30/04/2022 - 21:55

حوار مع نائلة الوعري | كيف أصبحت القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية؟

الوعري: لعبت الإدارة الفلسطينية المحلية في العهد العثماني دورا مهما في دفع المدينة نحو التقدم والازدهار، حيث تحول المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة الحاج أمين الحسيني من مؤسسة تعنى بالشؤون الشرعية الخاصة بالمحاكم الشرعية والأماكن الدينية المقدسة إلى حكومة وطنية، إنْ جاز

حوار مع نائلة الوعري | كيف أصبحت القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية؟

المسجد الأقصى (Getty images)

في مقال نشرته "ضفة ثالثة" بعنوان "مسيرة القدس كعاصمة.. في تأصيل كتابة التاريخ الفلسطيني الحديث"، كتب محمود شريح، أن د. نائلة الوعري في مؤلَّفها "القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية 1908 - 1948" تردّ إلى القدس أصالتها، تاريخًا وحاضرًا، في روح بحث، موضوعي وموثّق ومقمّش، يلحّ على مسيرة المدينة في تاريخها الحديث والمعاصر عبر تحوّلاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بدءًا من قدوم الحملة المصرية إلى بلاد الشام بهدف نزعها من الدولة العثمانية وإلحاقها بمصر.

وأشار المقال إلى ما أوردته الوعري، من أن الملامح الأولى لتقدّم مدينة القدس نحو مركز الصدارة السياسية في فلسطين بدأت تسير جنبًا إلى جنب، مع مكانتها الروحية التي لم تنقطع منذ أقدم العصور، وأسهمت في دفعها إلى مكانتها هذه مجموعة من العوامل المحلية والإقليمية والدولية، والمتمثّلة بسياسة التنظيمات العثمانية، وما حتّمته من تشكيلات إدارية أدّت إلى نقل المهام الإدارية التي اضطلعت بها مدينة عكّا إلى القدس.

من جهتها تفيد الوعري، في تناولها لمفهوم العاصمة في مقدمة الكتاب، أن دراستها اعتمدت في مضامينها على تفسير هذا المفهوم في تلك الفترة الزمنية المهمة من تاريخ فلسطين، حيث بدأت الملامح الأولى لِتقَدُّم مدينة القدس نحو مركز الريادة السياسية والروحية معتمدةً على الشواهد التاريخية والمصادر والمراجع المتنوعة التي تثبت ذلك، وقد رصدت التحوُّلات والتبدُّلات والتطوُّرات المادية منها، والمعنوية، التي شهدتها القدس في تاريخها الحديث والمعاصر والتي أسهمت في رسم وتكوين منجزاتها الثقافية والنهوض برسالتها الحضارية السامية بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية.

وتقول الباحثة، إنها واكبت مسيرة القدس الريادية وهي تدخل الألفيَّة الثالثة بإرادة قوية وعزيمة وبتحدٍّ صارخ للغطرسة الصهيونية وهي تسعى لإنفاذ مشروعها الاستعماري على أراضيها، مدعومةً بالقوى الاستعمارية التي تعهدت بالرعاية والمؤازرة منذ انطلاق الحملة الصليبية السلمية عام 1831ميلادي. تلك الحملة التي انتهجت أسلوبا جديدا من الغزو الاستعماري ليس "بقعقعة السلاح"، وإنما بالغزو الديني التبشيري والثقافي وبالتمدد والتغلغل الاستعماري وفتح باب الهجرة لليهود، لتمكينهم من أرض فلسطين التاريخية والسيطرة على القدس بشقيها الغربي والشرقي واعتمادها عاصمة للدولة العبرية.

وتؤكد الوعري أن الدراسة ركَّزَت اهتمامها بالبحث في المقومات الحضارية التي استندت إليها مدينة القدس وأهَّلتها لاحتلال مكانة الصدارة بين المدن الفلسطينية وتوليها دفَّة القيادة كمركز إداري متقدم وعاصمة سياسية ما بين 1908 - 1948، وما أحدثه من تحول سياسي في مسيرتها ومن تعزيز في تكوينها ما بين المركزية الإدارية والسياسية والرمزية الروحية.

د. نائلة الوعري

لإلقاء المزيد من الضوء على موضوع الكتاب، الذي يكتسب أهمية خاصة في ضوء احتدام الصراع على القدس ورموزها الشامخة التي تتحدى السيادة الإسرائيلية، كان هذا الحوار مع ابنة القدس د. نائلة الوعري.

"عرب 48": يعزو الكثير من الباحثين والمهتمين أهمية الكتاب كونه يعالج الفترة الحديثة، التي اتسمت ببروز الكيانية الفلسطينية وتعاظم مكانة القدس كمركز سياسي فرضته الأحداث الوطنية كثورة البراق عام 1929، وثورة 1936 - 1939، وهي كيانية ارتبطت بـ"استقلالها" الإداري الذي ابتدأ بتأسيس متصرّفية القدس عام 1874 وارتباطها مباشرةً بالباب العالي، وظهور الخرائط العثمانية عشيّة عام 1908 باسم "فلسطين"، وتعريف المتصرِّف باسم "حاكم فلسطين"، وصولا إلى الدور الذي اضطلعت به فترة الاستعمار البريطاني وإعلان القدس عاصمة فلسطين الانتدابية وإلحاق ولاية شرق الأردن الناشئة بها؟

الوعري: انطلقت الدراسة في حدودها الزمنية من عودة الحياة الدستورية في الدولة العثمانية، المجمدة منذ عام 1867 من جانب السلطان عبد الحميد الثاني وإجراء أول انتخابات برلمانية عام 1908، وبانتهاء فترة الحكم العثماني ورحيله عن القدس عام 1917، تابعت الدراسة مسيرة القدس إبان الاحتلال البريطاني ودخول الجنرال أللنبي للمدينة في 11 كانون الأول/ ديسمبر عام 1917، غازيا ومحتلا ومعلنا انتهاء الحروب الصليبية، ثم تابعت الدراسة فترة الاستعمار البريطاني حتى رحيله في 14 أيار/ مايو عام 1948.

وقد تم عرض مسيرة مدينة القدس وما امتلكته من مقومات حضارية، وسياسية، ودينية، تميَّزت بها على بقية المدن المنتشرة في المناطق الوسطى والجنوبية من بلاد الشام، وأسهمت بارتقائها إلى عاصمة سياسية وروحية في التاريخ الحديث والمعاصر.

كما أن تقدم القدس ونهضتها بصورة كبيرة منذ عام 1874 وقبل ذلك يرجع إلى عوامل داخلية وخارجية عثمانية وغير عثمانية، لكون القدس مدينة عالمية، فالتنظيمات العثمانية لعبت دورا في مسألة التقدم بهدف إظهار المدينة بصورة حضارية أمام الوافدين وحمايتها من الأطماع الاستعمارية، كما مسالة الكيانية لدى الدولة العثمانية كانت تعني الحماية والإشراف المباشر دون أن تتقدم على إسطنبول.

وكانت هناك اقتراحات عثمانية لجعلها مركز ولاية فلسطين، إلا أن هذا التشكيل ألغي من الباب العالي حتى لا تصبح جميع المقاطعات الفلسطينية المستهدفة بالمشروع الصهيوني في وحدة إدارية واحدة، واستعاضت عنه بإبقائها في نطاق المتصرفية التابعة لإسطنبول بنطاقها البالغ ‎%81‎ من إجمالي مساحة فلسطين.

"عرب 48": ما سر النمو السريع للمدينة خارج الأسوار التي ازدادت مساحتها، كما ورد في الكتاب، من 1 كم عام 1856 إلى 5 كم مع نهاية الحكم التركي عام 1917 وما علاقة ذلك بالإعلان عن متصرفية القدس؟

الوعري: لا نظن أن هناك مدينة فلسطينية قد تقدمت على مدينة القدس في نشاطها العمراني من حيث البنية الهيكلية على الصعيدين الأفقي والرأسي، وحظيت بهذا الاهتمام في مسألة تخطيط البناء والنظافة والإنارة والمرور والمهن وغيرها من الخدمات، حتى تظهر بمظهر لائق في قلوب أهلها وعيون زوارها وحجاجها واستقطاب الهجرة الوافدة من المدن والقرى والبوادي العربية، وهو ما قامت على إدارته بلدية القدس التي تأسست عام 1863، وهي تعد ثاني مجلس بلدي يشكل في الإمبراطورية العثمانية، بعد إسطنبول مباشرة وكان لخدماتها الاقتصادية والاجتماعية المتطورة دور مهم في تدفق سيل الهجرة إليها.

وكما هو معروف فإن البناء خارج الأسوار مرتبط بعدة عوامل، أهمها الأمن والاستقرار فمركزية الدولة أسهمت في دفع عجلة العمران إلى الأمام، كيف لا فالقدس مركز المتصرفية وقاعدة الحكم ولذلك اشتملت على وحدات مهمة من الجيش والأمن المتطورة بتدريبها وأسلحتها الحديثة المستوردة من الأسواق الأوروبية.

وحسب أنظمة الدفاع عن المدينة منذ إعمار السور عام 1540 ميلادي كان يمنع البناء خارجه، وفي عام 1856 سمتحت الأوامر بالبناء، شريطة أن يستمر العمل بإغلاق الأبواب ليلا وعند صلاة الجمعة، مع فتح الباب الصغير أو ما يعرف بالخوخة للمرور الفردي ليلا، وذلك بالرغم من وجود عدد من مراكز الحماية على الأطراف ومنها مدخل القدس الغربي على طريق القدس - يافا.

وكما هو معروف فإن الأمن أحد أهم ركائز النمو العمراني، فعلى سبيل المثال كانت القدس تتعرض لغارات القبائل واللصوص ويبدو أنه بعد عام 1856 ميلادي، انقشع هذا التهديد الأمر الذي سرّع عجلة البناء، فتوافر الأموال هو عامل مساعد في البناء ولكن الأمن والاستقرار الذي ساد بعد الحروب القيسية واليمنية جعل الناس تشعر بالأمان.

هذا إضافة إلى ارتفاع معدلات الولادة وانخفاض الوفيات والهجرة الوافدة نتيجة المجاورة في رحاب الأماكن الدينية المقدسة، وحركة التغلغل الاستعمارية والمقاومة الشعبية للاستعمار واتساع سوق العمل والخدمات الجاذبة للهجرة الوافدة من المواقع المختلفة، وما كونته محصلتها من بيانات سكانية عالية ما جعلها رائدة المواقع الفلسطينية من حيث عدد السكان وهي إحدى الخصوصيات التي تتميز بها العواصم عن غيرها من المدن.

"عرب 48": وما هو سر التطوّر الكبير للقدس الذي حدث في الفترة الواقعة بين 1920 - 1948، حيث وصلت مساحتها مع انتهاء الانتداب البريطاني عام 1948، كما أشرت إلى 20 كيلومترًا مربّعًا، وضمت العديد من الممثليات والقنصليات والإذاعة الفلسطينية والمطار وغيرها من المنشآت والمؤسسات العامة إلى جانب البيوت الفخمة؟

الوعري: سارت حكومة الانتداب على الخطى العثمانية في النهضة والتقدم، لا بل كانت حكومة الانتداب ترى في نفسها راعية للحكم في فلسطين وهو جوهر نظام الانتداب أينما حل، فسكان مدينة القدس من عرب، مسلمين ومسيحيين ومستوطنين أخذوا الجنسية الفلسطينية بدلا من العثمانية، وما كانت بريطانيا "العظمى" تسمح لنفسها بأن تتراجع القدس في ظل حكمها الاستعماري عما كانت عليه في العهد العثماني. وقد أقامت جمعية محبي القدس والتي أسسها الحاكم العسكري ستورز لتطوير المدينة ومنها مشاريع خرائط تثبيت أسماء شوارع القدس وتنظيمها.

كما أن البعد العربي والإسلامي والعالمي للمدينة بصفتها عاصمة روحية وطّد من مكانتها ودفع المدينة نحو الريادة والمحافظة على مستوياتها، وقد عبر العرب والمسلمون على الصعيدين الرسمي والشعبي عن تعلقهم بمدينة القدس، وعملوا على الحفاظ على مكانتها ورمزيتها السياسية كعاصمة سياسية في فلسطين والسير بها جنبًا إلى جنب مع سموها الروحي واتخاذها عاصمة روحية عالمية، فشدوا إليها الرحال وتضامنوا معها وآزروها وأغدقوا عليها الأوقاف المنقولة وغير المنقولة والتبرعات والهِبات العينية والنقدية، وفتحت بعض حكومات الدول العربية والإسلامية قنصلياتها، وأرسلت بقناصلها المعتمدين لتمثيلها دبلوماسيًا لدى الحكومة العثمانية والانتداب البريطاني من بعدها، وتمثَّل ذلك بالقنصلية المصرية والعراقية والسعودية والسورية واللبنانية والإيرانية والتركية وغيرها.

كما أن إصرار الدول العظمى على إيجاد موطئ قدم لها في المدينة العاصمة، أعطاها بعدًا عالميًا في المحافل الدولية، ودفعها إلى مكانة الريادة السياسية في قائمة المدن المنتشرة في المقاطعات الوسطى والجنوبية من بلاد الشام، وانعكس ذلك في مجموعة التطورات والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي جرت على أراضيها والمقاطعات الملحقة بها.

وانطلقت هذه الأطماع الاستعمارية دون توقف ابتداءً من عام 1831 ميلادي واستُهْدِفَت المدينة والمناطق التابعة لها عبر فتح الامتيازات، وشراء الأراضي، وإقامة المزارع والمقرات التجارية والقنصلية والمدارس والمشافي التبشيرية والبيوت والمساكن والمستوطنات الصهيونية، وتدفق سيل الهجرة والحجاج والزوار والبعثات العلمية والأثرية والدوائر الاستخبارية والتمثيل الدبلوماسي بفتح القنصليات ووكالاتها، كما أن اعتراف المنظمات الدولية بما شهدته مدينة القدس من تقدم وريادة حَفَّزَهَا على فتح مقرات لها في أراضيها كالصليب الأحمر وعصبة الأمم ومنظمة الأمم المتحدة ولجان التحقيق الدولية.

وترافق ذلك مع تسارع وتيرة الحركة الاقتصادية والنقل والسفر بين القدس والموانئ والمطارات العالمية وهو ما دفع بالشركات الكبرى العابرة للقارات إلى فتح مكاتب لها في مدينة القدس بهدف جني أكبر قدر من الربح من خلال الحركة النشطة التي باتت تربط بين عواصم ومطارات العالم وميناءي يافا وحيفا، حيث يتدفق سيل الحجاج والزوار وفعاليات النقل والسفر والتجارة المختلفة.

"عرب 48": ما هو دور العامل الذاتي الفلسطيني في الحكم والإدارة والسياسة في العهدين العثماني والبريطاني؟

الوعري: لعبت الإدارة الفلسطينية المحلية في العهد العثماني دورا مهما في دفع المدينة نحو التقدم والازدهار، حيث تحول المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة الحاج أمين الحسيني من مؤسسة تعنى بالشؤون الشرعية الخاصة بالمحاكم الشرعية والأماكن الدينية المقدسة إلى حكومة وطنية، إنْ جاز لنا التعبير، تقود الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية.

هذا علاوة على المؤسسات الشعبية التي ولدت في كنف الإدارة العثمانية وفي مقدمتها بلدية القدس التي ظهرت إلى حيز الوجود عام1863 ميلادي، بعد مجلس بلدي إسطنبول مباشرة ولم يتقدم عليها أي مجلس محلي في الإمبراطورية العثمانية سوى مجلس إسطنبول، وكانت بمثابة تجسيد مهم للإدارة المحلية التي رعت المدينة وقامت على خدماتها منذ تأسيسها، ما جعل المدينة رائدة في خدماتها المحلية في بلاد الشام، وما مارسته من صلاحيات في ميدان الإنارة والنظافة والإطفاء وتوفير مياه الشرب وتنظيم حركة المواصلات وإدخال الآلات الحديثة إلى ميادين العمل ومنح رخص البناء والمهن والحرف الصناعية والتجارية وغيرها من الخدمات.

ومع رحيل الحكم العثماني لبلدية القدس دورا مهما في مواجهة التحديات التي تتعرض لها المدينة من جانب الحركة الصهيونية وهو ما جعلها المؤسسة الفلسطينية الثانية التي تقود العمل الوطني بعد المجلس الإسلامي الأعلى خلال فترة الانتداب.

"عرب 48": في مقال نشره مؤخرا أشاد د. خالد الحروب بالكتاب وبالجهد البحثي المبذول به، ونوه إلى ما وصفه بغياب التأطير التحليلي والفكري الذي يموضع أطروحة "إزدهار القدس" في فترة الانتداب البريطاني، في سياق المشروع البريطاني الاستعماري وسيطرته وخططه لتحويل فلسطين إلى وطن لليهود، مشيرا إلى أن تطوير فلسطين وتحديثها كان يشتغل على التوازي مع الخط الاستعماري التكويني والناظم وهو نزع فلسطينيتها وتسهيل تهويدها، بما في ذلك القدس؟

الوعري: هي وجهة نظر نحترمها، ولكن ندعو النقاد إلى إعادة قراءة المسألة وننصحهم بالعودة إلى النص مرة أخرى، أما ربط التقدم بالمشروع الصهيوني فهو واحد من كل، فعجلة الزمن لم تتوقف، وقد تمت الإشارة إلى الرأسمال الصهيوني الوافد من الخارج، إضافة إلى تدفق سيل الهجرة الصهيونية التي عملت على شراء الأراضي وبناء المستوطنات في ظل الحماية البريطانية.

ولكننا لم نهمل دور المدينة الذاتي بمقدراتها الذاتية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلى سبيل المثال فإن بناء قصر المندوب السامي، كدار حكم، دفع المجلس الإسلامي لبناء مقره الجديد، ولهذا قلنا إن المجلس الإسلامي كان بمثابة مقر الحكومة الفلسطينية في مواجهة حكومة الانتداب من جهة والحركة الصهيونية من جهة أخرى.


د. نائلة فايز الوعري: باحثة ومحاضرة متفرغة في التاريخ الحديث والمعاصر وحاصلة على الماجستير والدكتوراة في التاريخ الحديث والمعاصر تخصص تاريخ فلسطين الحديث. ولدت في القدس في حارة السعدية داخل البلدة القديمة وتلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة خولة بنت الأزور في حي وادي الجوز. رحلت عن القدس إثر حرب حزيران عام 1967 إلى عمان حيث أكملت دراستها الثانوية، ثم انتقلت مع عائلتها إلى البحرين.

مجازة في علمين من العلوم الإنسانية ليسانس وثائق ومكتبات جامعة القاهرة وليسانس تاريخ حديث ومعاصر. أسست تجمع نساء من أجل القدس في العام 2003 في البحرين ومن هناك انطلقت جمعية "نساء من أجل القدس" في الدول العربية وجنوب أفريقيا وهي عضو في عدة منتديات فكرية عربية وعالمية، كما شاركت وتشارك في عدة ندوات ومؤتمرات عالمية للحديث عن مدينة القدس تاريخها والمخاطر التي تهددها وقد أصدرت عددا من الكتب المهمة والأبحاث والدراسات، أهمها "دور القنصليات الأجنبية في الهجرة والاستيطان اليهودي في فلسطين 1840 - 1914" و"موقف الولاة والعلماء والأعيان والإقطاعيين في فلسطين من المشروع الصهيوني 1856 - 1914" و"فلسطين في كتب الجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين".

التعليقات