبيب نوفل قهوجي (أبو نوفل)، ابن قرية فسوطة بالأصل، في المنفى في فرنسا عن عمر ناهز 91 عاما، وهو من مؤسسي حركة الأرض في العام 1959 ومؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية.

وتقبل عائلة الفقيد التعازي على مدار 3 أيام بدءا من اليوم، الأحد، ولغاية الثلاثاء، في منزل ابن شقيقه، وسام قهوجي، في فسوطة من الساعة الخامسة مساء حتى التاسعة ليلا.

نبذة عن حياة الفقيد

ولد حبيب قهوجي في قرية فسوطة الجليلية في العام 1932 ابنا لعائلة عريقة، فوالده الأستاذ نوفل قهوجي يعتبر من أوائل المدرسين في فسوطة والجليل، تتلمذ ابنه الأكبر حبيب في مدرسة القرية الأسقفية وانتقل بعدها إلى البصة ولبنان لإكمال دراسته، إلا أن النكبة الفلسطينية قطعت الحلم، والتحق بعد ذلك في سلك التعليم بفسوطة وتيراسنطا الناصرة ومدارس أخرى في حيفا، إلا أن مواقفه السياسية أدت إلى مطاردته وملاحقته سياسيا من قبل السلطات الإسرائيلية.

عاش قهوجي ملاحقا لفترة طويلة، لكن هذا لم يغير في مواقفه الوطنية وكان معروفا بلغته البليغة وحديثه اللبق ومواقفه الصارمة ووعيه السياسي، ما أدى إلى اعتقاله وسجنه في مطلع الستينيات.

ويعد الفقيد من مؤسسي حركة الأرض في العام 1959 ومؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية، ما زاد من وتيرة الملاحقة حتى اضطر لمغادرة البلاد بعد نكسة 1967 وملاحقة ناشطي الحركة.

وعاش قهوجي في المنفى متنقلا بين سورية ولبنان، وقضى فترة طويلة في سورية والتحق كعضو مستقل في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (1977-1981)، وساهم في نشر منشورات مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية ومقرها الرئيسي في دمشق، كما ترجم من اللغة العبرية إلى العربية وكتب دراسات عن الصهيونية والسياسات الإسرائيلية بما فيها "العرب في ظل الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948" (عربي، بيروت، 1972)، التي كانت وما زالت من أهم المراجع عن تلك الحقبة المهمة في تاريخ الشعب الفلسطيني.

انتقل بعد ذلك إلى فرنسا دون أن يتمكن من العودة إلى مسقط رأسه حتى قبل سنوات قليلة حين عاد بزيارة نادرة قصيرة إلى بلده، استذكر فيها طفولته وشبابه.

غادر قهوجي الحياة، لكنه سيبقى علما من أعلام الحركة الوطنية الفلسطينية وأحد روادها وصاحب موقف ثابت وقناعات راسخة.

التعليقات