مقتل أم وابنها جراء شظايا صاروخية أثناء قطفهما الزيتون قرب شفاعمرو

أسفر سقوط شظايا في كرم زيتون بالقرب من مدينة شفاعمرو بمنطقة الجليل، شمالي البلاد، عن مقتل امرأة وشاب وإصابة مسن جراء سقوط صاروخ أثناء قطفهم الزيتون.

مقتل أم وابنها جراء شظايا صاروخية أثناء قطفهما الزيتون قرب شفاعمرو

من المكان (تصوير نجمة داود الحمراء)

قُتلت مينا شفيق حسون (60 عاما) وابنها كرمي رجا حسون (30 عاما)، وأصيب رجل (71 عاما) بجروح طفيفة، اليوم الخميس، إثر سقوط شظايا صاروخية في كرم زيتون بالقرب من مدينة شفاعمرو الواقعة في منطقة الجليل، شمالي البلاد.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تلغرام"

وأسفرت الرشقة الصاروخية الأخيرة التي أطلقها حزب الله من الجنوب اللبناني باتجاه منطقة الكرايوت، شمال حيفا، عن مقتل المرأة والشاب بالإضافة إلى آخرين أصيبا بجراح طفيفة.

وأصيبت شابة من جراء سقوط شظية صاروخية على سيارة بالقرب من "غيل عام" الواقع بين مدينة شفاعمرو ومنطقة الكرايوت، كما أسفر سقوط شظايا صاروخية على حافلة ركاب في المنطقة عن تسجيل عدد من حالات الهلع.

وقال قريب العائلة، الأستاذ حاتم حسون، لـ"عرب 48"، إن "ما حدث اليوم هو مصاب جلل ومأساة كبيرة أصابت المجتمع العربي وشفاعمرو وعائلة حسون بشكل خاص. العائلة المكلومة هي متواضعة وتكافح من أجل لقمة العيش الكريمة وتربية الأبناء على مكارم الأخلاق، وهم معروفون في أوساط المجتمع بحسن أخلاقهم ومعشرهم الطيب".

وأضاف أن "صاروخا غادرا سقط اليوم وطال السيدة وابنها أثناء قطفهما ثمار الزيتون، ونحن شجرة الزيتون التي ترمز للسلام وقع الفقيدان. مع تسليمنا بقضاء وقدر الله إلا أننا نتوجه إلى القادة والمسؤولين بأن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة بإنهاء هذا الصراع ووقف هذه الحرب المجنونة، ونأمل أن تكون الضحايا التي سقطت اليوم هي خاتمة لهذا الفصل الدموي الذي ذهب ضحيته عشرات آلاف الضحايا من النساء والأطفال، وأن تنتهي الحرب بما يرضي كافة الأطراف وأن تضع الحرب أوزارها".

وذكر جار الفقيدين، سعيد سلامة، لـ"عرب 48"، أن "ما حصل كان فاجعة بمعنى الكلمة، لقد سقطت السيدة وابنها نتيجة صاروخ أعمى أودى بحياتهما، وهما جيران لي في المسكن وفي الأراضي الزراعية، وتجمعني بهما صلة وثيقة وهذه الحرب الشعواء كما هي باقي الحروب يسقط فيها الضحايا الأبرياء".

وتابع "كان من الممكن أن أذهب أنا وأهلي ضحية هذا القصف، حيث لم تكن بعيدين عن موقع الحدث المؤلم. أتمنى أن تنتهي هذه الحرب وأن يعم السلام، إذ أن العائلة المكلومة التي فقدت اليوم الأم والابن عائلة كريمة وخلوقة ومتماسكة، تواصل الليل بالنهار من أجل الحصول على لقمة العيش بكرامة، وهم كما نحن متشبثين بأرضنا ومتجذرين فيها، فنحن فلاحين والأرض هي أمنا، ورغم اندلاع الحرب لم نتركها ونواصل قطف الزيتون الذي يمثل رزقنا وهو رمز انتمائنا لهذه الأرض".

وختم سلامة بالقول "بكيت بحرقة شديدة لأنني كنت على تواصل معهم، وكنا نتناول في كثير من الأوقات الشاب معا أثناء عملنا في الأرض. أتمنى أن تنتهي هذه المأساة عما قريب".

وقال نائب رئيس بلدية شفاعمرو، داوود حسون، لـ"عرب 48"، إنه "نحن كبلدية دائما ما نقدم توصيات وإرشادات لأهالي المدينة من أجل توخي الحذر واللجوء إلى مناطق آمنة عند سماع صافرات الإنذار وسقوط الصواريخ، لكن قدر الله كان أقوى من الجميع. لقد تميزت العائلة بعلاقات اجتماعية كبيرة مع الوسط المحيط وكانت متواضعة وخلوقة".

ولفت إلى أنه "آمل أن يكون هناك مزيدا من الجهد الرسمي من أجل الحد من هذه الخسائر، وأن يتم التنسيق على أعلى المستويات للحفاظ على أرواح المواطنين".

مينا شفيق حسون

وجاء عن "نجمة داود الحمراء، أنه "تلقينا عند الساعة 15:27 بلاغا حول مصابين من جراء سقوط قذيفة في كرم زيتون قرب مفرق ’غيلعام’، وقد وصلت طواقم طبية كبيرة إلى المكان، وبعد تقديم عمليات الإنعاش جرى إقرار وفاة امرأة (60 عاما) وشاب (30 عاما)".

وأضافت أنه "بالإضافة قدمت الطواقم الطبية العلاجات الأولية لمسن (70 عاما) بحالة طفيفة، وقد جرى نقله إلى مستشفى ’رمبام’".

كرمي حسون

وذكر أفراد الطاقم الطبي، أنه "استدعينا إلى كرم زيتون ورأينا مصابا على الأرض وهو فاقد للوعي، إذ بدأنا بعمليات إنعاشه وإجراء عمليات بحث حيث عثرنا على مصابة أخرى كانت بحالة حرجة، ولم يكن أمامنا سوى إقرار وفاتهما في المكان".

6 ضحايا عرب جراء قذائف وشظايا صاروخية

يضاف إلى الضحيتين من شفاعمرو 4 آخرين الذين قتلوا جراء صواريخ اعتراضية وسقوط قذائف وشظايا صاروخية أطلقت من لبنان منذ بدء التصعيد والقصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله.

وفي 9 آب/ أغسطس، توفي الشاب ميخائيل سمارة من كفر ياسيف متأثرا بإصابته بشظايا صاروخ اعتراض إسرائيلي جنوب نهريا.

وفي 25 تشرين الأول/ أكتوبر، قتل الشاب حسن علي سواعد من بلدة البعنة والشابة أرجوان عبد الحليم مناع من بلدة مجد الكروم جراء سقوط شظايا صاروخية على محل تجاري في مجد الكروم.

وفي 29 تشرين الأول/ أكتوبر، قتل الشاب محمد ياسر قيطان نعيم من ترشيحا إثر سقوط مباشر لقذيفة صاروخية وشظايا بينما كان في طريقه إلى الملجأ للاحتماء.

التعليقات