ارتفاع أسعار الخبز: أزمة اقتصاديّة وشيكة للأُسَر العربيّة

شهدت مخابز عديدة في بلدات عربية، رفع أسعار الخبز بنسبة 20% التي أُعلِن عنها، بناءً على قرار اتّخذته وزارة المالية الإسرائيلية في وقت سابق. وتبايَن ارتفاع أسعار الخبز من مخبز إلى آخر، إذ ارتفع على سبيل المثال، سعر الخبز الأسود بنسب تتراوح بين 16% و30% في بعض المخابز، فيما أبقت بعض المخابز الأسعار على حالها، بُغية التنافس الشديد الذي شهدته السوق، بعد موجة الغلاء. غير أنّ الذي لا تبايُن فيه، هو أن الأُسَر العربية، هي الأكثر تضرّرا من رفع الأسعار، والتي باتت على شفا "أزمة اقتصادية" وشيكة، من جرّاء ذلك.

وقال فادي هياجنة، وهو صاحب مخبز في كفركنا لـ"عرب 48": "حاليا نحن اضطررنا لرفع أسعار الخبز بنسبة 16%، وهذا طبعا ليس السعر الذي أُعلن عن رفعه، ولا يفي بنسب الأسعار التي ارتفعت، نظرا لارتفاع الوقود بشكل حاد".

وذكر أن "هذه أمور تدخل بشكل جذري وأساسي في عملية إنتاج الخبز والنقل، وكذلك هناك ارتفاع نسبي في سعر الحنطة"، مضيفا: "هذه الأمور أجبرتنا على رفع الأسعار".

وقال محمد خمايسي، وهو صاحب شبكة مخابز: "اتخذنا قرارا بألا نرفع الأسعار رغم ارتفاع أسعار الطاقة بشكل حاد جدا، وذلك لعلمنا بقوى السوق من جهة، والحالة الاقتصادية لدى الأسَر العربية، وكما هو معلوم فإن الخبز أساسي جدا على مائدة الأُسر العربية، هذا علاوة على اضطرارنا إلى الاستجابة لمطالب علاوات الرواتب لدى العمال والتي تبعت موجة غلاء الأسعار الفاحشة في الشهور الأخيرة".

وأضاف خمايسي: "حاليا لا زلنا نبيع بنفس الأسعار، ونأمل أن نستطيع مواصلة العمل بهذه الأسعار".

من جانبه، قال المواطن طالب مقطرن من كفركنا، إن "الغلاء الفاحش الذي نعيشه يشكل تحديا كبيرا لكل عائلة، والخبز منتَج أساسي جدا لدى عائلتي وكل عائلة عربية".

وذكر مقطرن أن "الأمر لم يتوقف عند رفع أسعار الخبز، فجميع المنتجات تقريبا شهدت ارتفاعا حادا للأسعار، وسلة الغذاء ارتفع سعرها كثيرا، وهذا يثقِل ميزانية العائلة".

بدورها، قالت يمنى سليمان من البعينة نجيدات: "صحيح أننا نشهد ارتفاعَ أسعار الخبز، ولكن ليس سعر الخبز وحده هو الذي ارتفع، إذ أن جميع المنتجات ارتفعت أسعارها بشكل كبير، وفقط الرواتب بقيت على حالها، وهذا يدخلنا في أزمة اقتصادية في حال بقيت الأسعار كما هي".

وتأتي زيادة أسعار الخبز، بالتزامن مع موجة غلاء متصاعدة في إسرائيل، تشمل ارتفاع سعر البنزين والكهرباء والماء والبيض.

وتشير التقديرات إلى أن الزيارة التي قد تصل إلى نحو 10% على سعر الكهرباء، بدءا من آب/ أغسطس المقبل، ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار في العديد من القطاعات مع حلول كانون الثاني/ يناير المقبل، خصوصا على سعر الماء.

وفي آذار/ مارس الماضي، صرّح اتحاد أرباب الصناعة في إسرائيل، أنه "مع موجة الغلاء التي تشهدها البلاد خلال الأسابيع الأخيرة، والتي أصبحت واضحة على أرض الواقع في كل ما يتعلق بالمواد الأساسية، كان آخرها ارتفاع أسعار الخبز والزيت والمواد التموينية من جهة، وأسعار الوقود والمواد الخام من جهة أخرى، أضحت الأُسَر الفقيرة الفئة الأكثر تضررا من هذا الغلاء، ولا سيّما أن الحديث يدور عن مواد أساسية حيوية للحياة اليومية لكل عائلة".