31/10/2010 - 11:02

العربي خطير في الدولة العبرية مع استثناء بسيط

العربي خطير في الدولة العبرية إذا تظاهر وإذا احتج وإذا رفض وإذا تعلم وإذا تزوج وإذا أنجب وإذا نام وإذا أكل وإذا شرب، وإذا تنفس. العربي خطير في الدولة العبرية طالما هو على قيد الحياة، مع استثناء حالة يكون فيها

العربي خطير في الدولة العبرية مع استثناء بسيط

يومًا بعد يوم يتأكد، باستثناء حالات بسيطة سنأتي على ذكرها، أن العربي صاحب البلاد الشرعي، يعتبر خطيرًا بنظر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. إذ يعيدنا مقتل المرحوم محمود غنايم، من مدينة باقة الغربية برصاص الشرطة إلى سبعة شهور خلت حين زعمت شرطة حرس الحدود أن سمير داري، من سكان قرية العيسوية، حاول دهسهم بسيارته فأطلقوا عليه النار، وسقط شهيدًا، وتبيّن، في ما بعد، أن المغدور قد أطلقت عليه النار من الخلف وهو خارج سيارته، ولم يكن يشكل أي خطر على شرطة حرس الحدود.

وللتذكير، فقبل يومين زعم أحد رجال الشرطة أن محمود غنايم، من سكان باقة الغربية في المثلث، حاول دهسه بسيارته فأطلق عليه النار، وسقط مضرجًا بدمائه، وتبيّن في ما بعد أن المغدور كان جالسًا في سيارته المتوقفة إلى جانب الطريق يتحدث مع صديق له حين أطلق الشرطي النار عليه فأصابه برصاصة قاتلة برأسه..

وقبل ستة شهور، أطلقت الشرطة النار على الشاب نديم ملحم من سكان قرية عرعرة في المثلث بزعم أنه كان يحمل مسدسًا وعرض حياة رجال الشرطة للخطر، بينما تصر عائلته على أن الشرطة أطلقت النار على ملحم وهو في فراشه لرفضه التعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك).

ويوم أمس، زعم أحد عناصر شرطة حرس الحدود أنه تعرض لمحاولة دهس قرب قرية عارة في المثلث، وأن السائق فر من المكان إلى داخل القرية، إلا أنه تبين في ما بعد كذب رواية الشرطي، التي كان من الممكن أن تؤدي إلى فاجعة أخرى دفاعًا عن حياة رجال الشرطة، وتبيّن أن إصابة الشرطي نجمت عن "مزاح ثقيل الظل" مع زميل له، وحاول نسب التهمة لآخرين من سكان عارة.

وفي مثل هذه الحالات، نذكر منها 35 حالة على الأقل أودت بحياة 35 فلسطينيًا من الداخل برصاص الشرطة منذ هبة أكتوبر 2000، تقوم الوحدة المسماة "وحدة التحقيقات القطرية مع أفراد الشرطة" بالتحقيق مع رجال الشرطة. وتؤكد النتائج التي تتوصل إليها هذه الوحدة أنها تنطلق من فرضية أنه يجب ألا يجلس شرطي في الدولة العبرية في السجن بتهمة قتل عربي..

لا فرق في المصير بين الحالة الأولى لفلسطيني في الضفة الغربية، وبين الحالة الثانية لفلسطيني في الداخل، ولا فرق أيضًا في مزاعم الشرطة لتبرير جريمتها، ولا فرق أيضًا بالنسبة للدولة العبرية بين فلسطيني في الداخل أو أي فلسطيني آخر، فكلهم خطيرون.

فالعربي في سيارته خطير، والعربي في فراشه خطير، وخطير إذا تجول في بلدة يهودية، وخطير حتى إذا ارتكب مخالفة سير، وقد سبق أن أطلق قائد لواء الشرطة في الشمال، سابقًا، أليك رون، النار على سائق من قرية كفر مندا بسبب مخالفة سير.

العربي خطير في الدولة العبرية إذا تظاهر وإذا احتج وإذا رفض وإذا تعلم وإذا تزوج وإذا أنجب وإذا نام وإذا أكل وإذا شرب، وإذا تنفس. العربي خطير في الدولة العبرية طالما هو على قيد الحياة، مع استثناء حالة يكون فيها هذا العربي امرأةة مسنة من المثلث الجنوبي ومصابة بداء السكري وتتلقى العلاج في مستشفى "مئير" في كفار سابا، حيث تصلح في هذه الحالة لإجراء تجارب طبية عليها.

التعليقات