لا يزال عدم الوضوح يخيّم موقف كل من مصر والأردن والمغرب، حول المشاركة في ورشة المنامة الاقتصادية، المعدة للكشف عن الشق الاقتصادي من خطة الإدارة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة بـ"صفقة القرن".

وفيما أعلن البيت الأبيض، عبر تسريب لأحد مسؤوليه تلاقفته وسائل الإعلام الأميركية، الأول من أمس، الثلاثاء، أن كلا من مصر والأردن والمغرب أبلغتهم بمشاركتها في الورشة، قالت الأردن إنها لم تعلن موقفها بعد، فيما لم تفصح القاهرة عن موقفها الرسمي من المشاركة بعد، في حين تؤكد المغرب أن موقفها من المشاركة بورشة البحرين، تعبر عنه مؤسساتها وهيئاتها، وإنه يصدر عن وزارة الخارجية "في التوقيت والسياق الذي تحدده".

وذكر مراقبون أن التردد في الإعلان الرسمي عن المشاركة في الورشة التي يقاطعها الفلسطينيون شعبًا وقيادة، جاءت لامتصاص رد الفعل الشعبي في الدول العربية، نظرًا لما يتردد من أنباء باتت شبه مؤكدة، عن انحياز الخطة الأميركية التام للاحتلال الإسرائيلي.

وفي مؤتمر صحافي للناطق باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، عقب اجتماع المجلس الحكومي، الخميس، وردا على سؤال حول موقف بلاده من المشاركة في الورشة، قال الخلفي: "بخصوص المشاركة في مؤتمر البحرين، أود أن أؤكد أن مواقف المملكة المغربية تعبر عنها مؤسساتها وهيئاتها".

وأضاف أن الموقف المرتبط بهذه القضية "يصدر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في التوقيت والسياق الذي تحدده"، دون تقديم تفاصيل أكثر.

الأردن: إذا شاركنا فهو جزء من الاشتباك الإيجابي

فيما قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الخميس، إن بلاده لم تعلن بعد موقفها من ورشة المنامة المزمعة أواخر الشهر الجاري، لكنها ستعلنه "بوضوح وثقة".

وأضاف الصفدي في تصريحات لتلفزيون "المملكة" الرسمي، أن "قرار الأردن بشأن ورشة البحرين سيعلن بوضوح وثقة، استنادا على مواقفه الثابتة والراسخة المعروفة للجميع".

وواصل الوزير الأردني حديثه قائلا: "لم نعلن موقفنا رسميا إزاء ورشة البحرين؛ لأننا نمارس حقنا في أن نقيّم وفي أن نشاور وأن نتشاور مع أشقائنا وأصدقائنا، وعندما نتخذ القرار سنعلنه بوضوح".

وشدد الوزير على أن "السياسة الخارجية الأردنية تستند إلى ثوابت ومواقف واضحة"، وبيّن أن ثوابت الأردن المتعلقة بالقضية الفلسطينية أكدها الملك عبد الله الثاني "بشكل لا يقبل أي تفسير".

وأشار الوزير في السياق ذاته إلى أنه "لا حل للقضية الفلسطينية إلا عبر انتهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، موضحا أن "هذا هو الموقف الذي يدعمه العالم كافة".

وعن ورشة البحرين، قال الصفدي: "إذا شاركنا فإننا نشارك لنؤكد مواقفنا لنقول بوضوح وثقة وهذا الموقف يعرفه الجميع. وإذا شاركنا فهو جزء من الاشتباك الإيجابي الذي يقوده الأردن دائما من أجل التأكيد على ثوابته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".

وأضاف: "إذا لم نشارك نكون قد اتخذنا قرارنا بناء على تقييمنا، ستكون هناك مبررات لعدم مشاركتنا، وبالنهاية هي ورشة عمل.. وإذا قررنا أن نذهب لنسمع إذا كان الطرح منسجما مع مواقفنا، فسنتعامل معه، وإذا كان غير منسجم، سنقول لا".

وزاد: "نحن من يقرر موعد إعلان قرارنا، وتوقيت الإعلان أيضاً هو جزء من إدارة الملف"، وبين الصفدي أن الأردن ليس على علم بما سيقدم الأمريكيون في خطة سلام الشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن"، وأن الأردن ليس وحيدا في هذا الموقف.

واستدرك: الولايات المتحدة تقول إنها "تدرس خطة ستقدمها عندما تكتمل"، وقال إن "لقاء مسؤولين دوليين جزء من الدبلوماسية الأردنية المكثفة لخدمة مصالح ومواقف الأردن، وبالأخص فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".

وتوافقت السلطة والفصائل الفلسطينية على مقاطعة المؤتمر، لكونه أحد أدوات "صفقة القرن"، التي يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمشاركة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل.

وبجانب الولايات المتحدة والبحرين، أعلنت كل من السعودية والإمارات والأمم المتحدة اعتزامها المشاركة في ورشة المنامة، فيما انضم كل من العراق ولبنان إلى فلسطين في رفض المشاركة بالفعالية، التي تعقد على مستوى وزراء المالية ورجال الأعمال.

ومؤتمر "ورشة الازدهار من أجل السلام" المرتقب في البحرين 25 و26 الشهر الجاري، دعت له واشنطن، ويتردد أنه ينظم لبحث الجوانب الاقتصادية لـ "صفقة القرن".

اقرأ/ي أيضًا | عراقيل تحيط بالتحضيرات لورشة المنامة الاقتصادية

اقرأ/ي أيضًا | المغرب ومصر والأردن تنضم للمشاركة في "ورشة البحرين"

اقرأ/ي أيضًا | الحكومة الفلسطينية: "المغرب والأردن ومصر لم تعلن قبول المشاركة بورشة المنامة"