تضغط كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا لإصدار توبيخ عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يستهدف إيران، وذلك بسبب عدم ردها على استفسارات حول آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع غير معلنة، بحسب ما أظهرت مسودة قرار، أوردتها وكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

ومع تصاعد التوتر بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على خلفية نشر الأخيرة تقريرا يتهم إيران بعدم التعاون مع الوكالة بشأن حل الخلافات حول ثلاثة مواقع يشتبه بممارسة أنشطة نووية فيها بعد العثور على جزئيات اليورانيوم سابقا، دعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في مسودة قرار أرسلتها إلى أعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السلطات الإيرانية إلى "الوفاء العاجل بتعهداتها القانونية".

ومن المرجح أن تثير هذه الخطوة غضب إيران التي تشعر بالانزعاج بشكل عام من مثل هذه القرارات، وهذا بدوره قد يضر باحتمالات إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، علما بأن المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة متوقفة بالفعل من آذار/ مارس الماضي.

معمل إيراني (Gettyimages)

وسارعت إيران، في الرد على مسودة القرار الغربية ضدها، وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن إيران، اليوم، التي تصر على أن برنامجها النووي سلمي بينما يقول الغرب إنه يقترب من القدرة على صنع قنبلة نووية، سترد على أي "عمل غير بناء" خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل.

اقرأ/ي أيضًا | الوكالة الذريّة: مخزون اليورانيوم المخصّب الإيرانيّ يتجاوز بـ18 مرة الحدّ المسموح به

وأرجأت القوى الغربية تقديم مسودة قرار إلى الاجتماعات الفصلية السابقة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة حول هذه المسألة على وجه التحديد، لأنها كانت تخاطر بالتأثير سلبا على المحادثات النووية التي لم تعقد منذ آذار/ مارس.

ومع ذلك، وصلت المسألة إلى ذروتها بعد أن أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول الأعضاء، هذا الأسبوع، بأن إيران لم تقدم لها إجابات موثوقة بشأن الجسيمات التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع رئيسية (منشآت نووي) قديمة وغير معلنة، على الرغم من اتفاق الجانبين في آذار/ مارس على إحياء مناقشاتهما ومحاولة حل القضايا المفتوحة.

وتنص المسودة، التي أُرسلت إلى أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأوردتها وكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، على أن يدعو مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة إيران إلى "العمل بشكل عاجل للوفاء بالتزاماتها القانونية والنظر فورا في عرض المدير العام (للوكالة) حول مزيد من المشاركة لتوضيح وحل جميع قضايا السلامة العالقة".

مُفاعل أراك النووي الإيراني (توضيحية - أ ب)

ولم يذكر النص، الذي يحمل تاريخ أمس، الثلاثاء، الدول التي صاغته. في حين أوضح دبلوماسيان تحدثا لـ"رويترز" أنه تمت صياغة المسودة من قبل الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية أو ما يسمى بمجموعة "إي 3" التي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وما زال يتعين تقديم المسودة رسميا إلى اجتماع المقرر الأسبوع المقبل، ثم اعتمادها دون معارضة أو طرحها للتصويت. ويبدأ اجتماع المجلس يوم الإثنين المقبل، ومن المرجح أن يستمر التفاوض على صياغة المسودة بين أعضائه وتعديلها حتى يتم تقديمها.

"إيران سترد بقوة"

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في تصريحات أوردتها على قناة الوزارة على تيليغرام إن إيران "سترد بطبيعة الحال بطريقة قوية وملائمة على أي خطوة غير بناءة" لمجلس محافظي الوكالة.

وأضاف خطيب زادة أن برنامج إيران النووي "سلمي بالكامل"، محملا واشنطن والأطراف الأوروبية مسؤولية "تداعيات" الخطوة ضدها في مجلس المحافظين، ومتهما إياها باستخدام المجلس وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كـ"أداة ضغط وأدوات لعب سياسية ضد إيران".

اقرأ/ي أيضًا | إيران تصف تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه "غير منصف"

وتعقيبا على موقف الخارجية الفرنسية بشأن تقارير الوكالة، اتهم خطيب زادة باريس باتخاذ مواقف "متسرعة ومنحازة سياسيا، وتجاهل التعاون الفني الواسع والبناء لإيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

سعيد خطيب زادة (Getty Images)

وأكد خطيب زادة أن التقرير الجديد للوكالة الدولية بشأن الخلافات مع إيران "لا يعكس واقع التعاون بين إيران وهذه الوكالة"، لافتا في إشارة إلى الموقف الفرنسي إلى أن هذه المواقف تصدر "في إطار عمليات نفسية والتحضير لممارسة الضغوط على طهران".

وأضاف أن هذه المواقف الغربية تصدر بموازاة التحركات الأخيرة للكيان الإسرائيلي و"هو ما يبرز بشكل أكبر دور الكيان الصهيوني في بلورتها"، موصيا فرنسا ودولا غربية بتجنب اتخاذ مواقف و"تدخلات من شأنها أن تحرف التعاون عن مساره الصحيح".